أهلا وسهلا بك
لست ضليعة في مجال الموسيقى ، لكني هي ايضا من هواياتي المحببة واتمنى ان يكون هنا منتدى الموسيقى مرجعا لما سوف اودعه من المعلومات التي سوف انتقيها من عجلات البحث .. ساعطيك ماقاله فلاح صبار عن صفحات من تاريخ الموسيقى وايضا انظر بتهوفن على هذا الرابط واستخداماته للسلم الكبير في سمفونياته وهو سلم غربي كما قرات يوما عنه وليس عربي
بتهوفن :
https://hifati.yoo7.com/montada-f64/topic-t6226.htm#13190صفحات من تأريخ الموسيقى
فلاح صبار
" الموسيقى لغة الشعور.. والكلام لغة العقل "
شوبنهور
كان للعلماء العظام في التاريخ العربي والإسلامي القديم , الفارابي والكندي واخوان الصفا والأرموي صفي الدين وغيرهم , دورا لامعا في إغناء الثقافة الإسلامية والعربية . وكان نتاجهم المعرفي معينا لاينضب لمبدعي الأمم الأخرى للتزود منه ثم إغنائه . وعلينا ان لا ننسى ,بأن هذه النخبة من العلماء والفلاسفة العرب قد وضعت السلم الموسيقي و دراسته وتحليله, وعبرت آرائهم ودراستهم وتحليلهم العالي عن جوهرعلم الصوت وابعاده ..أي المسافات بين درجة واخرى والتي اتفقت مع علم الفيزياء والرياضيات.
ولكننا إن تتبعنا المسيرة الموسيقية العربية فيما بعد , لراينا إن الكم الكبير الذي وقع بين أيادينا من الأعمال الغنائية , لا يستند بكثير إلى النظرية الموسيقية بتفاصيلها, بل اعتمد القائمون على شؤون الغناء على الموهبة و التذوق والإحساس , وتجاهلوا ماللموسيقى من رفعة شأن وتهذيب وسمو لروح الإنسان , وتجاهلوا ما يكون للآلة الموسيقية من دور فاعل مهم, في إغناء العمل الموسيقي وليس هذا الدور التابع ,آلا وهو مرافقة الصوت الغنائي الآدمي فقط . وعليه يمكننا القول بأن الموسيقى عند العرب عرفت بـ " فن الاسماع " .
المقام:
ان المقام هو عبارة عن مجموعة من نغمات مرتبة مبنية بعضها فوق بعض , أو هو عبارة عن سلم موسيقي أساسه ( اوكتاف أو ديوان ) كامل ذو ثمانية أصوات. ويمكن إضافة اوكتافا آخرا اعلى درجة ليكون جوابا للاول, وبذلك تتسع اصواته ويمنح المؤلف الموسيقي مدى واسعا لإبراز إمكانياته ومواهبه الفنية. وتطلق كلمة المقام أيضا للدلالة على الطبقة الصوتية أي الدرجة الموسيقية.
ويمكن أن يقال على( النغمة الموسيقية) إصطلاحا.. الصوت المترنم به, وكذلك ( اللحن ) فهو مجموعة الأصوات النغمية, والتي تعلو أحيانا و تنخفض , وبحسب النسب العلمية بين درجات السلم الموسيقي الثابتة , و التي تركب من المقام الواحد, أو من عدة مقامات حسب إمكانية المؤلف الموسيقي.
أن المقام يمتلك مستقرا له , يعرف به, ويدل عليه وينتهي به .. ومثال ذلك( مقام الرست) حيث يبدأ من الدرجة الأولى من سلمه وهي نغمة ( دو ), التي تميزه عن المقامات الآخرى . وللمقام شخصيته ومناخه الخاص به, وهذه الميزة هي التي تحدد ملامحه وشخصيته , التي قد تتشابه مع تكوين ومستقر مقام آخر. ولكل مقام درجة حسا سة ضرورية تدعي ( الغماز ) وهي تدل على عمق روح المقام وهي الدرجة الخامسة من سلمه, فمثلا مقام الرست الذي تكون درجته الأولى ( دو ) فإن غمازه هو النوى أي ( صول ). وهناك مقامات موسيقية يقع غمازها على الدرجة الرابعة لا الخامسة.. وأقرب مثال لذلك هو مقام ( صبا زمزم ) الذي تتميز به الموسيقى العراقية وخاصة في منطقة ( الفرات الأوسط .. وتحديدا منطقة المشخاب وما جاورها ) , فيكون غماز هذا المقام الدرجة الرابعة كما ذكرنا. فلو إعتبرنا ان درجة المقام الأولى هي( ري .. أ ي الدوكاه ) فغمازه أو درجته الحساسة ( فا دييز ) .
فالغماز او الحساس لأي مقام .. يترجم طبيعة وروح المقام , ولاستعماله وتكراره بشكل يتجاوز الصوت الأساسي للمقام نفسه .
نستطيع القول إذن ..إن المقام هو الأساس الذي تبنى عليه الألحان , وله ترتيبه الخاص الذي يميزه عن المقامات الآخرى , وذلك من حيث المسافات الواقعة بين أصوات ديوانه وإستقراره وشخصيته والأجناس التي تتكون منه. كما إن مقام الرست هو المقام الأساسي في الموسيقا العربية الذي تشتق منه بقية المقامات ,كما إن مقام الماجور هو السلم الكبير والأساسي في الموسيقا الغربية. إن الموسيقى العربية غنية بالمقامات لوجود أرباع الدرجات الموسيقية بين مسافاتها , وقد وصل عددها الى ما يقرب من 360 مقاما ولكل مقام إسم يدل عليه .و كان يطلق عليها اسماء باللغة الفارسية ( يكاه – دوكاه – سيكاه.. الخ ).
ومنذ مؤتمر الموسيقي العربي في القاهرة عام 1932 والمحاولات جارية للحد من تعدد المقامات وأسماؤها.
يقول الأستاذ عبد الحميد مشعل في كتابه "التفسير العلمي لإصول وقواعد الموسيقى العربية": لقد جمعت المقامات الموسيقية المعترف بها عمليا والشائعة وحصرتها ب 24 مقاما وبحسب عدد أبعاد السلم الموسيقي العربي, وأثبّت صلة المقامات ببعضها. إن تعدد المقامات الى 360 مقام , ماهو إلّا تحويل (تصوير) السلم الأصلي للمقام إلى سلالم اخرى..أمثلة :
- مقام رست دو.. إذا صوّر وعزف من صو ل قرار..يسمى مقام صول يكاه
- مقام حجازكار..إذا حوّل من سلمه الأصلي وعزف على درجة لا عشيران.. يسمى سوزدل , وإذا صوّر على درجة صول قرار.. يسمى شت عربان , وإن صوّر على درجة ري دوكاه.. يسمى شاهناز. وهذا يسري على مقام واحد فقط ,وهكذا في كل المقامات.
ويرجع ذلك الى عدم الأهتمام بالتدوين الموسيقي ( كتابة النوتة) لأن التدوين يثبت نظرية علمية وهي إن المقام الأساسي يتحول الى سبع سلالم حسب دائرة "الرابعات "..وهي استخراج اول سلم محول من السلم الأساسي أي بعد 4 درجات موسيقية من السلم الأساسي , ويليه السلم الثاني بعد 4 درجات من السلم الأول وهكذا ..حتى تستخرج 7 سلالم من السلم الأساسي للمقام.
ويتحول السلم الأسا سي أيضا الى 7 سلالم حسب دائرة "الخامسات" حسب الطريقة السابقة. فيكون مجموع السلالم المحولة من المقام الأصلي 14 سلم خلاف السلم الأصلي للمقام,ويسمى كل سلم بحسب الدرجة الموسيقية المبتدى بها السلم,مرفقة بإسم المقام الأصلي ,كأن يقال ..رست دو – رست فا – رست ري - رست مي ... وهكذا . وعلى هذا الأساس يستخرج من 24 مقام أساسي 336 سلّم محول , يضاف إليها 24 سلم أساسي فيكون المجموع 360 مقام .
وجعل صاحب النظرية ..لهذه المقامات صلة وقسمها الى 3 أقسام هي :
- المقامات الأساسية ( عجم دو ....ثم رست دو )
- المقامات المشتقة (نهوند لا.... كرد مي .... بيات لا .... سيكاه مي )
- مقامات متفرعة .. وهي باقي المقامات .
المدرج الموسيقي:
يتألف المدرج الموسيقي من 5 خطوط متوازية وافقية ,تنحصر بينها 4 فراغات , وترقّّم من الأسفل الى الأعلى. وللمدرج الموسيقي خطوط إضافية أيضا ترسم أعلى الخطوط الأصلية وأسفلها , وحسب الحاجة التي تتطلبها القطعة الموسيقية. ولكل خط من هذه الخطوط إسم خاص به يأخذه من الحروف الموسيقية السبعة وهي : دو – ري – مي – فا – صول – لا - سي . وكل علامة موسيقية تقع على ذلك الخط تسمى بإسمه, وكذلك الحال بالنسبة للفراغات الموجودة بين الخطوط فلها أسماء ثابتة أيضا.
وتجدر الأشارة الى أن السلم الموسيقي الغربي يتألف من 12 صوتا, أما السلم الموسيقي العربي فيتألف من 24 صوتالإحتوائه على أرباع الصوت التي لا توجد في الموسيقى الغربية.
المقياس( المازورة) :
هو تقسيم القطعة الموسيقية الى أقسام متساوية , ويتم هذا التقسيم بواسطة خطوط عامودية على المدرج الموسيقي , وذلك عند تدوين القطعة الموسيقية. وهذه الأقسام يجب ان تكون متساوية وتحتوي على عدد متساو من القيم الزمنية , ويختلف العدد الذي تحتويه المازورة أو المقياس بإ ختلاف الوزن.
و نستطيع القول بأن المازورة هي مجموع الضربات فيما بين الخطين العموديين على المدرج الموسيقي ,اما نبض الإيقاع ( tempo ) في الموسيقى , فهو الشعور والأدراك النفسي لملائمة إيقاع النص واللحن.
الوزن :
وهو المقياس بعد أن يجزّأ الى جزئين او ثلاثة او أربعة ...الخ. وكل جزء من هذه الأجزاء يطلق عليه RHYTHM . فالأوزان إذن ..هي تقسيمات مختلفة لمدة زمنية كبيرة تتألف من ثنائيات وثلاثيات ورباعيات زمنية, تجمع سوية فتشكل ما يسمى الإيقاع. والإيقاع هو تتابع عدد من الضربات والنقرات التي تختلف فيما بينها من حيث الترتيب والقوة والضعف, فتشكل نظاما مستقلا يسير اللحن عليه . ولمعرفة عدد الأزمنة ونوعها في كل مقياس يوضع الرقم في أول المدرج الموسيقي في بداية القطعة الموسيقية " اللحن " مباشرة . والوزن أي الأيقاع .. عند الكندي ( 487-796م )
هو " النسب الزمانية" وعند الفارا بي (950 -870 م ) هو عبارة عن سلسلة زمنية يوضحها النقر على آلة مجوفة كالطبل . والنقرات عنده.. هي القرعات التي تخيّل انها غير منقسمة. فالنقرة لا زمن لها .. أي انها غير منقسمة, وهي كالنقطة في المكان عند علماء الهندسة. وعلى هذا ..فأن الزمن هو المدة الواقعة بين نقرتين. أما عند صفي الدين الأرموي( توفي 1294 م) ومن تبعه فهو يعرف الإيقاع.. بانه مجموعة نقرات تتخلها أزمنة محددة المقادير على نسب وأوضاع مخصوصة بأدوار متساوية, ويدرك تساوي تلك الأدوار ميزان الطبع السليم.
ان الموازين الموسيقية .. قسمان رئيسيان وآخران فرعيان :-
والقسمان الرئيسيان هما :
- الوزن البسيط .. وهو ما كانت وحداته الزمنية زوجية غالبا ( 4 /2 و4/4) , ولا يدخل في تركيبه مقياس بثلاثة أزمنة كإيقاعي الفالس او اليوروك و السربند ( 4/ 3 و 8/3) .. وبمعنى آخر يجب ان يكون الرقم الأعلى في الوزن البسيط مزدوجا والرقم الأسفل يكون على أربعة .
- الوزن المركّب.. وهو الذي يدخل في تركيبه مقياس بثلاثة أزمنة, اي يحتوي على أزمنة ثلاثية البناء كأنًٌَُ نضع نقطة أمام العلامة الزمنية أو السكته ( روند – بلانش - نوار أو كروش ..الخ) والنقطة تزيد العلامة او السكتة نصف قيمتها الزمنية. . هنا يمكننا القول بأن في هذا الوزن يجب ان يكون الرقم في البسط مفردا والمقام يكون على أربعة . وهناك إمكانية لتحويل البسيط الى المركب وبالعكس , وذلك عبر طريقة حسا بية بسيطة , وهي ضرب الرقم الأعلى من المقياس ب 3 وضرب الرقم ألأسفل ب 2 . ان المقياس( 4/2) هو مقياس بسيط ولتحويله الى وزن مركب نعمل ما يلي : 2 . 3 = 6 ثم 4.2 =8 فيصبح (8/6 ) وهوإ يقاع مركب. وعند تحويل المقياس المركب الى بسيط نعمل الطريقة الحسابية التالية: نقسم الرقم الأعلى على 3 والرقم الأسفل على 2 . وهناك موازين شاذة تستعمل في الموسيقى وهي : الدور الهندي 8 /7 وأ لأ قصاق التركي 4/5 و النواخت 4/7 ..الخ.
واما القسمان الفرعيان فهما :
- الوزن البسيط الأعرج.. وهو فرع من الوزن البسيط , حيث يجمع هذا الوزن ضمن تقسيماته بعضا من الأيقاع البسيط والمركب, إذ يجمع بين ثنائيات وثلاثيات زمنية , (و يكون الرقم العلوي للمقياس هنا مزدوجا دائما, والرقم السفلي 8 ) . ان الميزان (8/10 ) وهوأيقاع الإنصراف أو السماعي الثقيل , هو ميزان بسيط أعرج لأنه مركب من وزنين هما ( 8/5 و8/ 5 ) المصدر العراقي او الشعبانية العراقية . ولو قسمنا هذا الوزن( 8/10) لوجدناه مركبا من مقاييس بسيطة ومركبة هي (8/3 و 8/4 و8/3) و الوزن( الهيوه اوالدارج الخليجي 8/6) مركب من وزنين هما (8/3 و 8/3 ) . نلاحظ الآن إن الرقم العلوي في المقياس يكون دائما مزدوجا, فلو قسمناه الى نصفين والرقم السفلي الى نصفين أيضا, لأصبح وزنا مركبا .. مثال ذلك الوزن( الزهره او الورشان8/12 ) عند إجراء ما سبقت الإشارة اليه يصبح لدينا وزن (4/6 المدور العربي )وهكذا.
- الوزن المركب الأعرج .. وهوفرع من الوزن المركّب, حيث يجمع هذا الوزن ضمن تقسيماته بعضا من الأيقاع البسيط , والمركب , وإيقاع البسيط المركب. ويمتاز إيقاع المركب الأعرج بعدم جمع ( الأزمنة ) الى مقاييس منظمة او ازمنة بسيطة , او إيقاعات مركبة, أو مضاعفة الأرقام بطريقة الضرب .. ويكون الرقم العلوي " البسط " في الأيقاع المركب الأعرج مفردا دائما.. والرقم السفلي "المقام " 8 "لأنه يجمع بين الثلاثيات والثنائيات البسيطة.. التي لا تجمع في أزمنة بسيطة لوجود الرقم المفرد العلوي.. الذي تختص به إحدى ضربات الإيقاع لتفصل بين ازمنة أي اوقات بسيطة أو مركبة, وكإسلوب لهذا الإيقاع تكون نهاية الأزمنة ضعيفة أو ثقيلة.
وتوجد بين هذه الإيقاعات ما هو مؤلف من إيقاعين او ثلاثة إيقاعات في إيقاع واحد ومثا له : المقياس( 8/7 ) حيث يتألف من وزنين(8/3 و8/4 ) والأيقاع( الظرافات 8/13) حيث يتألف من(8/3 و8/5 و 8/5 )
إذن, علينا التأكيد على أهمية الأيقاعات ودورها في بناء أي عمل لحني , وبكل يقين, حيث
يلعب الوزن دورا رئيسيا أساسيا في الموسيقى .
وجدير بالملاحظة إن الإيقاعات العربية والشرقية قد تختلف اسماؤها من بلد لآخر, كما يختلف الإحساس بطريقة الضرب الإيقاعي.."الضغط ..الدم..الخ" تبعا للطبيعة النفسية للشعوب. وهنا يمكنني القول : " الموسيقى حلّة العقل التام..وقوامها المقام ".