Fati المديــــر العــام
اسم الدولة : فرنسا
| موضوع: محي الدين حيدر شريف الخميس أكتوبر 15, 2009 4:05 pm | |
| محي الدين حيدر شريف من سلالة النبي محمد صلى الله عليه وسلم فأبوه علي حيدر باشا آخر أمراء مكة . ولد في اسطنبول عام 1892 في قصر كبير مثقف حافل بكل الثقافات ( تركية عثمانية - عربية إسلامية - فرنسية أوروبية ) . بدأ بتعلم آلة البيانو في عمر مبكر جدا في الرابعة كما تمليه تقاليد الأسر العريقة . ونبغ الطفل وأدهش أساتذته . فكان أن بدئوا بتعليمه آلة العود في سن السابعة وفي الرابعة عشر بدأ يدهش الجميع بمتانة وقوة وغزارة علمه الموسيقي .فبدأ بتعلم آلة جديدة هي التشيلو ( الكمان الجهير ) . أتقن الشاب العزف على الآلات الثلاث اتقانا معجزا بحيث نجح بتأليف مقطوعات وعدة دراسات موسيقية هامة ورافق نجاحه ذاك نجاحا آخرا في دراسته فتخرج من كلية الحقوق والآداب . اندلعت الحرب العالمية الأولى فتوقفت الحياة الفنية ودفع هذا الوضع محي الدين إلى مغادرة اسطنبول إلى مكة ومن ثم إلى حلب .
سافر إلى أمريكا عام 1924، وهناك أقام على شرفه استاذ البيانو المشهور ( غودوسكي ) مأدبة حضرها فنانين كبار مثل " كريسلر " و " هايفتز " والبروفسور " أوير " وغيرهم، وفي تلك الأمسية عزف الشريف محيي الدين حيدر على آلة العود بعض مؤلفاته الموسيقية التي نالت إعجاب ودهشة الحاضرين مما حدى بصحيفة " نيويورك هيرالد تربيون " أن تكتب مقالاً مطولاً حول براعة حيدر الموسيقية
وهناك، أي في نيويورك استطاع محيي الدين حيدر أن يدرس آلة الفيولونسيل التي كان قد تعلم العزف عليها وهو في سن مبكرة، حيث استطاع يستثمر معرفته بالأستاذ " ب. فاشكا " في تعلم أسرار تلك الآلة وأصولها
اقام اول حفل خاص به في 13 كانون الاول 1928م على قاعة (تاون هول ) حضر الحفل جمهور من النخبة الفنية والنقاد، بدأ الحفل بالعزف على آلة الفيولونسيل فقدم مقطوعات لـ " لوكاتيلي " و " سينت سايني " و " باخ " و " رافل " و " بوبر "، ثم تناول عوده بعد ذلك وأخذ يعزف مقطوعاته الموسيقية التي سحرت الحاضرين. وفي اليوم التالي خرج الصحف الأمريكية ومنها جريدة الصانداي تلغراف، التي أشادة بالقدرة الإبداعية لهذا الموسيقي الذي سحر الحاضرين بمقدرته الموسيقية في عزف المقطوعات الغربية والشرقية.
عاد حيدر إلى اسطنبول عام 1932 بعد أن ألمت به وعكة صحية وبعد أن قدم العديد من الأمسيات الموسيقية في العديد من الأماكن المهمة في الولايات المتحدة، وبعد أن حظي بشهرة فنية واسعة هناك. وفي اسطنبول قدم أولى حفلاته هناك بتاريخ 4 كانون الاول سنة 1934 حظيت تلك الحفلة بنجاح كبير وبالعديد من المقالات الصحفية النقدية التي أشادت بقدر هذا الفنان الموسيقي المبدع الغريب بالأمر أن المستشرقين المهتمين بالموسيقا من امثال ديرلانجيه وفارمر وغيرهم … قد أهملا ذكره على الرغم من سعة إطلاعهما ومعرفتهما الكبيرة في الموسيقا العربية . بل ذكره كبار دارسي الموسيقى الغربيين كموسيقي عظيم . عندما قررت وزارة المعارف في المملكة العراقية إنشاء ( معهد الموسيقى ) بداية عام 1936، كان اعتمادها على الموسيقار العراقي حنا بطرس الذي قدم كل ما يملك من إمكانات وطاقات في تهيئة مكان ومستلزمات إنشاء المعهد. إلا أن الإعتماد على فنان موسيقي واحد في إنشاء معهد موسيقي كانت الطموحات التي تبتغى منه كبيرة جداً في حينها كان أمراً غير معقولاً. فسارعت الوزارة إلى تقديم طلبها للحكومة العراقية بالموافقة على دعوة الموسيقار الشريف محي الدين حيدر الذي كان يقيم في تركيا، وبالفعل تمت الموافقة وحضر حيدر إلى بغداد منتصف العام 1936م. حينها تكاتفت جهود الموسيقار بطرس مع الموسيقار حيدر الذي عين مديراً للمعهد وتم إ نجاز وفتح أول معهد رسمي عراقي يختص بالموسيقى.علما ان الشريف محي الدين كان ابن عم ملك البلاد فيصل الاول انذاك كانت الموسيقا في العراق آنذاك تعيش في أطرها الشعبية الكلاسيكية …. ( فن المقام ) . وكان المقام كعلم قد لفت الأنظار إليه على يد محمد القبنجي ولكنه كان غناءا غير محكوم بقواعد مكتوبة أو حتى مدروسة دراسة جدية . بعد أشهر من الدراسة والتفكير سافر الشريف إلى رومانيا حيث اتفق مع عازفين كبار من امثال ساندو آلبو مدرس الكمان الشهير وجوليان هيرتز عازف البيانو الشهير ، لتدريس الموسيقا الغربية فافتتح المعهد بقسميه الغربي والشرقي . تكفل هو بتدريس آلة العود و الجميل بالأمر أنه لأول مرة وبفضله كانت آلة العود تدرس بشكل متصاعد الصعوبة وحسب منهاج محدد وتمارين متدرجة الصعوبة ( بتمرينات وضعها هو بنفسه ) . وهي نفس طريقة تدريس الموسيقا الكلاسيكية الغربية … وقد أثبتت هذه الطريقة نجاعتها وذلك مما أنتجته من عازفين يعدون الأقوى شرقيا . كان من طلبة محي الدين عام 1939 فتاة تتلمذت عليه سرا فكانت تأتي إليه مغطاة محتجبة لتكون في نجوى عن العيون حيث كان خادمها يجلب العود قبلها بنصف ساعة …. وأصبح للفتاة شأنا في الشعر العربي إنها نازك الملائكة . من طلابه أيضا كان أكبر عازفي هذا الزمان الفنانين جميل بشير ومنير بشير ، سلمان شكر ، غانم حداد ، جورج ميشيل ، روحي الخماش .
ومن الجدير بالذكر أن دروس الشريف حيدر لاتزال تُدرس في المعاهد والجامعات الموسيقية العراقية. من اشهر هذه المؤلفاته: الطفل الراكض – الطفل الراقص – ليت لي جناح – الأغاني للأطفال – كابريس كابريس- سماعي نهاوند – سماعي عراق – سماعي مستعار – سماعي عشاق - سماعي دوكاه – سماعي هزام – تأمل
في عام 1948 غادر الشريف محيي الدين حيدر إلى أنقرة أثر وعكة صحية ألمت به وهو في بغداد التي عاد إليها بعد أن تزوج عام 1950 من الفنانة التركية صفية آيلا وسكن في منطقة " راغبة خاتون "، وبعد عدة سنوات غادر محيي دين حيدر وزوجته إلى أنقرة أثر وعكة صحية أخرى نصحه الأطباء على أثرها في البقاء بأنقرة، ومن هناك أرسل استقالته إلى وزارة المعارف العراقية
توفي الفنان الشريف محي الدين حيدر في استانبول في الثالث عشر من شهر أيلول/سبتمبر 1967م، ولم يرزق بأطفال من زواجه بالفنانة صفية آيلا التي
عاشت بعده طويلاً حتى وفاها الأجل عام
1998
| |
|