عتاب رقيق للشعر - اســـحق قومي
حوى في سرّهِ كنزَ همومي ---
َعلامَ أشتكي همي جِهارا ؟!!
حصدني قبلَ موسمه ِ يباساً ---
وأحيَّ الجذرَ إنْ يَبُستْ قِفارَ
وهلاَّ المزنُ يُحيِّ اليابساتِ ---
وأشرقَ نورُهُ بينَ العذارى
سألتُ الليلَ فزدانتْ نجومٌ ---
وهلاَّ البدرُ في الفجرِ انتشارا
قواف ٍ من فنون ِ العِشقِ تهفو ---
تصدَّرتُ بها معنىً وغارا
أَتتني إذْ بها وهجُّ السنين ِ ---
فأخفتْ سرِّها جهراً مرارا
كأنَّ في ظِلالِ العزِّ تغفو ---
فأشعلتُ بها ليلي نهارا
أَضاءتْ في صحاري العُمرِّ بدراً ---
تبدّى إذْ به ِ ظلي انكسارا
كأنَّ من دمي فيضُ القوافي ---
تُهيىء للهوى ديراً مزارا
خلقتُكَ من شِغافِ الفكرِ حُراً ---
تجوبُ الرّوحَ تُعشبها اخضرارا
خلقتُكَ كي أُناجي الحبَّ همساً ---
فكُنتَ الوحيَّ للعِشقِ سُكارى
ثلاثٌ قبلُها صفرٌ وتسعٌ ---
شربتُ منكَ أَكواباً جِرارا
حسدني فيهِ أعداءُ زماني ---
وكمْ من مرة ٍ غابَ وجارا
أسوّي فيه ِ أشتاتِ ظنوني ---
صديقُ الرّوح ِ إنْ قُلتُ: سمارا
يُلملمُ من هبوبِ العاصفات ِ ---
ويُجري الرّيحَ إنْ سكتتْ مسارا
يواصلُ في نبوءاتِ زماني ---
ويُحيّ الذِكرَ إنْ اخفتْ حجارا
بنيتُ الرّوحَ محراباً لقُدسٍ ---
فكانَ الشعرُ آياتي اختصارا
أبشرُ فيكَ ما غابتْ شموسٌ ---
وتبقى ظليَّ ، فكري، ازدهارا
ستبقى بعدَ أن يغفو سراجي ---
وألمحُ فيكَ أكواناً ديارا
ستبقى طائراً غريدَ يُشجي ---
وأبقى في سجون ِ الجسم ِ نارا
فمرحى يا صبابات ِ رهيف ٍ ---
وهيّا عانقي مجداً وغارا
***
شتاتلون .ألمانيا في 5/4/2005م
اسحق قومي
شاعر وأديب سوري مقيم في ألمانيا
Sam1541_(at)_hotmail.com