شظايا الكلمات
زيتوني عبد القادر
كان الفصل ربيعيا. كان ذلك اليوم ربيعيا .
وانا–البدوي المسكون بسعة الفضاء, كنت اتجول.
لا شيء كان يشغلني ذلك اليوم الاما ساقرأمن قصص هذه الامسية التي دعيت اليها.
* **
جامعة. . . . . مليئة بالحضور.
ربيعية كانت هي الاخرى وبالوان قوس قزح. . .
شققت طريقي بصعوبة بين الجموع. . . اتجهت صوب المعرض. . . قرأت البرنامج. . .
اتشيت. . . كان اسمي مرسوما ضمن قائمة اسماء مشاهير.
* * *
دخلت قاعة الضيوف.
استقبلني احد الاصقاء المتونة احلامهم مثلي بالارتطام والارتداء .فقد ظل يكتب وظل في الظل.
-اهلا يك يا ع القادر لم نرك منذ مدة.
لم اعلق.
فهموم اللهاث وراء الخبزة في هذا الزمن الوعر لا تحتاج الى كلام وقوة بيان.
* * *
جاء دوري.
صعدت المنصة.
رحت أقرأ.
حولني لهيب التصفيق ونظرات الاعجاب من مواطن بسيط وفقير الى مواقع ثري , امير .
نسيت وضعي. . . صرت الها ارضيا . . . تحولت القصة بين يدي قصيدة شعر. . .كلمات حنونة تنزل مدرارة . . . جمل سيالة. . . تعابير اسرة واخزة. . . اعطيتها كل عنفواني . . . عفويتي وكياني.
* * *
كانت تلك الامسية كاي امسية ربيعية . . . دفء ورحمة.
كنت في قمة الانتشاء والخدر. . . سورني المعجبون والمعجبات كاصبع في خاتم . . . كثر الراغبون في المعرفة والامضاءات.
2-اه ما. . . . يا . . .
من قمة النشوة. . . انتشلتني يد من بين الجموع لتسر في اذني بانني مدعو الى (الامانة) .
في طريقي الى الامانة:
داعبتني احلام كثيرة وكبيرة. . .
توصية بالجميل. . . تاهيل . . . تنويه وتقدير...
انبجس من اعماقي شعور ناعم يدعوني لتذوق راحة لم تخطر على بالي.
* * *
دخلت الامانة.
وجدت رجلين.
خمنت:
فطاحلة ثقافة . . . ساستفيد من معرفتهما. . .؟؟
اجلسني المكلف بالامانة خلف مكتب فاخر . . . قابلتني مكتبةعامرة ضربت عناكب خيوط صفراء
في جل رفوفها . . .دليلاعلى عذريتها . . .غادر المكان بشكل الي وتركني ؟؟؟
تراءت لي الغرفة عريضة……. . . طويلة. . . . . لا نهائية.
** *
مر زمن .
فجاة. . . . بدات العرغة تضيق. . . صار الجو كئيبا. . . صارت الغرفة جنائزية لا راحة فيها .
نهض احدهم , تثائب . . . تمطط وتمدد... دون مقدمات . . . اشرب يده اليمنى الهواء وهوى على الوجه . . . احسست بالغثيان والدوران وكمن وخزته ابرة انتصبت واقفا . . . تلقيت ركلة بين الفخذين . . . في منابع الموت. . . سرت موجة بردم ثالج عبر كامل الجسد. . . تلويت . .
تقوست. . . مددت يدين مرتعشتين بين الفخذين استمد دفئا.. .واجهت لكمة في عرض الصدر في القلب. . . ازالت تقنفدي وانزلتني على الكرسي.
كنت في حاجة الى القيء.
* * *
-ماذا كنت تقول؟
+لا شيء يا سي. . . ؟
سيدك ال. . .يا ابن القحــ. . . . انكتم.
انكتمت تطبيق لامر سلطاني .. . ادخلاني الرجلان في متاهات لا نهائية من سين وجيم.
استفسرت عن سر استعمالي من الحيوانات الحربوات والصلال. .ومن الالوان الاحمرار والاخضرار. .
وعن الغاز الرياح العاتية والمطر الخصب. . .ونحن في زمن ربيعي اكدا الرجلان.
فقدت الخيط الابيض من الاسود.
تهت. . . لم اجب. . . تلقيت بصقات. . . لكمات. . . ركلات وكلمات واي كلمات. . .
اخيرا دخل العميد كما قيل.:
حملق في قليلا وتمتم بادب بالغ فيه:
-اعترف واعتذر ولا تعد الى مثل هذا . .
سالت دمعات ,بلعت ملوحتها الذابحة. .تمنيت حغنة ماء وجرعة هواء. . .
اذا عدت الى مثل هذا ستغبر امك الى الابد.
هيا يا ابن العاهــ. .
وبصقتني ركلة في المؤخرة الى الخارج.
* * *
تنفست.
كان الظلام يتثائب ويستعد لارخاء اهدابه.
كنت وحيدا وكنت كئيبا.
خطوت: طق . . طق . . . طق .
-قف
التفت:
مجموعة اشخاص مقنعة بشكل مبالغ فيه. . . اختلوا بي في مكان مظلم. . . بادرني احدهم :
-لقد غرر بك الملاحدة , الكفرة وصرت تتعاطى رمزهم وايحاءاتهم.
اردف ثان:
انتم لا تعرفون حقيقة الحلاج ولا ابا ذر ولا اسرار ثورة الزنج. . . انتم بالونات منفوخة لا غير. . .انطلق ثالث في خطبة طويلة عن الوعد والوعيد واهوال جهنم وعظمة يوم القيامةو . . . . .
لما اع شيئا. . . احسست بصداع مميت.
اخذ الرابع وريقاتي. . . مزقها تمزيقا.
تصدع كياني.
احسست بغبن العالم كله. . . سافرت في بكاء لم احدد مبتغاه.
* * *
كم كانت ربيعية تلك الامسية. . . وكم كنت حزينا للذي حدث ويحدث. . .
لكن (ج) فقط استطاع ان يريحني مماكابدته. . . فقد اسر لي فيما بعد:
( لا تبك وابشر. . .فقد وصل خطابك وهذا من : شظايا كلماتك.)
زيتوني ع القادر.