- إنها المرة الثانية التي أختار فيها لنفسي القلم للبوح عن ما في داخلي لأنه و كما قال عنه أحد الأدباء ( يبقى أي القلم في كل الحالات هو الأكثر بوحا و الأقدر على تصوير الوقائع بحلوها و مرها حيث إنه – إن كان صادقا – لا يتقن فن المراوغة و لا الأساليب الملتوية بل لا يعرف حتى كيف يرش الألوان على الفريسة المعروضة للتشريــــح ) ...
- فعلتها حبيبتي التي وافقت و وافق أهلها على هاته الخطبة ، لتقول لي حينما سألتها هل أعطوه رقم هاتفك ؟ نعم و سألتها أيضا بعد إجرائها لمسابقة توظيف الاساتذة الذي شاركت فيه هل إتصل بك أجابت : بعث لي sms فقط ، لا أدري ذلك الشعور الذي إنتابني لأني أحسست حينها بكره شديد لهذا الشخص الذي لا أعرفه أصـــلا .. فقلت في نفسي لو كــان أمامي لذبحته من الوريد الى الوريد لأنه تخطى كل الخطوط الحمراء .. لكن بعده بمدة بدأت أفكر بعقلي و أعاكس نفسي و أخاصمها بقولي : كفي عن هذا فأنت الظـــالمة .
- بعده بأيـــام وبدافع الغيرة سألت عن هذا الخطيب هل لازل في مدينة حبيبتي ؟ فأجابتني قريبتها أنه سافر يوم ثاني عيد .. و سألتها سؤال آخر : هل أخذ معه صورة لحبيبتي ؟ فأجــابت : لا و الله أعلـــم .
- بــــدأ شوق حبيبتي لخطيبها أم لحبيبها الجديد يزداد بمرور الأيام و لأني أنا من ربيت هاته الفتاة لحوالي ثلاث سنوات فقد كنت أعرف كيف تفكر .. فقلت لها يوما : بلا شك أنت تهاتفيه كل صباح وقت صلاة الفجر حتى يقول أن خطيبتي متدينة .. و تبعثي له مئات الرسائل لأني أعرفك متعطشة لـ ... ؟؟ و لكنه وللأسف يرد عليك برسالة مقابل 10 رسائل منك ، لأني أعلم علم اليقين أن من تربى في ذلك العالم الذي لا يعترف بالعاطفة أنه يحسب ألف حساب لتلك الدنانير التي تكلفه لرسالة يبعثها على خط دولي باللغة الفرنسية لأنه طبعا لا يجيد اللغة العربية جيــــدا .
- مرت الأيام و أنا لازلت أتجرع مرارة الألم الذي سببته لي حبيبتي خاصة مع زيادة نار الشوق لها .. و أذكر جيدا أن الشيء الذي أرقني كثيرا في تلك الأيام العصيبة هو كيف حال حبيبتي ؟.. هل صحيح أنها وافقت على هذا الشخص بطيب خاطر أم أنها وافقت عليه تحت ضغط أهلها خاصة أمها و أخوالها الذين لا يريدون تضييع هاته الفرصة .. فقلت في نفسي ربما حبيبتي تتعذب بسببي أكثر من العذاب الذي أتعذبه أنا ، حيث بدأ عذاب الضمير الذي لا أقوى على مجابهته يزيد يوما بعد يوم و قد كان يجعلني أبقى مستيقظ الليل بطوله .. حتى عزمت أن أسافر لمدينة حبيبتي .. كي أخطبهـــا ؟؟؟؟ .
- كنت كلما أعقد العزم على السفر باكرا لمدينة حبيبتي إلا و أجد نفسي لم تنم الليل كله مما أضطر لتأجيله وقد تكرر هذا الأمرعدة مرات لأنه سفر طويل نوعا ما و شـــاق و هو ما جعل قريبة حبيبتي تقول لي في إحدى المرات أعرف أنك تجد الأسباب دوما كي لا تأتي .. هاته الكلمة هي التي فعلت فعلتها بي و تركتني أجد الحل الأنسب و هو بأن أبقى مستيقظا الليل بطوله و لا أنام النهار الذي يليه حتى جاء الليل الموالي و قد كنت مرهقا تماما فنمت مبكرا لأستيقظ الساعة الرابعة صباحا حيث صليت الفجر و دعيت الله بهذا الدعـــــــــاء : ( ربي أنت الوحيد الذي تعلم صدق نيتي و حبي لهاته الفتاة .. ربي أنا مسافر من أجل أن أريح ضميري و أفي بوعدي و لست ذاهب لأفضحها .. ربي ساعدني و خفف عني .. وإذا كتبت لها أن ترحل عني فلا تجعلها ترحل و هي غــــاضبة منـي ) .
***