طرهة
زيتوني عبد القادر
من ادب: خلف ما بعد الحداثة:
نمت في الليل الباكر,أكلت سيجارة .. مضغت قهوة… وغسلت الماء بوجهي …
أعطيت ظهري للمرآة كمشت شعري.. نزعت ملابسي..
لعنت نحسي. كفرت بجنسي.
ولجت سجني.
خرجت المدينة كانت متخمة بالخواء.. هذا الصباح , عاجة بأطياف الذباب . طافحة بأسراب الخنافيس والزرارين…
لا أحد يعني بالآخر, لا خنفوس يحس بخنفوس , ولا ذبابة تولي اهتماما لذبابة الكل يلهث وراء أكوام القمم
منغمس في أكياس الزبل.
كل خنفوس منهمك في تكوير ما تيسر له من الهرار والبراز .
لا أحد ينظر لاحد الكل يرسم شارات النهب و الابتزاز.
كل خنفوس منشغل في دحرجة ما كور لجحره او غاره..
أكلني ما خلف الواجهات ,نصلت قدماي طرقات و أدمت معصمي إدارات.
تذكرت بعض الأعداء, اعدم معي اربع سنوات في مجمع البغي والعمي. استطاع ان يتبول مكانة رذيلة في مؤسسة وطيئة متخصصة في إلصاق( الاتيكات )لاسراب الخنافيس وأطياف الذباب( ايتيكات) ماركة محلية لا تراعي الألوان والأذواق وانما تنتج حسب الأهواء والولاء.
قيل لي فيما قبل ,انه توصل لذلك عن شارع أمه العفيفة التي أنشأت بما جمعت من القضيلة مطبعة كبيرة ودار قراءة وسيعة عامرة بأجواء الف ليلة وليلة. طانة بأغاني ابي قضيب الأصفهاني,ورقصات ابي فرج الزهواني,وحبا في استرجاع التراث ,احيت نغمات زرياب ومحت منها (راي)العزاب..
فاستهوت المقالي واصحاب الديواني ,فصارت تنصب وتعين, تولي وتوزر.
دخلت عليه ليلا .
لعنته سرا.
ذكرته بسنين الزرع والضرس وما كان يكابده من عار وخصي, وما كنت أعانيه منه أيام الحصاد من وكز وردس, في سبيل كليمة, او خطف جميلة, ومع ذلك تنصب بفضل الاميمة وبقيت في الغميمة.
لم ينبسط فتديك وتوزز.
تململت ومسكت كرشي كمن به حاجة الى …
أرشدني الى بيت الراحة..
فوجدتها انظف ما في العهارة.
.
اعتذر وطن:
-ليس لنا قمامة تناسب مستواك.
نسيت ما سمعت من قول آمي
لقد تفايلت الزرارين, وانشغلت في الأزيز والطنين, فصارت تدور كرحى بلا طحين, تطحن ما تتغوط وتتغوط ما تطحن.
أكيد ا ان تمادت لن تجد ما تطحن ولا ما تتغوط.
خرجت مرة ثانية المدينة.. أكلتني طرقا ت ,ادمعت عيناي إشارات, وتحذيرات ,خلت نفسي أنني في مدينة الاخ الاصغر <<لارويل >> (في الأخ الأكبر.)
فتشت نفسي لعلي أجد دنسي.
قصدت أحد المسرحين ممن يلقبونهم بشعراء( التراب يدور) انضممت الى تصويره ,كان كخاتم في اصبع
يصيح.. يخبط.. يرسم دوائر تتسع وتضيق.. يسال عن الأخ والصديق الذي يرمي بالنحاس والقصدير في جبته المفروشة وعلى قلمونته المفتوحة. يزركش وينمق من حين أخر بنكت مفضوحة واقوال ماسورة وممنوعة..
كان بدا الفصل الأخير من حكاية :علي والغول واقسم ان لا يزيد إلا إذا رنت عشر دنانير او يزيد
وفي انتظار الأزيز نظر شمالا ويمينا, وتساءل عن وجود اخ اصغر او اكبر.
فقيل له: نكت ولا تكثر.
قال :
يقال ياحضار انه في بلد العجائب والغرائب وهي جزيرة دانية بعيدة تكثر بها الابواق كجزر الوقواق
ولى الأخ الاكبر شقيقه الاصغر على زقاق بانتخابات مطبوخة ونزيهة, ومما يحكى عن هذا المخلوق عندما تولى الدور.انه كان يدخل رجله في دولابه, فيخرج مسودة يهجي حروفها ,ثم يردها ويضحك لحد الهوس و صياح الهكسوس,وقد اثار ذلك بطته –سكرياتارنه-ضحك القوم-قال لا تضحكوا انهم يحرصون على البط والاوز لذا هبط الديك والاربب- المهم اقتنصت البطة غفلة, فانقضت على المسودة فوجدتها. كشف نقاط لأيام دراسية بهذه البعرة مشفوعة::
-ولد لا مستقبل له؟؟
انفجر الجمع في البكاء والنحيب لم أتمالك نفسي.. أخرجتها مدوية من صميم كرشي..
أفزعت الاخوة نهضت أمي لاعنة ساخطة:
-نظف بوقك
اغسل روحك
نمت… غسلت …فتغوطت.
زيتوني عبدالقادر
بوغرارة في 5-5-2002