مجنون ليلى 15

- تجرعت ألـــم المرارة خاصة عندما راحت كل مرة تتهم حبي لها حتى وصلت وقاحتها لأن تقول لي سأقول لقريبتي – تلك الفتاة الصغيرة – تكلمك .. فهمت من هذا أنها اعتبرتني كلب رمت له عظم كي يتسلى به حينا حتى تستطيع أن تكمل خيانتها بكل راحة و ارتياح و خلفها للوعد الذي شهد عليه رب العالمين .
- أيضا في إحدى المرات قالت لي عندما قلت لها أنه يستحيل أن أتزوج أو أخطب أي فتاة من بعدها .. فردت عليها بقولها : خلاص عيش لأمك و اشتري سيارة و خذ أمك للحج و أدعوا الله كي .. إستخفت بي و بدعــــاء المظلوم – ربي يسامحهــــا - .
- بقيت على إتصال مع قريبتها الصغيرة التي أعترف بأن لها شخصية قوية جدا فهي أقوى من شخصية حبيبتي الساذجة مليون مرة .. صرت أكلمها على قضية و حبيبتي بكلام منطقي ، فاعترفت لي بأن حبيبتي هي التي تريد هذا و قالت لي : و الله لو كنت مكانها و وعدت أحد لن أفعل مثلها و أخلف وعدي و هو نفس ما قالته لي صديقتها الغــالية في يوم من الأيام عندما كنا نتناقش حول هذا الموضــــوع .
- أريد أن أذكر حقيقة .. عرضت علي فتاة جميلة و صغيرة و أبوها من كبار المسؤولين في مدينتنا .. لأنه كان يعرف بأني سأكون رجل مهم بحكم الوظيفة التي سأعين فيها .. و وعدني بأنه سيتدبر لي سكن لكني رفضت من أول لحظة و لم أذكر القصة لحبيبتي إطلاقا حتى عندما كنت أحب أن أغضبهــــا .
- رغم كل مــــا جرى بقي لي بصيص من الأمل ، لأني و الكل يعلم أن العديد من الشباب يخطبون لكنهم سرعان ما يفسخون خطبتم لأسباب ما .. كنت أظن أن الأمر سيلغى يوما ما لأجد حبيبتي ترجع لي كما في المرات الثلاث السابقة و قد عزمت و الله يشهد على ذلك أن أقلب هاته الصفحة الأليمة و لن أفتحها ما حييت لأن المهم هو رجوع روحي و حياتي لـــــــــي .
- بعد حوالي 05 أشهر كنت آخـــــــر من يعلم بأن حبيبتي تزوجت ؟؟؟ .. عرفت ذلك عندما ضعفت ذات مساء لأبعث لها sms أخبرها فيه بأنني زرت طبيب أعصاب و بأنه قال لي أنك ستجن إذا بقيت على هاته الحال مدة شهر .. كذبت هاته الكذبة و قلت في نفسي لعل حبيبتي ستشفق لحالي و ترجع ، لكنها ردت علي بـ sms كتبت فيه : (خلاص أنا الآن إمرأة و سأغير أرقام هاتفي نهائيا) ، بعدها تحقق من الأمر عن طريق ما لإتصل بقريبتها الصغيرة و اقول لها : و الله لن أزعجكما من الآن فصاعدا و طلبت منها أن تقول لحبيبتي بأن لا تغير أرقامها لأنني لن اتصل بإمرأة متزوجة – لأن من يفعل ذلك ليس فيه ذرة رجولة - و قولي لها أيضا حسبي الله و نعم الوكيل و قفلت الخط و محيت أرقامهما للأبـــــــد .
- إلى الآن لا أستطيع أن أتصور أن حبيبتي التي عشت معها تلك اللحظات الجميلة و السعيدة .. حيث كان الحب الذي يجمعنا يختلف عن أي حب في هذا العالم الفسيح ، كان فريدا من نوعه ، كنت أؤمن به وبقوته و بانتصاره مهما مهما كان الثمن ، لكـــــــــــــن و للأسف كل شيء ضاع في لحظة .. و إلى الآن لازلت لم أصدق أن حبيبتي التي كانت تبكي بحرقة عندما لا أكلمها ليومين أو ثلاث أو عندما أضعف لأقول لها أنني قد تكلمت مع فتاة أخرى .. هاته الحبيبة التي وعدتني و أقسمت بأنها لن تتركني مهما كانت صفة الخاطب .. هاته الطفلة التي علمتني كيف أحب حتى صرت لا أتنفس إلا حبها .. هاته الفتاة التي كنت أقطع مئات الكيلومترات فقط لأرى عيونها من بعيد .. هاته المخلصة ، المحبة ، الصادقة ، العاشقة ، المجنونة بي ، المهرجة .. تركني بتلك الطريقة و أي طريقة ؟؟ .. لازلت لم أصدق أيضا والى الآن أنها ستعيش مع شخص آخر .. سيضمها إليه مثلما ضم آلاف الجميلات قبلها و ستسلم نفسها إليه بطيب خاطر لينام بجانبها ، ليقبلها كما يقبل كل صباح تلك اللآتي يشاركنه العيش في ذلك العالم المتقدم الذي تفه فيه ممارسة الرذيلة لتصبح شيء عادي ، ستقول له أحبك و قد قالتها لي آلاف المرات لي و لآخرين قبله ...
- حبيبتي هاته .. خانتني .. أخلفت وعدها لي .. بحثت عن سبب واحد مقنع يتركها تفعل بي هذا فلم أجد .. لأجد نفسي في الصلاة أبكي و أدعوا الله من أعماق قلبي بأن يسعدها و يهنيها و يبارك لها و يرزقها الذرية الصالحة و يبعد عنها عذاب الضمير الذي إذا استيقظ فيها يوما فلن يرحمها أبــــــــدا .

***