اصدارات عراقية.. جديدة
عبد الجبار العتابي من بغداد: ما زال النتاج الابداعي العراقي يمارس ارتقاءه لمتون الكتب التي تتواصل في رفد المكتبة العراقية والعربية بالجديد والمميز في المجالات المختلفة، وما زالت المطابع العراقية تسهم في توثيق تلك النشاطات الثقافية والادبية، وتضعها بين يدي القراء بأسعار زهيدة، لكي تشكل اضافات معرفية، وخلال الاسبوع الماضي وصلتني عدة كتب احاول هنا ان اقدم لها عروضا تعريفية بها.
* فنطازيا الدولة:
ضمن سلسلة الموسوعة الثقافية الشهرية التي تصدر عن دار الشؤون الثقافية العامة ببغداد، صدر كتاب (فنطازبا الدولة) للكاتب علي حسن الفواز، في 174 صفحة من الحجم الصغير، والذي تناول في عنوانه اللافت مفهوم الدولة بأطاره الفلسفي نظريا واجرائيا وفق طروحات بدأت تنتشر في العقل العراقي المحايث للعقل السياسي في هذه الفترة التي رفع فيها الثقافي صوته ليؤكد ذاته عنصرا فاعلا ومؤثرا في سيرورة المجتمعات الجديدة التي بدأت تتصير اشكالها تدريجيا تحت الضغط الثقيل لاشكال مؤسساتية لا يخلو منها شكل الدولة الديمقراطية الحديثة التي لها امثلة كثيرة في عالمنا المتحضر، ويؤكد الكتاب على انه: ليس من شك في ان المركزيات ذات الاشكال القديمة والشمولية باتت مثار طروحات الكثير من السياسيين الديمقراطيين والمثقفين المتنورين الذين اثروا الضرب بكثير من القوة والثقة على الجدران الصلدة لتلك الكيانات المغلقة.
تضمن الكتاب على اربعة فصول هي: الاول: محترف الحوار الحضاري / اسئلة في صناعة الدولة الحديثة، والثاني: اشكالات الدولة والوعي الزائف / قراءة في اسئلة السلطة والمثقف، والثالث: الدولة الوطنية العراقية / فنطازيا الوجود، فنطازيا المفهوم، والرابع: صناعة الدولة الليبرالية / قراءة في اشكالية المركز، مواجهة في اشكالية الازمة.
*مسرح محمد علي الخفاجي الشعري:
هذا هو عنوان الكتاب الذي صدر للكاتبة عالية خليل ابراهيم، عن الشاعر العراقي محمد علي الخفاجي،والذي جاء (دراسة تحليلية) كما في اشارة رئيسية في صفحة العنوان، في 192 صفحة من الحجم الكبير، وقد اشارت الكاتبة الى الخفاجي بقولها عنه: ينتمي ابداعيا لجيل الستينيات التالي لجيل الريادة والتأسيس للشعر الحديث ونضجت هذه التجربة مع جيل السبعينيات الذي اولع بالحداثة والتجريب، اسس تجربته المنفردة القائمة على كتابة القصيدة الدرامية والدراما الشعرية كما ظل مراقبا ومواكبا لجيل الثمانينيات والتسعينيات، فالخفاجي لم يغادر بلده العراق مطلقا فبقي مطلعا طوال اربعة عقود على المشهد الشعري والادبي، ولصيقا بهموم الانسان العراقي وآلامه واماله، وقد فضل الابتعاد والاحتجاب عن الساحة الادبية على محاباة جهة سياسية او حزبية ايا كانت، وبقي (ابو نؤاس) ابيضا كنقاء الورق، عراقيا صميميا، فهو شاعر البياض، شاعر النخيل، شاعر الوطن.
ضم الكتاب بين دفتيه ثلاثة فصول تشعبت الى عدد من المباحث وهي: الاول: مصادر المسرحية الشعرية ومرجعياتها عند الخفاجي، وتضمن مبحث المصادر والمراجع التراثية / التراث العربي، كالتاريخ والنصوص الدينية المقدسة والطقوس والاحتفال الشعبي، والثاني: المصادر والمراجع الدرامية كالتراجيديا الاغريقية والمسرحية الشعرية الحديثة والدراما الحديثة، والفصل الثاني: انماط المسرحية وعناصر بنائها عند الخفاجي، وتضمنت مبحثين، الاول: عناصر بناء المسرحية التاريخية كالصراع والشخصية والحوار، والثاني: مسرحية الطفل كمسرح الطفل وعناصر بناء مسرح الطفل، اما الفصل الثالث فكان حول البناء الدرامي لمسرحيات الخفاجي الشعرية، وتضمن: تعريف البناء الدرامي، وطرائق التشكيل البنائي، وتضمن: بنية التوازي – التراجو ملحمي، وعرضته من خلالها مسرحياته: ثانية يجيء الحسين، ابو ذر يصعد معراج الرفض، وذهب ليقود الحلم (مسلم بن عقيل)، ثم البنية الاستعارية المركبة وعرضته من خلال مسرحيتيه: نوح لا يركب السفينة، الجائزة، ومن ثم البنية البسيطة من خلال عرض مسرحيتيه: حرية بكف صغير والديك النشيط.
* تألق.. رواية لفاضل الموسوي
صدر للقاص والروائي فاضل عباس الموسوي رواية تحمل عنوان (تألق) من 168 صفحة من الحجم المتوسط، وتضمنت على اربعة فصول، الرواية اجتماعية انسانية، واستخدم فيها كاتبها لغة ليست صعبة، تتحدث الرواية عن شاب جامعي يتعرف على زوجة ابيه الاستاذة الجامعية التي كان ابوه قد طلقها بعد ان فقد زوجته الثانية التي زوجها لاعتقاده ان الاولى عاقر، ولم يزل طفلا، وتأخذه الاستاذة معها ليتعرف على عائلتها بعد زواجها من شخص اخر، وحين يعود الى بيته الذي يسكنه مع عمته يقلب اوراقا تركها والده الرسام تحكي قصته كاملة، وزواجه من اخرى جزائرية، تعرف اليها في غربته، ومن ثم يقرأ في الاوراق التي اعطتها له زوجة ابيه وهي تحكي حكايتها مع ابيه، وفي الاخير تعود المحبة لتكلل الجميع وقد انضم الشاب الى عائلة زوجة ابيه وتزوج من ابنة زوجها مع حصوله على فرصة السفر الى فرنسا لاكمال دراسته ولقائه بخاله.
*فراشات ضياء سالم
وصدر للقاص ضياء سالم عن دار الشؤون الثقافية العامة مجموعته القصصية التي تحمل عنوان (فراشات بيض) وهي بـ (104) صفحة من الحجم المتوسط، ضمت عشر قصص قصيرة حملت عناوين: فراشات بيض، حفلة الدم، احتفالية الدراهم، احزان السنون، صاء باء، عواء في منتصف الحكمة، مشاهد من اجازة دورية، اشباح جوجو، السادس باء وخطوط مشتركة، وقد جاء الغلاف الاخير من المجموعة مزينا بكلمة للناقد الدكتور حسين سرمك جاء فيها: ظل ضياء سالم وفيا لتناول الجسور لمظاهر الخراب الشامل، ذلك الموت والجنون والحرب والتمزق والعزلة والاكتئاب، في القصص سيجد القاريءذلك الخيط الاسود المدمى يلون وقائعها حد الغثيان، وهو الخيط الاسود المدمى نفسه الذي نسجت منه وقائع حياتنا كاملة شعبا وافرادا.
* اخطاء الانثى لخالد الخزرجي
كما صدر مؤخرا للشاعر خالد الخزرجي مجموعته الشعرية (اخطاء الانثى) التي تضمنت على (18) نصا، ذيلت اغلبها بتواريخ مختلفة تمتد الى نهاية التسعينيات وصولا الى عام 2006، تضمنت نصوصا عاطفية ووطنية، وهي التاسعة له ضمن اصداراته الشعرية، وقد حمل الغلاف الاخير للمجموعة مقطعا مختارا من نص يقول فيه:
يا فارعة..
يا اجمل فارعة..
ايتها المغروقة بالطيب
اتطلع الى وجهك القمحي
ارى مرايا غدي
وبصمات شفتي
تندلقان على اضمامتين تسيلان دما
واريجا رائقا
انتظريني عند شروق الوج
في قلبك واغتلام الغبش!.