Fati المديــــر العــام
اسم الدولة : فرنسا
| موضوع: أعشى همدان من القرآن إلى الشعر الأحد يوليو 13, 2008 7:17 pm | |
|
هو عبد الرحمن بن عبد الله بن الحارث بن نظام بن جشم الهمداني أبو المصبح الأعشى. شاعر اليمانيين، بالكوفة وفارسهم في عصره. ويعد من شعراء الدولة الأموية. كان زوج أخت الشعبي أحد الفقهاء القراء، وكان قد قص يوماً على الشعبي مناماً رآه، قال: رأيت كأني دخلت بيتاً فيه حنطة وشعير، وقيل خذ أيهما شئت. فأخذت الشعير، فقال الشعبي: إن صدقت رؤياك تركت القرآن وقراءته وقلت الشعر، فكان كما قال. وفد على النعمان بن بشير إلى حمص ومدحه، فيقال إنه حصل له أربعين ألف دينار، وكان الحجاج قد أغراه الديلم فأسروه وبقي في أيديهم مدة. ثم إن بنت العلج الذي أسره هويته فمكنته من نفسها، فواقعها ثماني مرات، فقالت له الديلمية: أرأيت إن خلصتك أن تصطفيني لنفسك؟ قال: نعم. فلما كان الليل حلت قيوده وأخذت به طريقاً تعرفها حتى خلصته , فقال الأعشى قصيدته الفائية التي يذكر فيها أسره بالديلم، وهي طويلة مذكورة في كتاب الأغاني، وأولها.
لمن الظعائن سيرهن تزحـف عوم السفين إذا تقاعس مجذف مرت بذي خشب كأن حمولها نخل بيثرب حمله iiمتضعـف وله شعر كثير في وصف بلادهم ووقائع المسلمين معهم. ولما خرج عبد الرحمن بن الأشعث انحاز الأعشى إليه واستولى على سجستان معه وقاتل رجال الحجاج الثقفي. ثم جيء به إلى الحجاج أسيراً بعد مقتل الأشعث، وكان قد قال في الحجاج قصيدته التي مطلعها .
أَتَهجُرُ لَيلى بِالعِراقِ iiحَبيبَها وَما كانَ نَفساً بِالفِراقِ تَطيبُ مَـن مُـبـلِغُ الحَجّاجِ iiأَنني قَـد نَـدَبـتُ إِلَـيهِ iiحَربا حَـربـاً مُـذَكَّـرَةً عَـواناً تُـتـرَك الـشُـبّـانَ شُهبا وَصَـفَـقتُ في كَفِّ iiاِمرِئٍ جَـلـدٍ إِذا مـا الأَمرُ iiغَبّا يـا اِبـنَ الأَشَجِّ قَريعِ iiكِندَةَ لا أُبـالـي فـيـكَ iiعَـتبا أَنـتَ الرَئيسُ اِبنُ iiالرَئيسِ وَأَنـتَ أَعـلى الناسِ iiكَعبا نُـبِّـئتُ حَجّاجَ بنَ يوسُفَ خَـرَّ مِـن زَلَـقٍ iiفَـتَـبّا فَـاِنـهَـض فَـديتَ iiلَعَلَّهُ يَـجـلو بِكَ الرَحمَنُ iiكَربا فَـإِذا جَعَلتَ دُروبَ فا iiرِسَ خَـلـفَـهُـم دَربـاً iiفَدَربا فَـاِبعَث عَطِيَّةً في الخُيو iiلِ يَـكُـبُّـهُـنَّ عَـلَـيهِ iiكَبّا
ولما أتي الحجاج بن يوسف الثقفي بأعشى همدان أسيراً، قال: الحمد لله الذي أمكن منك، ألست القائل.
لما سفؤنا للكفور iiالـفـتـان بالسيد الغطريف عبد iiالرحمن سار بجمع كالقطا من iiقحطان ومن معد قد أتى ابن iiعدنـان أمكن ربي من ثقيف iiهمـدان يوماً إلى الليل يسلي ما iiكان إن ثقيفا منهـم الـكـذابـان كذابها الماضي وكذابٌ ثـان
أو لست القائل.
يابن الأشـج قـريع كـندة لا أبـالـي فيك iiعـتـبـا
نبـئت حـجـاج بـن iiيو سـف خرمن زلق iiفتـبـا فانهض فـديت لـعـلـه يـجلوبك الرحمن كـربـا وابعث عطية في الـخـيو ل يكبهن عـلـيه iiكـبـا
كلا يا عدو الله، بل عبد الرحمن بن الأشعث هو الذي خر من زلق فتب، وحار وانكب، وما لقي ما أحب ورفع بها صوته وأربد وجهه واهتز منكباه، فلم يبق أحد في المجلس إلا أهمته نفسه وارتعدت فرائصه.
فقال له الأعشى بل أنا القائل أيها الأمير:
أبى الـلـه إلا أن يتـمـم نـوره ويطفىء نار الفاسقين iiفتـخـمـدا وينزل ذلاً بـالـعـراق وأهـلـه كـما نقضوا العهد الوثيق iiالمؤكـدا ومالبث الحجاج أن سـل iiسـيفـه عـلينا فولى جمـعـنـا وتـبـددا وما زاحف الـحـجـاج iiإلارأيتـه حـساما ملقى للحـروب iiمـعـودا فكيف رأيت الله فرق iiجمـعـهـم ومـزقهم عرض البـلاد iiوشـردا بمانكثوامـن بـيعة بـعـد iiبـيعة إذاضمنوها اليوم خاسوا iiبهـاغـدا وما أحدثوا من بـدعة iiوعـظـيمة من القول لم تصعد إلى الله iiمصعدا ولما دلفنـا لابـن يوسـف iiضـلة وأبـرق منا العارضـان iiوأرعـدا قطعنا إليه الخـنـدقـين وإنـمـا قـطعناوأفضينا إلى الموت مرصدا فصادمنا الحجاج دون iiصفـوفـنـا كـفاحاً ولم يضرب لذلك iiمـوعـدا بجند أمير المـؤمـنـين وخـيلـه وسلطانه أمسى مـعـانـاً iiمـؤيدا ليهنىءأمير المؤمنـين iiظـهـوره عـلى أمة كانوابـغـاةً iiوحـسـدا وجدنا بـنـي مـروان iiخـيرأئمة وأعـظم هذا الخلق حلماً iiوسـؤددا وخير قـريش فـي قـريش أرومة وأكرمهم إلا النـبـي iiمـحـمـدا إذا ما تدبرنـا عـواقـب أمـرنـا وجدنا أمير المؤمنين iiالـمـسـددا سيغلب قوما غالبوا اللـه iiجـهـرة وإن كـايدوه كـان أقـوى وأكـيدا
وقال فيها متعطفا ومتلطفا.
تعطف أمير المؤمنـين iiعـلـيهـم فـقد تركوا أمرالسفـاهة iiوالـردى لعلهم أن يحـدثـوا الـعـام تـوبةً وتعرف نصحاً مـنـهـم iiوتـوددا
فقال من حضر من أهل الشام: قد أحسن أيها الأمير، فخل سبيله فقال: أتظنون أنه أراد المدح! لا والله! لكنه قال هذا أسفاً لغلبتكم إياه وأراد به أن يحرض أصحابه. ثم أقبل عليه فقال له: أظننت يا عدو الله أنك تخدعني بهذا الشعر وتنفلت من يدي حتى تنجو! ألست القائل! ويحك!.
وإذا سألت: المجد أين محله فـالمجد بين محمد iiوسعيد بين الأغر وبين قيس iiباذخٌ بخ بخ لوالده iiوللمـولـود
والله لا تبخبخ بعدها أبداً. أو لست القائل:
وأصابني قومٌ وكنت أصيبهـم فاليوم أصبر للزمان iiوأعرف!
كذبت والله، ما كنت صبوراً ولا عروفاً. ثم قلت بعده:
وإذا تصبك من الحوادث نكبةٌ فـاصبر فكل غيابة iiستكشف
أما والله لتكونن نكبة لا تنكشف غيابتها عنك أبداً! يا حرسي، اضرب عنقه فضرب عنقه.
| |
|