عروة بن الزبير
عروة ابن حواري رسول الله صلى الله عليه وسلم وابن عمته صفية الزبير بن العوام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي بن كلاب
الإمام عالم المدينة أبو عبد الله القرشي الأسدي المدني الفقيه أحد الفقهاء السبعة حدث عن أبيه بشيء يسير لصغره وعن أمه أسماء بنت أبي بكر الصديق وعن خالته أم المؤمنين عائشة ولازمها وتفقه بها وعن سعيد بن زيد وعلي بن أبي طالب وسهل بن أبي حثمة وسفيان بن عبد الله الثقفي وجابر والحسن والحسين ومحمد بن مسلمة وأبي حميد وأبي هريرة وابن عباس وزيد بن ثابت وأبي أيوب الأنصاري والمغيرة بن شعبة وأسامة بن زيد ومعاوية وعمرو بن العاص وابنه عبد الله بن عمرو وأم هانئ بنت أبي طالب وقيس بن سعد بن عبادة وحكيم بن حزام وابن عمر وخلق سواهم وعنه بنوه يحيى وعثمان وهشام ومحمد وسليمان بن يسار وأبو سلمة بن عبد الرحمن وابن شهاب وصفوان بن سليم وبكر بن سوادة ويزيد بن أبي حبيب وأبو الزناد ومحمد بن المنكدر وأبو الأسود محمد بن عبد الرحمن وهو يتيم عروة وصالح بن كيسان وحفيده عمر بن عبد الله بن عروة وابن أخيه محمد بن جعفر بن الزبير وخلق سواهم قال خليفة ولد عروة سنة ثلاث وعشرين فهذا قول قوي وقيل مولده بعد ذلك قال مصعب بن عبد الله ولد لست سنين خلت من خلافة عثمان وقال مرة ولد سنة تسع وعشرين ويشهد لهذا ما رواه هشام بن عروة عن أبيه قال أذكر أن أبي الزبير كان ينقزني ويقول
مبارك من ولد الصديق * أبيض من آل أبي عتيق
ألذه كما ألذ ريقي
قال الزبير بن بكار حدثنا محمد بن الضحاك قال قال عروة وقفت وأنا غلام أنظر إلى الذين قد حصروا عثمان رضي الله عنه وقد مشى أحدهم على الخشبة ليدخل إلى عثمان فلقيه عليها أخي ( عبد الله بن الزبير ) فضربه ضربة طاح قتيلا على البلاط فقلت لصبيان معي قتله أخي فوثب علي الذين حصروا عثمان فكشفوني فوجدوني لم أنبت فخلوني هذه حكاية منقطعة أبو أسامة عن هشام عن أبيه قال رددت أنا وأبو بكر بن عبد الرحمن يوم الجمل استصغرنا قال يحيى بن معين كان عمره يومئذ ثلاث عشرة سنة فكل هذا مطابق لأنه ولد في سنة ثلاث وعشرين وقال الزبير حدثني علي بن صالح حدثني عامر بن صالح بن عبد الله بن عروة بن الزبير عن هشام بن عروة عن أبيه أنه قدم البصرة على ابن عباس وهو عامل عليها فيقال أنشده
أمت بأرحام إليك قريبة * ولا قرب بالأرحام ما لم تقرب
فقال لعروة من قال هذا قال أبو أحمد بن جحش قال ابن عباس فهل تدري ما قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا قال قال له صدقت ثم قال لي ما أقدمك البصرة قلت اشتدت الحال وأبي عبد الله أن يقسم سبع حجج وتألى حتى يقضي دين الزبير قال فأجازني وأعطاني ثم لحق عروة بمصر فأقام بها بعد
ابن أبي الزناد عن هشام عن أبيه قال كنت أتعلق بشعر في ظهر أبي ويروى عن الزهري عن قبيصة بن ذؤيب قال كنا في خلافة معاوية وإلى آخرها نجتمع في حلقة بالمسجد بالليل أنا ومصعب وعروة ابنا الزبير وأبو بكر بن عبد الرحمن وعبد الملك بن مروان وعبد الرحمن المسور وإبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة وكنا نتفرق بالنهار فكنت أنا أجالس زيد بن ثابت وهو مترئس بالمدينة في القضاء والفتوى والقراءة والفرائض في عهد عمر وعثمان وعلي ثم كنت أنا وأبو بكر بن عبد الرحمن نجالس أبا هريرة وكان عروة يغلبنا بدخوله على عائشة قال هشام عن أبيه ما ماتت عائشة حتى تركتها قبل ذلك بثلاث سنين مبارك بن فضالة عن هشام عن أبيه أنه كان يقول لنا ونحن شباب مالكم لا تعلمون إن تكونوا صغار قوم يوشك أن تكونوا كبار قوم وما خير الشيخ أن يكون شيخا وهو جاهل لقد رأيتني قبل موت عائشة بأربع حجج وأنا أقول لو ماتت اليوم ما ندمت على حديث عندها إلا وقد وعيته ولقد كان يبلغني عن الصحابي الحديث فآتيه فأجده قد قال فأجلس على بابه ثم أسأله عنه
عثمان بن عبد الحميد اللاحقي حدثنا أبي قال قال عمر بن عبد العزيز ما أجد أعلم من عروة بن الزبير وما أعلمه يعلم شيئا أجهله قال أبو الزناد فقهاء المدينة أربعة سعيد وعروة وقبيصة وعبد الملك بن مروان ابن المديني عن سفيان عن الزهري قال رأيت عروة بحرا لا تكدره الدلاء يحيى بن أيوب عن هشام قال والله ما تعلمنا جزءا من ألفي جزء أو ألف جزء من حديث أبي الأصمعي عن مالك عن الزهري قال سألت ابن صعير عن شيء من الفقه فقال عليك بهذا وأشار إلى ابن المسيب فجالسته سبع سنين لا أرى أن عالما غيره ثم تحولت إلى عروة ففجرت به ثبج بحر ابن أبي الزناد حدثني عبد الرحمن بن حميد بن عبد الرحمن قال دخلت مع أبي المسجد فرأيت الناس قد اجتمعوا على رجل فقال أبي انظر من هذا فنظرت فإذا هو عروة فأخبرته وتعجبت فقال يا بني لا تعجب لقد رأيت أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يسألونه ابن عيينة عن الزهري قال كان عروة يتألف الناس على حديثه
وقال ابن نمير عن هشام عن أبيه قال كان يقال أزهد الناس في عالم أهله معمر عن هشام عن أبيه أنه أحرق كتبا له فيها فقه ثم قال لوددت أني كنت فديتها بأهلي ومالي ابن أبي الزناد عن أبيه قال ما رأيت أحدا أروى للشعر من عروة فقيل له ما أرواك للشعر فقال ما روايتي ما في رواية عائشة ما كان ينزل بها شيء إلا أنشدت في شعرا ضمرة عن ابن شذوب قال كان عروة يقرأ ربع القرآن كل يوم في المصحف نظرا ويقوم به الليل فما تركه إلا ليلة قطعت رجله وكان وقع فيها الآكله فنشرت وكان إذا كان أيام الرطب يثلم حائط ثم يأذن للناس فيه فيدخلون يأكلون ويحملون الزبير في النسب حدثنا يحيى بن عبد الملك الهديري عن المغيرة ابن عبد الرحمن بن الحارث بن عبد الله المخزومي عن أبيه عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام قال العلم لواحد من ثلاثة لذي حسب يزينه به أو ذي دين يسوس به دينه أو مختبط سلطانا يتحفه بعلمه ولا أعلم أحدا أشرط لهذه الخلال من عروة وعمر بن عبد العزيز
أنس بن عياض عن هشام بن عروة قال لما اتخذ عروة قصره بالعقيق قال له الناس جفوت مسجد رسول الله قال رأيت مساجدهم لاهية وأسواقهم لاغية والفاحشة في فجاجهم عالية فكان فيما هنالك عما هم فيه عافية مصعب الزبيري عن جده عن هشام بن عروة عن أبيه قال بعث إلي معاوية مقدمة المدينة فكشفني وسألني واستنشدني ثم قال لي أتروي قول جدتك صفية بنت عبد المطلب
خالجت آباد الدهور عليهم * وأسماء لم تشعر بذلك أيم
فو كان زبر مشركا لعذرته * ولكنه قد يزعم الناس مسلم