ومنه قوله تعالى : ( وما أدراك ما هي . نار حامية ) 1 .
نار : خبر لمبتدأ محذوف في جواب السؤال . التقدير : هي نار .
وقوله تعالى : ( إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون متاع في الدنيا ) 2 .
متاع : خبر لمبتدأ محذوف وهو جواب لسؤال ، والتقدير : ذلك متاع .
وقوله تعالى : ( وما أدراك ما الحطمة . نار الله الموقدة ) 3 .
نار الله : خبر لمبتدأ محذوف في جواب السؤال ، أي : هي نار الله .
وقد ذكر ابن هشام في المغني أن المبتدأ يكثر حذفه في جواب الاستفهام . (4)
2 ـ إذا كان في الجملة ما يشير إليه .
نحو قوله تعالى : ( من عمل صالحا فلنفسه ومن أساء فعليها ) 5 .
فلنفسه : في محل رفع خبر ، والضمير في محل جر بالإضافة ، والمبتدأ محذوف ، وكذلك قوله : من أساء فعليها .
والتقدير : من عمل صالحا فعمله لنفسه ، ومن أساء فإساءته عليها .
حذف المبتدأ والخبر معا :
يجوز أن يحذف المبتدأ والخبر معا إذا دل عليهما دليل .
نحو : الذين فازوا في مسابقة الإلقاء لهم جوائز ، والذين ساهموا أيضا .
والمحذوف : لهم جوائز . وهو مبتدأ وخبر ، أي والذين ساهموا أيضا لهم جوائز .
ونحو قوله تعالى : ( واللائي يئسن من المحيض من نسائكم إن أرتبتم فعدتهن ثلاثة أشهر واللائي لم يحضن ) 6 .
ــــــــــــ
1 ـ 10 ، 11 القارعة . 2 ـ 69 ، 70 يونس .
3 ـ 5 ، 6 الهمزة .
4 ـ انظر المغني ج2 ص 629 .
5 ـ 46 فصلت . 6 ـ 4 الطلاق .
والتقدير : واللائي لم يحضن فعدتهن ثلاثة أشهر . فانحذفت جملة كاملة مكونة من المبتدأ والخبر .
2 ـ ويحذفان في الجواب بنعم عن سؤال . كأن تسأل : أأنت مسافر ؟
فتقول : نعم ، أي : نعم أنا مسافر ، فحذفت جملة أنا مسافر المكونة من المبتدأ " أنا " والخبر " مسافر " .
نماذج من الإعراب
1 ـ قال تعالى { والله واسع عليم } 261 البقرة .
والله : الواو حرف عطف ، الله لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة .
واسع : خبر مرفوع بالضمة الظاهرة .
عليم : خبر ثان مرفوع بالضمة الظاهرة .
والجملة معطوفة على ما قبلها .
2 ــ قال تعالى : ( أ راغب أنت عن آلهتي يا إبراهيم ) 26 مريم
أ راغب : الهمزة للاستفهام حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب ، راغب مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة على آخره .
أنت : ضمير منفصل مبني على الفتح في محل رفع فاعل سد مسد الخبر ، ويجوز فيه أن يكون مبتدأ وراغب خبر مقدم .
عن آلهتي : جار ومجرور متعلقان براغب ، وآلهة مضاف ، والياء ضمير متصل مبنى على السكون في محل جر مضاف إليه .
يا إبراهيم : يا حرف نداء ، إبراهيم منادى علم مبني على الضم في محل نصب .
3 ـ قال تعالى : { وما من إله إلا الله } 62 آل عمران .
وما : الواو استئنافية ، وما نافية لا عمل لها .
من إله : من حرف جر زائد ، إله اسم مجرور لفظا مرفوع محلا مبتدأ .
إلا : أداة حصر لا عمل لها .
الله : لفظ الجلالة خبر مرفوع بالضمة . والجملة لا محل لها من الإعراب مستأنفة . ويجوز أن نعتبر الخبر محذوفا تقديره : لنا ، أي : وما من إله لنا .
ويكون " الله " في هذه الحالة بدل من " إله " مرفوع على المحل . وهذا ليس موضعه وذكرناه للفائدة .
4 ـ قال تعالى { وأن تصوموا خير لكم }184 البقرة .
وأن : الواو للاستئناف بغرض تقرير الأفضلية ، أن حرف مصدري ونصب .
تصوموا : فعل مضارع منصوب بأن وعلامة نصبه حذف النون ؛ لأنه من الأفعال الخمسة ، وواو الجماعة في محل رفع فاعل .
والمصدر المؤول بالصريح في محل رفع مبتدأ تقديره : صيامكم .
خير : خبر مرفوع بالضمة .
لكم : جار ومجرور متعلقان بخير .
5 ـ قال تعالى : { ولعبد مؤمن خير من مشرك } 221 البقرة .
ولعبد : اللام لام الابتداء حرف مني لا محل له من الإعراب ، وعبد مبتدأ مرفوع بالضمة .
مؤمن : صفة مرفوعة بالضمة .
خير : خبر مرفوع بالضمة .
من مشرك : جار ومجرور متعلقان بخير .
6 ـ قال تعالى : { وطائفة قد أهمتهم أنفسهم } 154 آل عمران .
وطائفة : الواو حرف استئناف ، طائفة مبتدأ مرفوع بالضمة ، وسوغ الابتداء بها مع تنكيرها صفتها المحذوفة ، دل عليها ما قبلها ، والتقدير : من غيركم .
قد همتهم : قد حرف تحقيق مبني على السكون ، همتهم فعل ماض ، والتاء تاء التأنيث الساكنة ، والهاء ضمير متصل مبنى على الضم في محل نصب مفعول به .
أنفسهم : فاعل مرفوع بالضمة ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه .
والجملة الفعلية في محل رفع خبر .
وجملة طائفة لا محل لها من الإعراب مستأنفة .
7 ـ قال تعالى : { كل له قانتون ) 116 البقرة .
كل : مبتدأ مرفوع بالضمة .
له : جار ومجرور متعلقان بقانتون .
قانتون : خبر مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم .
8 ـ قال تعالى : { كل يعمل على شاكلته } 84 الإسراء .
كل : مبتدأ مرفوع بالضمة .
يعمل : فعل مضارع مرفوع بالضمة ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو .
على شاكلته : جار ومجرور متعلقان بيعمل ، والضمير المتصل في محل جر بالإضافة . والجملة الفعلية في محل رفع خبر المبتدأ .
9 ـ قال تعالى : ( أ إله مع الله ) 60 النمل .
أ إله : الهمزة للاستفهام حرف مبني لا محل له من الإعراب ، إله مبتدأ مرفوع .
مع الله : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر .
10 ـ قال تعالى : { لكل أجل كتاب } 38 الرعد .
لكل : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر مقدم ، وكل مضاف .
أجل : مضاف إليه مجرور بالكسرة .
كتاب : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة .
11 ـ قال تعالى : { وفوق كل ذي علم عليم } 76 يوسف .
وفوق : الواو للاستئناف ، فوق ظرف مكان منصوب بالفتحة وشبه الجملة متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر مقدم ، وهو مضاف .
كل ذي : كل مضاف إليه مجرور بالكسرة ، وهو مضاف ، ذي مضاف إليه مجرور بالياء لأنه من الأسماء الستة ، وذي مضاف .
علم : مضاف إليه مجرور بالكسرة .
عليم : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة .
12 ـ قال تعالى : { قول معروف ومغفرة خير من صدقة يتبعها أذى } 263 البقرة .
قول : مبتدأ مرفوع بالضمة . معروف : صفة مرفوعة بالضمة .
ومغفرة : الواو حرف عطف ، مغفرة معطوفة على قول مرفوعة بالضمة .
خير : خبر مرفوع بالضمة . من صدقة : جار ومجرور متعلقان بخير .
يتبعها : فعل مضارع مرفوع بالضمة ، والهاء ضمير متصل مبني على الفتح في محل نصب مفعول به .
أذى : فاعل مرفوع بالضمة ، وجملة يتبعها في محل جر صفة لصدقة .
13 ـ قال تعالى : { سلام على آل يسن } 130 الصافات .
سلام : مبتدأ مرفوع بالضمة ( وسوغ الابتداء بها أنها أفادت الدعاء ) .
على آل : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر ، وآل مضاف .
ياسين : مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الفتحة نيابة عن الكسر لمنعه من الصرف للعلمية والعجمة .
1 ـ قال الشاعر :
كم عمة لك يا جرير وخالة فدحاء قد ملكت عليّ عشاري
كم : يجوز فيها أن تكون خبرية ، وأن تكون استفهامية .
عمة : يجوز فيها الجر على اعتبار أن كم خبرية في محل رفع مبتدأ ، وخبره جملة ملكت ، وعمة تمييزها مفرد مجرور بالإضافة .
وأما النصب على اعتبار أن كم استفهامية في محل رفع مبتدأ ، وخبره جملت ملكت أيضا ، وعمة تمييز كم الاستفهامية منصوب بالفتحة .
أما الرفع فعلى اعتبار أن كم خبرية ، أو استفهامية قي محل نصب على الظرفية متعلق بملكت ، أو مفعول مطلق عامله ملكت ، وعلى هذين الوجهين تكون " عمة " مبتدأ مرفوع بالضمة ، وجملة ملكت في محل رفع خبر .
وتمييز كم على هذا الوجه محذوف فإن جعلناها خبرية يقدر تمييزها مجرورا ، وأن جعلناها استفهامية يقدر تمييزها منصوبا .
لك : جار ومجرور متعلقان بمحذوف صفة لعمة .
يا جرير ك يا حرف نداء ، وجرير منادى علم مبني على الضم في محل نصب .
خالة : معطوفة على عمة ولها حالات إعرابها .
فدعاء : صفة لخالة لها إعراباتها السابقة .
وقد حذف صفة لعمة مماثلة لها كما حذف صفة لخالة مماثلة لصفة عمة ، والتقدير قبل الحذفين : كم عمة لك فدعاء ، وكم خالة لك فدعاء .
الشاهد قوله : كم عمة . فعلى رواية الرفع جاءت مبتدأ مع أنها نكرة ، وسوغ الابتداء بها وقوعها بعد كم الخبرية .
وقد ذكر أحد المعربين أن الذي سوغ الابتداء بعمة وهي نكرة ، أنها جاءت موصوفة بالجار والمجرور " لك " ن وبفدحاء المحذوف الذي يرشد إليه وصف خالة به ، وليس بكم الخبرية ، وأرى أن كلا من كم الخبرية ، والوصف المذكور والوصف المحذوف كانا مسوغين للابتداء بها والله أعلم .