,16/06/2008 10h52محمد عبده يسحر الجمهور المغربي
بالزغاريد والصلوات قوبلت اغنية الفنان السعودي محمد عبده الجديدة المخصصة للمغرب التي غناها للمرة الاولى ليلة الاحد في سهرة اضافية قدمت بعد اختتام مهرجان فاس العالمي الرابع عشر للموسيقى الروحية العريقة وكانت اجمل سهرات مهرجان هذا العام من دون منازع.
والاغنية التي يقول مطلعها "ودع اليأس وسافر واغرب واشتر الحسن بارض المغرب" تتغنى بجمال المدن المغربية وبجمال الناس في المغرب وقد وضع كلماتها الشاعر السعودي ابراهيم خفاجي الذي يحب ان يتعامل معه عبده حين يريد الغناء بالفصحى.
وقد اثارت الاغنية حماسة كبيرة لدى جمهور الحفلة التي كان ثمن البطاقة فيها من الأغلى في المهرجان.
وتراوح سعر البطاقة الواحدة بين 42 و85 دولارا في قاعة تتسع لاكثر من اربعة الاف شخص بقيت الصفوف الاخيرة فيها خالية.
لكن الحاضرين استمتعوا بما اداه "فنان العرب" من اعمال جديدة وقديمة استهلها باغنيته "مساء الخير مسا الاحساس والطيبة..".
وفي وصلته السخية التي استمرت اكثر من ساعتين ونصف الساعة ادى محمد عبده ثلاث اغنيات اخرى جديدة تضمنها البومه الاخير "الهوى الغايب" الذي صدر قبل مدة وجيزة وهي "مساء الحب" و"احوال" و"مغرورة" التي كتب كلماتها الشاعر غازي عبد الرحمن القصيبي في تعاون جديد مع عبده.
ومن الاغنيات التي قدمها ايضا اغنية "مجموعة انسان" واغنية "اختلفنا" كما قدم اغنيته التي اطلقت شهرته نهاية السبعينات "ليلة".
واستجابة لطلب الجمهور الملح غنى محمد عبده قصيدة "الاماكن" التي تعتبر من اكثر اغانيه تحميلا عبر الانترنت وهي عنوان البوم صدر له عام 2005. وهي من الاغاني القليلة المسجلة في كليب لعبده واستقبلت هذه الاغنية وودعت ايضا بالزغاريد والفرحة.
وهي المرة الثانية التي يغني فيها محمد عبده في المغرب بعد حفل احياه قبل سنتين. لكنها المرة الاولى له في فاس حيث انضم الى قافلة حافلة بالاسماء المهمة في عالم الاغنية مثل وديع الصافي وصباح فخري ولطفي بوشناق وصابر الرباعي وكاظم الساهر وعبد الوهاب الدكالي وغيرهم.
صحب الفنان السعودي في الموسيقى الجوق الملكي المغربي بقيادة عبد الرحيم منتصر الذي رافق مع جوقه عبده في اكثر من مناسبة عربية.
وبدا محمد عبده الاحد وكأنه يقدم لجمهور فاس خلاصة تجربته الفنية التي تمتد على طول خمسين عاما زاخرة بالعطاء المستند دوما على الصور الشعرية والذي يجمع بين الحداثة والكلاسيكية المجددة في انساق غنائية وجمل موسيقية تظل تسرق اذن السامع وتشده اليها.
وظلت الاصالة حاضرة حتى في احدث الاغاني التي اداها صاحب مصطلح "الاغنية المثقفة" وصاحب الصوت الطربي المتطور والمنفتح على احتمالات الابداع.
كل هذه العناصر جعلت من حفلة محمد عبده اجمل حفلة في الدورة الرابعة عشرة من مهرجان فاس للموسيقى العريقة الذي امتد من السادس من حزيران/يونيو الى الرابع عشر منه، وهو اطرب وحمل الى فضاء المدينة المقمر اهازيج الحجاز وحرارة النخيل ودفق الرمل اللامحدود.
وكان عبده قال خلال مؤتمر صحافي في فاس ان مجموعة الاغنيات التي اعدها لجمهور المهرجان "تتماشى وروحية المهرجان لجهة جمعها للصفات الوجدانية والعاطفية وحملها لمضامين انسانية ومساءلتها لروحية الانسان".
ووزع "فنان العرب" على رواد مهرجان الموسيقى في فاس كتيبا تعريفيا بالغناء المكي مترجما الى عدة لغات.
ويحيي محمد عبده حفلة ثانية الاثنين في باب بوجلود في فاس مجانية هذه المرة لسكان فاس ومحبي الطرب الاصيل.
وسيتم بعدها تكريم الفنان السعودي من قبل ادارة المهرجان.
< الرجوع الى المقالات