في حارتنا ..
ديك سادي سفاح
ينتف ريش دجاج حارتنا كل صباح
ينقرهن.يطاردهن.يضاجعهن.
ويهجرهن.
ولا يتذكر اسماء الصيصان.
.............................
في حارتنا ديك..
ديك يصرخ عند الفجر..
كشمسون الجبار.
يطلق لحيته الحمراء..
ويقمعنا ليل نهار.
يخطب فينا..
ينشد فينا..
يزني فينا..
فهو الواحد وهو الخالد
وهو المقتدر الجبار.
................................
في حارتنا..
ثمة ديك عدواني فاشيستي
نازي الافكار.
سرق السلطة الدبابة
القى القبض على الحرية والاحرار.
الغى وطنا.
الغى لغة.
الغى احداث التاريخ والغى ميلاد
الاطفال
والغى اسماء الازهار.
.........................................
في حارتنا
ديك يلبس في العيد القومي لباس
الجنرالات..
ياكل جنسا.
يشرب جنسا.
يسكر جنسا.
يركب سفنا من اجساد
يهزم جيشا من حلمات
في حارتنا
ديك من اصل عربي..
فتح الكون بالاف الزوجات؟؟
.........................................
في حارتنا
ثمة ديك امي
يراس احدى الميليشيات.
لم يتعلم..الا الغزو ..والا الفتك.
والا زرع حشيش الكيف
وتزوير العملات.
كان يبيع ثياب ابيه..
ويرهن خاتمه الزوجي..
ويسرق حتى اسنان الاموات..
....................................
في حارتنا
ديك عصبي مجنون
يخطب يوما كالحجاج..ويمشي زهوا كالمؤمون.
يصرخ من ماذنة الجامع:
(يا سبحاني ..يا سبحاني..))
فانا الدولة والقانون..
.....
كيف سياتي الغيث الينا؟؟
كيف سينمو القمح؟
وكيف يفض علينا الخير وتغمرنا البركة؟
هذا وطن لا يحكمه الله
ولكن...تحكمه الديكة..
..................
في بلدتنا..
يذهب ديك ..ياتي ديك
والطغيان هو الطغيان
يسقط حكم لينيني..
يهجم حكم امريكي
والمسحوق هو الانسان
.............................
حين يمر الديك بسوق القرية
مزهوا منفوش الريش
وعلى كتفيه تضيء نياشين التحرير
يصرخ كل دجاج القرية في اعجاب:
(يا سيدنا الديك))
((يا مولانا الديك))
((يا جنرال الجنس..ويا فحل الميدان))
((انت حبيب ملايين النسوان))
((هل تحتاج الى جارية؟))
((هل تحتاج الى خادمة؟))
((هل تحتاج الى تدليك؟))
.....................................
حين الحاكم سمع القصة..
اصدر امرا للسياف بذبح الديك.
قال بصوت غاضب:
((كيف تجرا ديك من اولاد الحارة
ان ينزع السلطة مني
كيف تجرا هذا الديك؟؟
وانا الواحد دون شريك.))
نزار قباني