عصام الديك – فلسطين
كأنما كتب علينا العصيان ونحن في بطون أمهاتنا فولدت بالقيصرية .. لم أر يوما بحياتي ولد بسهولة .. وكل عيشي عثرة .. ومن قيصرية لأخرى ..
أنا اللاشيء .. مضغة في رحم الهزيمة .. إلى أن ألد من جديد .. وبالقيصرية ..
كل محاولاتي فاشلة ما لم أبني للسفينة مرفأ .. وفي الشاطئ ملجأ ..
تحت الاحتلال .. لا تقاس الأمور بكم أكلنا وكم شربنا .. وكم عوت الكلاب .. إنما تقاس بكم اقتربنا من النصر .. ونحن نبعد نبعد نبعد .. نمشي القهقرى .. الجميل فينا أننا نبعد وعيوننا للقدس .. هذا أملي الوحيد ..
الشعر .. قلته للوطن إلى أن أدركت أن الوطن ليس بحاجة لكلام .. فوعدت نفسي أن لا أكتب إلا الفرحة .. ورغم هذا ولدت بعض القصائد النقمة .. هربت لليلى فلم أجدها .. فولدتها في الغيب .. لم أكتب للزمان وللمكان .. فلم أجدها بعد وكل محاولاتي برسمها في أفق الواقع فشلت .. ربما لأنني فاشل في رؤيتي ورؤياي ..
النحت ..
لم أر حجرا إلا ورأيت فيه من يناديني .. هربت هربت هربت .. ووقعت أخيرا .. فنحت بعض المنحوتات الصغيرة جدا .. وجوه بحجم حبة البندق ..
التعليم .. كل مدرسة لا تخرج من لا يحترم نفسه فهي فاشلة .. وأنا لم أحترم نفسي .. فقد بعت الوطن بكأس ودولار .. ووقفت للمحتل أبني له المستعمرات .. والمصانع .. وأدوات ثباته .. ولا أستثني أحدا .. قالوا العمل مقابل الغذاء .. وقالوا الغذاء مقابل المواقف .. وقالوا المواقف نحن نمليها .. وبقيت الضائع فيما يرتأون ..
الوظيفة .. كل وظيفة لا تبني للوطن صرحا فهي حرام .. ورغم المحاولة فلم أر ما يستحق التوقف .. نحن موظفون عندهم للطم على الشهداء .. وللتصفيق لرصاصهم ..
أنا جهة الحزن السابعة في الكون .. أبني للفشل بيوت شعري .. وأستظل بيوم لم يأت بعد .. وأمي ماتت .. فمن أين لي بأم تلد بالقيصرية يومي ..
عصام الديك - فلسطين