إما تكون أو لا تكون - عبد الجبار الحمدي
أمسكت بأطرافي وأنا أتسلق المنصة لأقف خلف منبرها لألقي كلماتي وأيدي هاجسي تتمسك بي وتقول إلى أين وماذا تقرأ ... فليلة أمس سمعت ما كتبت ولكن ... أترى هناك من يحس ويجيب ...
لم أبالي وقفت وأخرجت ورقتي وهزتني عاصفة الموقف وهول المكان فكلهم مسئولين وضباط وقادة , وها أنا أقف ألان بيدي القيادة لانتقاد سلبيات زمني الجديد ... وقرأت
سادتي الكرام ....
نون وما يسطرون ...
وهل الذي يسمع عاقل والذي يقرأ مجنون
أم ترانا نقضي زمنا في متاهات وحديث جانبي وبعدها مجون ...
من أنا ... سؤال ذو شجون
عراقي انهمرت دموعه عتباً على حقه المرهون ...
هو يلهم الجوع وغيره .. المن والسلوى عزفت عنها البطون
أسألكم سادتي .. وعذرا لجرأتي ...
ألا تُحسون ... فلست بوقا
أو عازف طبل يرفل للقمة بما تُوَقِعون
سادتي وقفت اليوم أحمل عتبا فلا تنزعجون ...
اسمحوا لي .. فالعراق والمنبر مني يطلبون ....
أين ما كنتم به ... تَدَعون ...
وحدةً وازدهار واستقرار وسِلمٌ يُكَحل العيون
كنا في سجن يَحكمه سَجان بآلاف من الفنون
واليوم تغير السجن وأصبح به الأهل والعشير..
والأغراب سجانون ....
جلابيب ممزقة وغربة وبطالة وضياع حقوق ..
بيد من عنا مسئولون ...
ترتع جيوبهم بثرواتنا ونحن لنا الأسمال غطاء جفون ..
تزاحمت تعددية العراق بديمقراطية بينكم ..
وضاع العراق بين كاف ونون ...
فالقوي يأكل الضعيف .. ومن ليس له ظهر
يضرب على البطون ...
تعلمون ان الحقيقة مرةً .. تبلعونها قيحاً
وفي الخفاء منها تتقيؤن ...
سادتي ماذا أحكي وأنا خلف المنبر ...
ومن يقف خلفه يكون ...
كمن يقف بين يدي الله حين صلاة
يعترف بكل ما في قلبه مكنون ...
سادتي هل كذلك ما تفعلون ...
حين تمسون وحين تصبحون ..
سادتي هل ضقتم ذرعا بي وما أقول ....
أم قلتم كلام سمعنا مثله أنه معتوه مغبون ...
سادتي شكواي العراق وأهله ..
فعذرا إذا قلت ... سادتي
ألا تخجلون ...
يا من كنتم منا في يومٍ ...
واليوم تبرأتم وبخيراتنا ترفلون
وبنا كبرتم وأصبحتم علينا
ولاة مسئولون ..
ألا تنبض فيكم نقطة الغيرة على العراق وأهله ...
من فُساد سارقون .....
تعلمون بهم .. ولمصالح حقيقية توارون ..
فكم بلاء يصيب الأهل ولا تبالون ..
وكم تجمع النفس من حرام حتى تكتفون ...
الى متى نبقى نأمل وأنتم في تيه ضائعون ....
هلموا انهضوا صححوا الأخطاء ..
ودعوا الأنا العقيمة وما تستنبطون
فالحياة سادتي ليست طولية ..
إما تكون فيها أو لا تكون ...
عبد الجبار الحمدي