شاعر الشام اسعد الروابة/ تجربة تستحق الوقوف عندها طويلاً وحالة شعرية فريدة من نوعها
كتبهااسعد الروابة ، في 26 تشرين الثاني 2007 الساعة: 10:55 ص
هذا المقال بقلم الكاتبة الاماراتية :
هيفاء عبد العزيز
مع تزاحم الدواوين الشعرية وركودها على رفوف المكتبات, ومع اختلاط الحابل بالنابل
في ما يسمى عندنا هنا في الخليج بالشعر الشعبي وبما يسمى عند بعض الدول العربية
بالشعر النبطي, تبقى هناك تجارب شعرية تكاد تكون معدودة على اصابع
اليد الواحدة, .اسعد الروابة.شاعر حدث او بمعنى آخر شاعر ربما لايتكرر وانا ومن خلال متابعتي
المتواضعةوبعد ان اطلعت على نصوص
كثيرة لشاعر الشام وجدت انه من غير المنصف ان لااجد من صحافتنا التنويه اهذه التجربة
التي وباعتقادي
ستكون نادرة وفريدة من نوعها, وطبعاً تأتي فرادة وتميّز تجربة هذا الشاعر ليس من انه
يكتب الشعر النبطي بل من الوعي والتواصل الذي نجده عنده,فقد سمعت عن تجارب قليلة
تعتقد والى هذه
اللحظة بان الشعر النبطي هو /يالله ياللي…وياركبٍ/وهذه الاشعار لاغبار عليها في
يومها وليس الان,واستثني هنا تجربة الشاعر النبطي المصري الراحل ابو سالم الترباني
الذي توفي منذ سنوات قليلة حيث لم يسمع
به احد الا بعد وفاته ووجدته تجربة كانت تستحق النورولكنه عاش في الظل ومات في الظلل,
وشاعرنااسعد الروبة( ورغم بعده الجغرافي عن الساحة الخليجية) نقلاً عن لقاء له في مجلة
زهرة الخليج فهو يكتب الكلمة النبطية الشعبية التي نقرأها عند كبار الشعراء
كمساعد الرشيدي
وغيره وهذا بحد ذاته يجعل المتلقي يعجب لتجربة نمت في البعيد واثمرت شعراً
يعانق الافئدة
وتتلمسه كل الذوائق,
قرأته ذات وداع
يامسافر قبل ما ترحل بدوني…وتختفي في زحمة الدنيا الكبيرة
ردّ لي قلبي وخذ مني عيوني….والوداع ان كانها المرة الاخيرة
وصفقت له ذات قراءة
تهب عطور من مفرق شعرها عذبة الانفاس…مثل عطر المطر لاعانق التربة وبللها
حنان اجمل بنات الارض واصدقهن دفا واحساس..حنان بنظرتي هي اخر الدنيا واولها
وبكيت معه ذات سفر
اتركيني اسعى يم الرزق مليت السكينه…في زمان الجوع الاغبر تصبح اللقمة سلاح
وامهليني ابلع العبرة وقولي الله يعينه…هالمحارب من محطة ليا محطة ولا استراح
اسعد الروابة ايها المحارب الذي تجاوز الثلاثين
من عمره لازلت طفلاً يسكب المحابر على الاوراق المهترئة ليعلمنا ان الشعر الحقيقي
يولد من رحم الواقع لنستقبله نحن ونطلق عليه ما نشتهي من الاسماء
الجميلة التي يستحقها
البارحة وانا بحضنك ياالايام …….مانام غير اسمع حكايا من امي
عيوني تنادي للقمر يا قمر نام …وعلى بساط الحلم ارقب واسمي
غفيت طفلٍ يلعب بدمية احلام…وصحيت وان فجر الثلاثين يمي
ومن خلال اكبر منابر النت الادبية منتدى المعنى
اقول له ثق ياسيدي بإنك وصلت وبإن هذه التجربة ستحسب لك وبإن الشعراء الذين
يتحررون من قيود الشعر المستهلك فيأتون بالنقي والجديد سيحفرون امكنتهم في
الذوائق وسنتنفس شعرهم كأوكسجين ينقذنا من الاختناق المتكرر.
اتمنى ان اكون قد وفقت في نقل صورة تليق بمقامك سيدي الشعر.
بقلم هيفاء عبد العزيز /دبي