لكل الكرام المسجلين في منتديات ليل الغربة ، نود اعلامكم بأن تفعيل حسابكم سيكون عبر ايميلاتكم الخاصة لذا يرجى العلم
برفقتكم الورد والجلنار
سأكتب لكم بحرف التاسع والعشرين .. لكل من هُجرْ ، واتخذ من الغربة وطناَ .لكل من هاجر من اجل لقمة العيش ، واتخذ من الغربة وطناً لكم جميعا بعيدا عن الطائفية والعرقية وغربة الاوطان نكتب بكل اللغات للأهل والاحبة والاصدقاء نسأل ، نستفسر عن اسماء او عناوين نفتقد لها نهدي ،نفضفض ، نقول شعرا او خاطرة او كلمة اهديكم ورودي وعطر النرجس ، يعطر صباحاتكم ومساءاتكم ، ويُسكن الراح قلوبكم .
موضوع: الأدب في خطر! الثلاثاء يونيو 09, 2009 5:36 pm
الأدب في خطر!
طالب الرفاعي talrefai@hotmail.com تشتكي مجاميع كبيرة من المشتغلين والمتابعين للشأن الثقافي، في مختلف أقطار الوطن العربي، من موجة كبيرة من الاستسهال تجتاح الكتابات الإبداعية، لاسيما السرديات، وتحديداً الرواية، وأرى أن مرد ذلك يعود إلى أكثر من سبب، يمكن إجمال أهمها في ما يلي:
• القلق الكوني الذي يجتاح النفس البشرية.
• ضيق وصغر دائرة العالم الخاص الذي يحيا به كل إنسان.
• حاجة الإنسان إلى التعبير عن ذاته، وإيصال صوته إلى الآخر.
• توافر سبل الكتابة، وسهولة النشر.
• توافر وسائل الانتشار، من مواقع إلكترونية ومعارض كتب.
• اختلال موازين ساحة النقد.
• إغواءات أحلام الشهرة.
وربما كان أحد أهم الأسباب التي وراء استسهال الكتابة، البعد عن الفهم الحقيقي لوظيفة الفن الاجتماعية، الذي تناوله المفكر الفرنسي تزفيتان تودوروف في كتابه المهم «الأدب في خطر»، ترجمة عبدالكبير الشرقاوي، الصادر عن دار توبقال للنشر عام 2007.
إن فهماً أساسياً لعظمة الرسالة التي ينهض بها الكاتب، وفهماً عصرياً للدور الكبير الذي يلعبه الكتاب في حياة الإنسان، وتحديداً كتب السرديات، يقود بالضرورة إلى توقف الكاتب ملياً عند فعل الكتابة، وإعادته النظر أكثر من مرة في ما ينتج، قبل الدفع به إلى النشر.
إن تودوروف في كتابه أعلاه، يشدد على أهمية الأدب في حياة الإنسان، مؤكداً أن الأدب المعاصر يمرّ بخطر محدق، كونه قد جُرد من ارتباطه الوثيق وصلته بالواقع، وعُزل عن سياقه الاجتماعي، الأمر الذي يتطلب بالضرورة إعادة النظر في ما يُكتب، ويتطلب من جهة أخرى، إعادة النظر في المناهج الدراسية، وكيفية تقديم الآداب لطلاب العلم في مختلف المراحل الدراسية، وهل يتوجب تعليم الطالب كيفية النظر إلى النص السردي، والأدوات النقدية المستخدمة في قراءته، أم يتوجب لفت نظر الطالب إلى جمال النص السردي، وارتباطه وإسقاطاته على الواقع، وأثر هذا النص في نفسية المتلقي؟
إن عودة جديدة إلى الفن، في ظل مستجدات عصرية فرضتها العولمة، تحتّم فهماً عميقاً لوظيفة الأدب الاجتماعية، والتيقن من قدرته على التأثير الكبير في نفسية الإنسان، وبالتالي إمداده بالأدوات اللازمة التي تساعده في قراءة الواقع، ومن ثم استنباط قوانينه، أملاً في تحمله والتأقلم معه.
«الفن يقوم بتأويل العالم، ويمنح الشكل لما لا شكل له، بحيث إنه ما أن يهذبنا الفن حتى نكتشف مظاهر مجهولة في الأشياء والكائنات المحيطة... الحياة في ذاتها فاقدة للشكل بصورة رهيبة، ومن هذا الغياب ينتج دور الفن: ووظيفة الفن هي أن يخلق، انطلاقاً من المادة الخام للوجود الحقيقي، عالماً يكون أعجب، وأدوم، وأكثر حقيقة من العالم الذي تراه أعين عامة البشر» ص 38.
إن وقفة واعية وجادة من الكاتب العربي أمام نفسه ونتاجه الإبداعي، ووقفة مماثلة من النقاد العرب، ومسؤولي الصفحات الثقافية في الجرائد والمجلات الثقافية، ربما تكون المدخل الأول لإعادة الاحترام لما يُنشر، وربما شكّلت رادعاً لمن يستسهل تسور جدار الفن العظيم.