الضفدع
زيتوني عبد القادر
كان يمشي عريانا الا من ثيابه...يتلكع كحية ضريرة...يتعاطى كلمات مجانية جوفاء عن الجهاد والاخاء.
كنت احمل له حقدا دفينا...تمنيت ان اصير حافلة , قطارا , يهرس جثته...
ولكن اه من هذا ...الذي قدم لنا الدنيا على شكل خبزة نلهث وراءها...
لوحته هذه منعتني من البوح بعدة اشياء كادت تفجر شراييني وتمزق اوردتي...
كنت احس شماتة هذا الضفدع ولكن لما اقوى على مواجهته... كان تاجرا...خبازا...جزارا…
يتحكم في امور القرية كلها...
اليوم قررت وضع حد للذي بلعته مضضا سنينا.
* * *
-السلام عليكم.
+اهلا يا مناضل , تفضل خذ قهوة.
تأملته مليا.. .ابان عن اسنان صفر, قبح , ونقنق:
-كيف حال النضال.؟
سددت له نظرة فضيعة…تغاضاها ,ودق على الطاولة للنادل.
جلست ...امتد الحديث وتشعب عن كل شيء الا الجد...جلسات المقاهي ,ما قيل وما لم يقال..ما صار وما لم يصر...بنينا دولا وأكلنا لحم الوطن نييئا...
* * *
تحمس ضفدعي لمثل هذه الموضوعات...شرح وشرح الاسباب الحقيقية لازمة هذا البلد على طاولته الخاصة وبمقصه الحاد ونعت بفضاعة الذين وراءها:المناضلون...المجاهدون… الجيش...هم وحدهم لا غير..قال.وتوج تحلبلاته برميهم بالالحاد والكفر.
لوح بمفاتيح سيارته...ابتسم عريضا...واتجه نحوي يستطلع رأيي.
اردت ان اكون وقورا معه...لست ادري السبب… ربما للقهوا ت التي دفع...للركبات التي استفدت منها في ذهابي وايابي للدراسة… ل.. .. و ..ل,,, ,,,
لعنت الفقر في قراري ولعنت ذاك الذي رسم الدنيا على شكل خبزة يلهث وراءها البشر.
* * *
قلت:
-الازمة مفتعلة. وراءها الاحتكاريون والمقامرون الذين انهكوا البلد واكلوه حتى العظم ولما احسوا بقدوم ساعتهم كادوا له ولنا. ولن يخرجنا منها الا الوعي.
قال بالحرف الواحد:
-هذا كلام البسطاء والدهماء-ضحايا الاعلام الدجال...انت لا تعرف شيئا...اقرأ ما يقال في الخارج..اذا اردت الاطلاع على الحقيقة.
+وكيف تحصلون على هذه الصحافة؟؟
-هذه امور شخصية…اتصل بمحطات فرنسا وبريطانيا.
+ولماذا هذه الصحافة بالذات.؟؟
-لانها صحافة بلدانا ديمقراطية.
+انها صحافة الفرنك والدولار...شعارها : ادفع كثيرا ينشر لك ما تريد..
ابتسم واردف قائلا:
-هل زرت فرنسا ام تتكلم في الخواء.؟؟
+زرتها . رأيت شحاذيها, لصوصها …عاهراتها… كلابها التي تبرز في قلب مدنها.
* * *
مرت شاحنة عسكرية بسرعة فائقة...ثارت غبار الرصيف وهجت اوراقا تتطايرت على رؤوسنا.
امتعض بعضنا فسب وشتم.ونعق جليسي:
-والله جيش فرنسا ما كان يفعل هذا.
+هل كان يتسنى لك الجلوس في المقاهي حتى تقيم هذه المقارنة.؟؟
-سمعت وقاله لنا الكثيرون.
+من هم اذنابهم؟؟ وبقاياهم؟؟
وتابعت :هذ شاب طائش… ربما كان من من فتح لهم البلاد صدرها,فاتخذ الفرصة لاتمام ما عجز عنه ابوه بالامس.او ربما علمه احد مثلك تعليما اعوج.فغياب الو…
قاطعني الضفدع :
-ما هذا الوعي الذي تكلم به . كيف ا وعي شعبا اميا ؟؟
قلت:
+بملء القاعات التي بنيت بالمحاضرات. المناقشات. الارشادات …
* * *
حرك مفاتيح سيارنه التي يربط بينها رمز شركة احتكارية امتصت دماء الاف الكادحين ورمتهم للشارع اعجاز نخل خاوية. مسح على شواربه التي هي بشكل مقود دراجة ونبح:
-من اراد الاستماع الى المحاضرات عليه التوجه الى المسجد.
* * *
عندها تزفت القلب, تقطرن,وتجاوز لاول مرة خوف الركبات المقبلة , فالتفت اليه ساخرا:
+قل بربك. ما نسبة عدد ركعاتك الى عدد زيناتك.
اصفر كيهودي قينقاعي...تصبب عرقا...
نظرت اليه شجزا… وكقنفود احس بالخطر. لملم نفسه وانصرف جارا اذياله. وقد عريته الا من ثيابه.
ز/ع
1984
سأكتب لكم بحرف التاسع والعشرين ..
موضوع: الضفدع - زيتوني عبد القادر 
الإثنين يناير 19, 2009 6:15 pm
