تلخيص الرواية
انكسر برميل مملؤ بالنبيذ الاحمر فى احد شوارع حى (سانت انطوان ) الذى يعتبر من افقر احياء مدينة باريس و اكثرها بؤسا .. وعلى الفور ترك جميع الناس اعمالهم واسرعوا الى حيث تحطم البرميل .. واخذوا يحاولون شرب قطرات النبيذ قبل ان تبتلعها الارض , وخلع بعضهم ثيابه واخذ يغمسها فى النبيذ المسكوب ثم يعصرها فى فمه ..
وعلى ناصية الشارع كان هناك حانة فقيرة يقف امام بابها صاحبها .. ( المسيو ديفارج )
بينما كانت زوجته ( مدام ديفارج ) منهمكة بشغل الابرة بداخل الحانة .. وبعد لحظات وصل رجل عجوز هو ( مستر جارفيس لورى ) ومعه شابه صغيرة اسمها الانسة لوسى مانيت .. ولهذه البائسة قصة غريبة بدأت فى طفولتها .. حين ماتت امها .. وبعد ان اختفى ابوها الدكتور مانيت .. ولم يعد احد يعرف مصيره .. وقد ارسلت الطفلة لوسى الى انجلترا .. حيث كان ابوها يحتفظ بأمواله فى بنك انجليزى هو ( بنك تلسون )
وتم تعيين المستر جارفيس لورى الذى كان يعمل بنفس البنك والذى كان صديقا للدكتور مانيت .. وصيا على هذه الطفلة وتولى العناية بمنشئتها وتعليمها .. وقد استعان المستر لورى بسيدة انجليزية تدعى ..مسز بروس .. لتقوم بتربية الطفلة ورعايتها .. فقامت هذه السيدة بواجبها خير قيام ..حتى اصبحت بمثابة الام للطفلة اليتيمة .. ومرت السنوات الطوال واصبحت الطفلة لوسى شابة رقيقة جميلة
كان الجميع يظنون ان الدكتور مانيت قد توفى بعد ان انقطعت اخباره .. ولكن اخبارا جديدة وصلت تؤكد ان الدكتور مانيت مازال حيا .. وانه كان مسجونا بسجن الباستيل بباريس .. وقد اطلق سراحه اخيرا وانه الان فى رعاية المسيو ديفارج .. صاحب الحانة والذى كان يعمل من قبل فى خدمة الدكتور
لذلك فقد جاءت الانسة لوسى مانيت ومعها المستر لورى .. للقاء بوالدها وبحث احواله .. التى سمعت انها سيئة الى حد كبير , واخذهما مسيو ديفارج الى حجرة صغيرة بأعلى الحانة .. وما ان فتح باب تلك الحجرة حتى اصيبت لوسى بالخوف والهلع .. حين رات اباها الدكتور وقد ابيض شعره وانحنى ظهره .. وكان منهمكا فى صناعة الاحذية مستخدما منضده صغيرة عليها عدده وادواته
كان منظر الدكتور فى غاية البؤس ,, وهو منكب على على صناعة حذاء حريمى لدرجة انه لم يلحظ احدا ممن دخلوا الى حجرته يريدون الحديث معه
تقدم صديقه العجوز مستر لورى .. اليه .. وسأله فى صوت هادىء الا تذكرنى .. فلم يرد وسأله .. ما أسمك .. فقال بصوت ضعيف .. اسمى مائة وخمسة البرج الشمالى وكان يشير بهذا الى رقم الزنزانة التى سجن فيها بسجن الباستيل الرهيب
وسأله هل كانت صناعة الاحذية هى حرفتك بالسجن .. واخيرا قال مستر لورى .. يا صديقى الدكتور مانيت الا تذكرنى ؟ انا جارفيس لورى .. صديقك الموظف ببنك تلسون بأنجلترا
نظر اليه الدكتور المسكين بضعف وانكسار .. ثم انهمك من جديد فى صناعة الحذاء .. وعندئذ اقتربت منه ابنته لوسى وملء عينيها العطف والشفقة ..ووضعت يدها بحنان فوق ذراعه .. فالتفت اليها وسألها هل انت ابنة سجانى فى الباستيل ؟.. ثم بدأ ينظر اليها فى اهتمام .. ويتحسس شعرها الذهبى ويبدو كما لو انه افاق على حقيقة غريبة .. ومد يده الى صدره .. واخرج قطعة ملفوفة منالقماش .. يحتفظ بداخلها ببضع شعيرات ذهبية .. واخذ يتفحصها ويقارنها بشعر لوسى وبدت على وجهه كل مظاهر الحيرة ..
وهنا قالت لوسى بعد ان ضمت راس ابيها الى صدرها .. ستعرف من انا فيما بعد .. ولكنى ارجوك الان ان تمنحنى بركاتك .. وان تشكر الرب على نجاتك من تلك المحنة الرهيبة .. سأخذك معى الى انجلترا لتعيش فى سلام .. وذهب مستر لورى ومسيو ديفارج للإعداد لرحلة السفر الطويلة .. وبقيت الانسة لوسى مع والدها الدكتور مانيت .. الذى نام على ذراعها كطفل صغير برىء .. وعندما عاد الرجلان ايقظاه والبساه ملابس جديدة .. ووضعت لوسى يدها فى يده و ساعدته على نزول درجات السلم ..
وفى محكمة اولد بيلى بلندن .. انعقدت جلسة خاصة لمحاكمة شخص يسمى ( تشارلس دارنى )
كان متهما بجريمة .. مساعدة اعداء ملك انجلترا بناء على شهادة الشهود الذين كانوا حاضرين بالجلسة .. وكان الدكتور مانيت وابنته لوسى ضمن هؤلاء الشهود .. الذين ذكروا انهم شاهدوا المتهم على ظهر السفينة التى كانت مبحرة من فرنسا الى انجلترا .. وحاول النائب العام ان يثبت بكل الطرق ان المتهم قد ارتكب تلك الجريمة .. ولكن مستر سترايفر محامى المتهم قد فند اقوال جميع الشهود وافسد شهادتهم واوضح عدم كفايتها ..وبذلك انتهى المحلفون الى قرارهم بأن المتهم غير مذنب ..
ولكن الانسة لوسى تأثرت جدا واغمى عليها .. لانها شعرت بأن شهادتها التى ذكرتها امام المحكمة .. رغم انها لم تكن تدين المتهم الا انها قد تتسبب فى ايذائه .. وذلك بالرغم من ان تشارلس دارنى هذا .. كان نبيلا فى تصرفه معها .. بل وساعدها كثيرا فى رعاية والدها اثناء الرحلة على ظهر السفينة .. وكان من الواضح ان شيئا ما من العواطف الرقيقة قد ربط بين الاثنين .. تشارلس دارنى ولوسى مانيت ..
سيدنى كارتون هو مساعد المستر سترايفر المحامى .. وقد بذل جهدا كبيرا فى المساعدة اثناء نظر القضية .. حتى حكم فى النهاية ببراءة مستر دارنى من التهمة التى كانت موجهه اليه ..ومن الغريب ان مستر كارتون يحس بشىء من عدم الارتياح للعلاقة بين مستر دارنى ولوسى مانيت ..
وكان الدكتور مانيت قد عاد الان الى حالته الطبيعية تماما .. واخذ يمارس مهنة الطب فى لندن .. ويقابل مرضاه فى البيت الذى استأجره هناك .. ومع ذلك فقد كان الجميع يعاملونه بلطف شديد .. خوفا من ان تعود اليه حالة فقدان الذاكرة التى انتابته حينما كان مسجونا بالباستيل بباريس ..
وكان اكثر الضيوف ترددا على منزل الدكتور مانيت وابنته هم المستر كارتون والمستر لورى .. والمستر تشارلس دارنى ..
بعد عدة شهور من رحيل الدكتور مانيت الى انجلترا .. وقعت احدى الحوادث البشعة فى مدينة باريس .. حيث داست عجلات العربة الفخمة ..التى كانت يستقلها الماركيز ايفرموند .. على طفل صغير فقتلته .. لقد كانت العربة منطلقة بأقصى سرعة فى شوارع باريس ..وحواريها الضيقة المملؤه بالرجال والنساء والاطفال .. من ابناء الشعب الفرنسى الفقير البائس .. الذين يبدون جميعا كالعبيد امام النبلاء فى فرنسا ..
توقفت عربة الماركيز ايفرموند قليلا .. بعد ان مات الطفل المسكين .. الذى حمله ابوه بين يديه وهو يبكى بكاءا مرا .. لم يهتم له الماركيز الذى اخرج كيس نقوده .. والقى بقطعة ذهبية على الارض كتعويض عن مقتل الطفل المسكين .. وانطلقت العربة بعد ذلك خارجة من باريس.. واتجهت الى الريف حيث وصلت الى المنظقة التى يقع فيها قصر الماركيز .. ايفرموند .. مارة بقرية صغيرة .. يعيش فيها عدد قليل من البؤساء الذين يعانون من دفع الضرائب الفادحة .. التى تفرضها عليهم الدولة والكنيسة .. وكان احد هؤلاء البؤساء هو عامل اصلاح الطرق .. الذى شاهد رجلا غريبا كان متعلقا بسلسلة اسفل عربة الماركيز .. واخبر الماركيز بذلك .. وطلب الماركيز ايفرموند من وكيله مسيو جابيل .. ان يحاول القبض على هذا الرجل ..
واخيرا دخل الماركيز الى قصره .. وقال للخدم انه يتوقع وصول ابن اخيه من لندن الى القصر .. وعرف من الخدم انه لم يصل بعد
وبينما كان الماركيز يتناول طعام عشائه .. وصلابن اخيه .. لقد كان هو نفس الشخص الذى يعيش فى لندن باسم تشارلس دارنى .. بينما اسمه الحقيقى هو تشارلس سانت ايفرموند .. وهو نبيل ينتمى الى تلك العائلة الفرنسية .. التى يرأسها الماركيز .. وكان من الواضح ان الماركيز .. وابن اخيه الذى ترك كل امواله .. واملاكه فى فرنسا كانا على غير وفاق.. وكان الشاب دارنى رافضا تماما تلك الغطرسة التى يتمتع بها نبلاء فرنسا .. فترك فرنسا وعمل فى انجلترا كمدرس للغة الفرنسية ..
وفى الصباح الباكر وجد الماركيز مقتولا بسكين .. مغروس فى قلبه وعلقت به ورقة تقول : هكذا انتقم جاكوس .. ارسلوه سريعا الى قبره ..
وعاد تشارلس دارنى الى انجلترا مرة اخرى .. حيث انتقل للعمل فى جامعة كمبردج كمدرس للغة والاداب الفرنسية .. وبمرور الشهور تمكن الحب من قلبه واصبح يتمنى الزواج من الانسة لوسى .. ابنة الدكتور مانيت .. وصرح لوالدها بأن هذا الحب والزواج ان تم فلن يكون سببا للفراق بين الدكتور وابنته
ولكى يكون دارنى صادقا مع الدكتور فقد اعترف له بأن اسم دارنى ليس اسمه الحقيقى .. بل ان له اسما فرنسيا مختلفا .. فطلب منه الدكتور الا يبوح الان باسم عائلته واسمه الحقيقى .. واكتفى الاثنان بالاقتناع بأنهما فرنسيان خرجا من فرنسا .. لعدم استطاعتهما العيش داخل الاحوال السيئة السائدة الان فى بلدهما و التى تسوء يوما بعد يوم وتوشك على الانفجار من شدة الظلم الواقع على الشعب .. وقبل ان يفترق الاثنان .. وافق الدكتور لمستر دارنى على ان يفاتح لوسى فى حبه لها وطلب الزواج منها ....
ومن الغريب ان المستر كارتون الذى يعمل مساعدا لمستر سترايفر المحامى كان يحب لوسى مانيت هو الاخر.. بل واعترف له بحبه وتجرأ على طلب الزواج منها .. ولكنها اخبرته فى لطف وادب شديد انها تحترمه ولكنها لاتحبه.. ولا تستطيع ان تقبل الزواج منه .. فبكى مستر كارتون من شدة التأثر.. وطلب منها ان تحتفظ بذكرى هذا الاعتراف كسر لا يعرفه احد سواهما .. فوعدته بذلك .. واقسم لها بأنه سيظل مستعدا طول عمره لفدائها وفداء جميع من تحبهم الان ومن سوف تحبهم فى المستقبل ..
وفى فرنسا علم اهالى حى سانت انطوان ..بأن والد الطفل الذى قتل تحت عجلات عربة الماركيز .. قد قبض عليه بتهمة قتل الماركيز .. وشنقوه بنفس القرية التى يقع بها قصر الماركيز ايفرموند .. واصبح من الواضح الان ان مسيو ديفارج .. صاحب الحانة فى حى سانت انطوان يترأس جماعة من افراد الشعب الذين امتلأت قلوبهم بالحقد على طبقة النبلاء .. والذين قرروا فيما بينهم قتل وابادة جميع افراد عائلة ايفرموند ..وان يحرقوا القصر الذى تعيش فيه هذه العائلة النبيلة الظالمة .