محمد عبده
--------------------------------------------------------------------------------
ولد محمد عبده في قرية الدرب الواقعة جنوب المملكة في عام 1948م، وذاق مرارة اليتم صغيراً حيث رحل عنه والده وهو ما زال طفلاً في السادسة من عمره،.
بدأ فنان العرب محمد عبده رحلته الفنية في عام 1961م كانت بداية محمد عبده مع عالم الغناء في سن مبكرة
سافر محمد عبده من جده إلى بيروت برفقة الغزاوي وزمخشري، وهناك تعرف على الملحن السوري (محمد محسن) الذي أخذ من الزمخشري كلمات (خاصمت عيني من سنين) ليغني محمد عبده أغنية خاصة به بعد أن غنى الكثير من أغاني من سبقوه ومنها أغنية (قالوها في الحارة.. الدنيا غدارة)، سُجلت الأغنية وعاد فنان العرب لأرض الوطن و دخل إلى الغناء بقوة وتعرف على العديد من الشعراء أمثال إبراهيم خفاجي الذي كان له تأثيراً واضحا على حياة محمد عبده الفنية، والموسيقار طارق عبد الحكيم الذي قدم له لحنا رائعا من كلمات الشاعر المعروف (ناصر بن جريد) بعنوان (سكة التايهين) التي قدمها محمد عبده عام 1966م. ووجد محمد عبده نفسه في حاجة إلى القيام بالتلحين لنفسه، رغم ألحان طارق عبد الحكيم وعمر كدرس التي صقلت موهبته لكنه خاض التجربة وكانت أغنية (خلاص ضاعت أمانينا.. مدام الحلو ناسينا) قدمها محمد عبده على العود والإيقاع دون أي توزيع موسيقي، وكان نجاح هذا اللحن تشجيعا لمحمد عبده على خوض التلحين الذاتي أكثر وأكثر.وقام بتلحين كلمات صديق العمر (إبراهيم خفاجي) وهي أغنية (الرمش الطويل) عام 1967م، يومها وزعت هذه الأسطوانة بعدد ثلاثين ألف نسخة، معنى ذلك نجاح محمد عبده وانتشاره فنيا في جميع أرجاء السعودية كلها بمختلف مناطقها، وفي دول الخليج المجاورة، ووصل صدى هذه الأغنية إلى لبنان، قبل بدء الإرسال التلفزيوني عام 1965م، كان مسرح التلفزيون هو المكان اللائق لتقديم الجديد بعد مسرح الإذاعة،
شهدت فترة السبعينات العديد من النجاحات في مسارح عدد من البلاد مثل (الكويت، قطر، لبنان، الإمارات، ومصر) حيث الانطلاقة الأكبر ليصبح محمد عبده سفيراً للأغنية السعودية، وتطور الحال إلى أن أصبح سفيراً للأغنية الخليجية ثم للجزيرة العربية كلها، بعد طرقه ألوانا غنائية من مختلف مناطق المملكة والخليج العربي والجزيرة العربية ككل، حتى أصبح يلقب محمد عبده باسم (مطرب الجزيرة العربية) أو (فنان الجزيرة العربية)، وهذا اللقب لم يأت من فراغ مطلقا كون محمد عبده تعرف أولا على الأمير الشاعر (خالد الفيصل) وقدم له قصائد نبطية مثل (يا صاح، أيّوه، سافر وترجع، وغيرها)، دخل محمد عبده معها ألوانا أخرى مثل السامري في إيقاعات رائعة جدا، هذه الألوان الصعبة من كلمات أيضا انتشرت في كل مكان خارج نطاق الجزيرة العربية بعد أن انتشرت داخلها.
بعد ذلك جاءت رائعة (ابعاد)، وتعاون مع الشاعر الكويتي الكبير (فائق عبد الجليل - رحمه الله) وألحان كويتية أيضا من الملحن الكبير (يوسف المهنا)، لتخرج محمد عبده من نطاق العالم العربي،
نعم، أبعاد أغنية عالمية، وفوق ذلك كافة الجاليات غير العربية المقيمة في الخليج قد تعرفت على محمد عبده بهذه الأغنية وأخذت بعد ذلك كافة الأشرطة الخاصة به، ليتم نشرها في بلادها رغم عدم معرفتها للغة العربية، لكن أغاني محمد عبده انتشرت في كثير من البلاد في المشرق والمغرب.
قبل انتهاء فترة السبعينات الميلادية، قام الفنان محمد عبده بخوض تجربة الأغنية الطويلة مع الأمير (بدر بن عبد المحسن) وذلك في أغنية (في أمان الله) أو (الرسايل) التي قدمها على مسارح القاهرة صيف عام 1974م، ثم قدمها على مسرح التلفزيون بالرياض في عيد فطر عام 1394هـ، وحققت هذه الأغنية نجاحا منقطع النظير، وبعد ذلك شهدت تلك الفترة تعاونات مع الملحن الموسيقار السعودي (محمد شفيق) وذلك من خلال أغنية (يقول المعتني - آه وآهين)، لذلك أنهى محمد عبده فترة السبعينات بالأغنية القصيرة وبألحان ليست له، بعد أن قدم أفضل باكورة ألحانه في أغاني عديدة مثل (فمان الله، شفت خلي، خطأ، هيّا معي، ردي سلامي، أيوه) وغيرها.
وكذلك يقدم الأغاني الطويلة ذات المقاطع فبعد (فمان الله - وانتهاء بليلة خميس - مرورا بخطأ - شفت خلي - هيّا معي - أيّوه)، جاءت رائعة محمد عبده الخيالية (صوتك يناديني) من كلمات مهندس الكلمة ومن ألحان محمد عبده، بالفعل رائعة جديدة، أوضحت فعليا نجاح محمد عبده كمطرب ومؤدي وملحن وفنان شامل.
أقيمت حفلة في دولة تونس، وأطلق عليه الرئيس التونسي حينها (الحبيب بو رقيبة) لقب (فنان العرب) عبر تلك الحفلة في منتصف الثمانينات، ليقدم الجديد بعدها، ومنها دخوله للتعاون مع الملحن الدكتور عبد الرب إدريس، الذي قدّم لمحمد عبده إنتاجات رائعة مثل (محتاج لها، جيتك حبيبي)، بعد ذلك (أبعتذر)، ثم (كلك نظر)، . في نفس الوقت طرح محمد عبده ألبوما يحمل اسم (وهم، العقد، إنت معاي)، وقام بغناء العديد من الأغاني من ضمنها ما ذكرت في الألبوم الأخير في حفل فني ناجح في مدينة جنيف السويسرية صيف 1988م، .
تعا
توقف الفنان محمد عبده عن الغناء في الحفلات لمدة ثمان سنوات، كما توقف عن إصدار الألبومات الجديدة، حيث كان ألبوم (أرفض المسافة) هو الألبوم الأخير له رغم أنه قبل توقفه هذا قام بعمل موسيقي لإحدى أهم الأعمال له وهي (البرواز) وكذلك قصيدة (أنشودة المطر) من شعر بدر شاكر السياب، حيث أنه قام بتجهيز هذين العملين وبحصول كافة الأحداث المختلفة ألغى محمد عبده كافة حفلاته لعام 1990م، وبالتالي قام بتأجيل طرح ألبومي (البرواز وأنشودة المطر)، رغم انتهاء تسجيل الموسيقى وتركيب الصوت، لكن ما حدث في منطقة الخليج ألغى كل هذا.
جاء إعلان الاعتزال وشارك محمد عبده الوطن خلال الأزمة، فقدم شريطا بعنوان (هل التوحيد) ضم ست أغنيات وهي (هل التوحيد، أجل، أقسمت يا كويت، أوقد النار، قسما بالله، هبّت هبوب الجنّة)، رغم اعتزاله. أعقب ذلك ألبوما بعنوان (حبيبتي)، وصورة محمد عبده يرتدي اللباس العسكري على غلافه بعد أن قام بالتدريب مع المتطوعين في القوات المسلّحة وضم (حبيبتي، الله أكبر، ما علينا، جنود الله)،ترك محمد عبده الأغاني العاطفية واتجه إلى غناء الأغاني الوطنية مع الامتناع عن الغناء في الحفلات وعدم تقديم الجديد سوى الخاص بالأغاني الشعبية التي قام بالتجهيز لها قبل فترة التوقف الذي استمر منذ عام 1989م إلى 1997م، والآن جاء دور ألبوم (البرواز)، الذي تم تنفيذه قبل التوقف ليرى النور، هنا حدث الشيء العجيب حقا، (محمد عبده في حكم المعتزل) وألبوم البرواز ينجح بدرجة امتياز ويحقق مليون نسخة من المبيعات بمعنى أن الفراغ الذي تركه محمد عبده بعد توقفه لا يزال كبيرا، جاء الموعد مع (المعاناة) نجاح كبير جدا مع بقية الأغاني في إثبات آخر بأن الفراغ الذي تركه محمد عبده لا يزال كبيرا، فهذا الألبوم الشعبي حقق من المبيعات ما عجزت عنه ألبومات جديدة لمختلف الفنانين والفنانات العرب.
وكانت بالفعل عودة حميدة حقا فمع احتفال اليوم الوطني في سبتمبر عام 1997م، غادر فنان العرب محمد عبده إلى مدينة الضباب (لندن) ترافقه فرقة بقيادة المايسترو وليد فايد وبعض عازفي الإيقاعات من المملكة، حينها قدّم محمد عبده حفلا رائعا في لندن كان معناه إعلان العودة وإلغاء الاعتزال، وقدّم أولا أغاني وطنية حيث قدمها وهي يرتدي اللباس الوطني وهي (وين أحب الليلة "اسم الألبوم"، الأرض، مشرق النور)، وفي نفس الحفل قدّم العديد من الأغاني وهي (آخر زيارة، اختلفنا، غالي، كل ما نسنس، المعاناة، انتي نسيتي، مهما يقولون، الله عليها، الرسايل -التي أعادها بعد 23 عاما-، يا غايب، سلّم عليه، أقرب الناس، لنا الله -وتجديد بعد مرور 30 عاما وحققت أكبر نجاح ممكن بعد هذا التاريخ مما جعله يكررها ويختتم بها حفلاته-، الونّة، مرحبا بك، على البال، يا من يراعيني).
أول فنان عربي يصدر خمس ألبومات مباشرة وفي وقت واحد كان التنافس خلالها ما بين هذه الألبومات الخمس، وكان الفنانون الآخرون يتنافسون فيما بينهم بجديدهم فيما تبقى من عام 1997م و 1998م، وكافة الأغاني جاءت مصورة عبر مركز تلفزيون الشرق الأوسط MBC، وبعدها قامت العديد من القنوات الفضائية ببث أغاني الحفل بعد التنسيق مع مركز تلفزيون الشرق الأوسط، لذلك استغنى فنان العرب عن تصوير الأغاني في سابقة رائعة جاءت لتوضح مقدار الفارق ما بين الثرى والثريا.
وفي صيف 1998م شارك محمد عبده في حفل مهرجان أبها وقدّم ثلاث ألبومات لهذا الحفل وكان قبلها قد شارك في حفل في دولة البحرين ضمن حفلات شبكة أوربيت السنوية واستمر نشاط الحفلات في كل مكان، وطرح ألبوما يحمل اسم (جديد سعود بن عبد الله) يحتوي على أربع أغنيات (العنا، مرت سنة، بسافر، شمس الليل)، ثم ثلاث ألبومات لحفل أبها 1999م، جدد خلالها أغنيتين قديمتين وهي (لي ثلاث أيام، وأشوفك كل يوم) والتي قدمها لأول مره عام 1971م، وبعد غنائها في حفلة أبها دخلت سباق الأغاني واكتسحت العديد من أغاني الفنانين الآخرين رغم أن عمر الأغنية تجاوز الثمانية وعشرين عاما!
وقام بتجديد أغنية (لا وربي) وكانت من ضمن الأغاني التي قدمها عام 1971م، وقام بتجديد أغاني عديدة أيضا مثل (ساري، ألفين هلا، سيد الغنادير، المعازيم، ليلة خميس، وغيرها).
وبعد انتهاء عيد الفطر لعام 1420هـ فاجأ محمد عبده الجمهور والمتابعين بمفاجأة المفاجآت ألا وهو ألبوم (مجموعة إنسان)، كلمات لمختلف بل لكبار الشعراء (أمير النبطي خالد الفيصل، بدر بن عبد المحسن، سعود بن محمد، د. غازي القصيبي، الفريق أسعد عبد الكريم)، ألبوما ضم ست أغنيات، وانطلق بعدها إلى الكويت ليقيم حفلا بمناسبة مهرجان هلا فبراير 2000م وطرح ألبومين لها، وكانت أغنية (يا ناعس الجفن) من ضمن الأغنيات التي يتساءل عنها الجمهور دائما.
حتى جاء مهرجان جدة 2000م، ومشروع أغنية ناجح بكل المقاييس تحمل اسم (بنت النور) من كلمات الأمير فيصل بن تركي وألحان الملحن الرائع ناصر الصالح، وأعاد خلال ذلك الحفل أغنية شفت خلّي بعد مرور 26 عاما على أول طرح لها، علما بأن محمد عبده طرح ألبوما يحمل اسم بنت النور وحقق هذا الألبوم أرقاما فلكية في التوزيع.
وانتقالا إلى جدة 2001م، وبعد مجموعة إنسان تأتي (شبيه الريح)، ومن كلمات عبد الرحمن بن مساعد وألحان صادق الشاعر، مع تجديد للقديم مثل غنى الحمام، يا حبيبي آنستنا وهي كانت أول ثمرة تعاون بين محمد عبده والملحن سراج عمر في عام 1971م، لذلك أصبح قديم محمد عبده يتنافس مع جديده، والجمهور هو الفائز بالاستماع لروائع فنان العرب، لكن بعد كل هذا الاستعراض ماذا عن الجديد؟
قدم فنان العرب في حفلات جده 2002 جديده مع ناصر الصالح بعنوان (أعترف لك) التي أصبحت مطلبا جماهيريا من وقت نزولها مع عدة أغاني في شريط خاص بالحفلة.
بعد ذلك قدم فنان العرب ألبوم مذهلة حمل العديد من الأغاني ذات النسق المتطور حيث صرح حينها بأن الألبوم يعبّر عن نقله نوعيّة لفنان العرب.
أضاف فنان العرب الكثير للمستمع العربي من خلال رحلاته في بلاد العرب والعجم لإحياء الفرح ونقل الموروث لكل أنحاء المعمورة.
مثل ما شارك فنان العرب الوطن في أفراحه يشاركه الآن همومه ومشاكله ووقفته ضد من يعبث بأمنه وقدّم عملا مشتركا مع زملائه الفنانين، وعملا منفرد تواجد به شامخا ليثبت أن للوطن معه قصه لا تنتهي.
قدم فنان العرب ألبوما كاملا من الحان محمد شفيق يحمل عنوان علمتها، كان فيه الحديث عن غياب الأغاني المكبلهة عن الألبوم مسموعا ليطرح بعد ذلك في حفلات جده وأبها (كوكب الأرض)، التي قدمها كما لم يقدمها أحد، حيث برهن من خلال تقديمه لها بأنه فنان الوطن الأوحد.
غادر فنان العرب الوطن متجها إلى اليمن السعيد للمشاركة في عيد الوحدة الوطنية، وأقام هناك ثلاث حفلات، تخللها زيارة للرئيس اليمني الذي قلده وسام الدولة، وكانت تلك الرحلة إضافة جديرة بالذكر لفنان العرب.
تعاقد فنان العرب مع الشركة الرائدة حاليا في مجال صناعة المغنى وصياغة الطرب روتانا بعقد يمتد لخمس سنوات، قيل أن فنان العرب تقاضى بموجبه 15 مليون ريال.
بقي فنان العرب حاضرا بقديمه وجديده على الساحة وحيدا مغردا منشدا، ولإحساسه بواجب إمتاع المستمع حضر لكواليس حفل جده 2005 حاملا معه الأماكن.
ثم البومه الرائع الاماكن........................