السويدي اوجست سترندبري يستعيد الارث الكونيالي ويتحرر من الواقعية جولي تحار بين كبريائها وجسدها المغتصب - عصمان فارس
مسرحية السيدة جولي للكاتب المسرحي السويدي اوجست سترند بري هي واحدة من مسرحيات المدرسه الطبيعيه...التي رائدها الكاتب الفرنسي - أميل زولا -
الذي يعتبر مؤسس المدرسه الطبيعيه , حيث تدرس بعض الجامعات الاوربية "الكولنياليه والمسرح" والمقصود به الاستعمار وهيمنته وتأثيره علي الثقافة وخاصة المسرح.
كيف يفهم المهاجرين او سكان المستعمرات الفن وخصوصية الانفتاح علي الثقافات الاخري وكيف يفكر جيل المهاجرين وخصوصية تفسيرهم ومعالجتهم للنصوص المسرحية؟ وكيف تتم العلاقة وعملية الاندماج مابين ثقافة المهاجر وابن البلد الاصلي الهندي الاحمر وكذلك سكان استراليا الأصليين الأبورجنيز - وعلاقتهم بالمستعمر الأبيض من خلال عملهم في الوسط الثقافي والفني .لأن الاستعمارالحديث ليست غاياته واهدافه اقتصادية فقط ، فتحت مسوغ نشر الديمقراطية بين شعوب مستعمراتها، تبدأ مرحلة التغلغل والهيمنة الفكرية الفكرية لغرس بدور ثقافته من باب الاندماج.كيف أخرج بيتر بروك مسرحية (المهاباهارتا) وكيف جسد التقاليد والعادات الهندية، ليست مجرد أزياء أومأكولات وانما ركز في مسرحه الساحر علي ثقافة الشعب الفنية والجمالية والموروث الثقافي . فالخطاب المسرحي عند بيتر بروك يؤكد المحافظة علي صورة الهند القديمة وتقديم وجهات نظر مختلفة ومواقف حيال الوضع الانساني وتطوير وتوطيد لغة الحوار مابين الشرق والغرب والغاء الفوارق مابين اوروبا وافريقيا واسيا.
وهو يعي إن المسرح بحاجة لثورته الدائمة، وحقيقته هي الوحيدة المتحركة دائمآ وتتصف بالتجديد.
والتساؤل هو... هل الغزو الثقافي الكونيالي يذيب ويلغي ويمحو ثقافة وهوية الشعوب!!! وهل يسرق تراث الأمم الأخري...؟ ويكون النقاش حامي الوطيس وموضوعي من خلال المشاهدات المتكررة ومناقشه تفصيليه لخصوصيه وفهم العروض المسرحيه وكتابة البحوث والدراسات حول طريقة تفكير الاخرين والمقصود كيف نتقبل ثقافة الاخر وبدون اي حزازات او تشنجات عنصرية في الغاء الاخر أو إهماله؟ فمسرحية السيدة جولي للكاتب السويدي سترند بري تعرض بأشكال متعدد وبرؤيا مختلفه من خلال ثقافات العصر , فمثلا المجتمع السويدي يمارس طقوس الأحتفال بمنتصف الصيف وهم يرقصون ويغنون في حالة سكر تحث أغصان شجرة يصنعونها مع الورد وهذه التقاليد غير موجودة عند الشعوب الاخري, فعند اخراج مسرحية السيدة جولي يكون طريقة الاحتفال مختلف عما كتبه المؤلف قبل مائه سنه من تراث المجتمع السويدي!! تحولت هذه المسرحيه الي فلم سينمائي تدور أحداثه في جنوب أفريقيا...بتفسير جديد ورؤيا أخراجيه ومعالجة معاصرة, وقد كتب أوجست سترندبري مسرحيه السيده - جولي - سنة 1902...جولي البيضاء التي تمثل الأرث الأستعماري...ألكولنيالي ... جان :خادم زنجي...شاب يمتلك القوة البدنيه وبعض من وسامة الزنوج !!! والخادمة الزنجية كريستينا. الزمان صيف والمكان جنوب افريقيا تحولت الاحتفالات من طقوس منتصف الصيف السويدي والذي يفتخر ويعتز ويحتفل الشعب السويدي بقدوم الصيف بعد وحش الشتاء القارص وهم يغنون ويرقصون ويدورون حول شجرة مغطاة بالزهور. الحكاية هنا اختلفت شعب افريقي من جنوب افريقيا تعرض الي الاضطهاد والتمييز العنصري بسبب اللون والعرق والجنس . الشعب يغني اغاني ثورية تعبر عن حالة التحدي ومعني الوجود . جان في المطبخ مع كريستينا , ومجمل الحوار يدور حول سلوك وتصرفات جولي وطلبها من جان ان يرقص معها بنت مكتنزة بالجمال شبقية تطارد الخادم جان تمارس الجنس بلغة العينين والشفتين وتطلب منه ان يرافقها الي الخارج ،جان محرج أمام كريستينا يخرج معها وهو يرتدي البدلة الجديدة تطلب منه الذهاب الي غرفتة ، التركيز علي السرير والمرأة ،يصاب بحكة في العين تحاول ان تساعده حركة اليدين وتقارب الوجوه والاجساد اصوات الغناء وطقوس الرقص وفق الثراث الافريقي لسكان جنوب أفريقيا وحركة اليدين والقدمين الي الامام والربط بين حركة اليدين والقدمين مابين جان وجولي في مشهد العملية الجنسية ,احتفالات الزنوج وتصبح قريبه ويحصل الشئ الذي لابد منه ولايمكن الفرار منه !!! لقاء الجنسين في مكان واحد ،وفي اثناء ممارسة طقوس الجنس حاول المخرج ان يجعل الاصوات الغنائية ويوحي لنا إنها تقترب مع نساء يحملن المشاعل علي ايقاع ورقصات أغاني من افريقيا وانتقال الكاميرا وبطريقة المونتاج المتوازي حدثين في ان واحد مابين حركة المجاميع الراقصة مع الاغاني وحركة الاجساد مابين جان وجولي وعملية المضاجعة , وتسليط الأضاءة عليهما وهي تستسلم لحرارة الجسد وعنفوان نار الشباب الأفريقيه وقد حاول المخرج أن يسلط ويركز علي، النصر من خلال حركة المنشدين وحركة اليدين ، ينتهي المشهد بالندم من خلال الفتاة جولي وتعتبر العملية عملية إغتصاب , وهي تقف كثيرآ أمام المرأة ليوحي لنا المخرج حالة الازدواجية في شخصيتها بعد ان كانت نمرأبيض يحاول أن يفترس حمل اسود وديع !! وهذه المسرحية هي سلسلة لمسرحيات كتبها سترند بري لكرهه للنساء لما عاناه من أحباطات متكررة وحالات نفسيه مترديه نتيجة زواجه الفاشل فغرور السيدة جولي وطلبها من جان ان يقبل حذائها وكذلك ارتباط الخادم جان وحالته النفسية بسيده ومنظر تنظيف حذاء والد جولي السيد المالك رمزللعبودية ، دفع غرور الشاب جان للمتعة الجنسية مع جولي،تحولت الي نمر من ورق ,وفي الختام تنتحر الفتاة جولي نتيجة ماإرتكبته من حماقة وطريقة تعامل جان بقسوة معها،وتصبح في موقع الطير الذي يدبحه جان وهو يخرجه من القفص, واروع مافي المعالجة الأخراجيه هو رفض جان- الخادم مسح وتنظيف حذاء و سيده مستنكرآ ويقرر ان يرميه علي الارض.
التحرر من الواقعية