147 ـ قال تعالى : { وزوجناهم بحور عين } 54 الدخان .
وزوجناهم : الواو حرف عطف ، وزوجناهم فعل وفاعل ومفعول به ، والجملة عطف على يلبسون .
بحور : جار ومجرور متعلقان بزوجناهم . عين : نعت مجرور لحور .
سادسا ـ المشبه بالمفعول به :
يجوز في معمول الصفة المشبهة إذا كان معرفة الرفع لأنه فاعل .
نحو : محمد حسنٌ وجهُهُ .
فإن قصد به المبالغة حولنا الإسناد عن الفاعل إلى الضمير المستتر في الصفة المشبهة ، والعائد إلى ما قبلها ، ونصبنا ما كان فاعلا تشبيها له بالمفعول به .
فنقول : محمد حسنٌ وجهَهُ ، أو : حسنٌ الوجهَ .
فـ " فوجهَهُ ، أو الوجهَ " مشبه بالمفعول به منصوب بالفتحة ، ولا يصح أن نعتبرها مفعولا به ، لأن الصفة المشبهة لازمة لا تتعدى لمعمولها ، ولا يصح نصبه على التمييز ، لأن الاسم معرفة بإضافته إلى الضمير ، أو بـ " أل " التعريف ، والتمييز لا يكون إلا نكرة .
سابعا ـ هناك علامتان يجب توفرهما في الفعل المتعدي إلى المفعول به ، أوأكثر ، هما :
1 ـ أن يصح اتصاله بضمير الغائب " الهاء " . نحو : كتبه ، أرسله ، كافأه .
إذ إن الفعل اللازم لا يصح اتصاله بذلك الضمير .
فلا نقول : ذهبته ، وجلسته .
2 ـ أن يصاغ منه اسم مفعول تام على وزن " مفعول " .
نحو : كتب ـ مكتوب ، أكل ـ مأكول ، ضرب ـ مضروب .
ولا يصح أن يصاغ من الفعل اللازم ، فلا نقول : مذهوب ، ومجلوس .
ثامنا ـ يجوز في أفعال القلوب " ظن " وأخواتها حذف أحد مفعوليها ، أو حذف المفعولين معا .
148 ـ فمثال الأول قوله تعالى : { اتخذوه وكانوا ظالمين }1 . أي اتخذوه إلها .
ـــــــــــــــ
1 ــ 148 الأعراف .
ومنه قول عنترة :
ولقد نزلت فلا تظني غيره مني بمنزلة المحب المكرم
فحذف أحد المفعولين ، والتقدير : فلا تظني غيره حاصلا .
غير أن حذف أحد المفعولين عند أكثر النحويين ممتنع ، لأنه لا يجوز الاقتصار على المفعول الأول ، لأن الشك والعلم وقعا في المفعول الثاني ، وهما معا كالاسم الواحد ، ومضمونهما معا هو المفعول به في الحقيقة ، فلو حذفت أحدهما كأن حذفت بعض أجزاء الكلمة الواحدة إلا أن الحذف وارد مع القرينة .
ومثال الثاني : 149 ـ قوله تعالى : { أين شركائي الذين كنتم تزعمون }1 .
فالمفعولان محذوفان : أحدهما عائد للموصول ، أي : تزعمونهم شركاء .
وقدرهما ابن هشام في المغنى بقوله : تزعمون أنهم شركاء . أي من " أن " ومعموليها ، لأن زعم في الغالب لا يقع على المفعولين صريحا ، بل على أن
وصلتها . 150 ـ ومنه قوله تعالى : { وإن هم لا يظنون }2 .
فحذف المفعولين ، وحذفهما جائز ، والتقدير : يظنون ما هو نافع لهم .
تاسعا ـ إذا كان المفعول به تابعا لجواب " أما " وجب تقديمه على عامل الفعل ـ " لا " الناهية ـ إذا انعدم الفاصل بين " ما " والجواب .
151 ـ نحو قوله تعالى : { فأما اليتيم فلا تقهر }3 .
وقوله تعالى : { وأما السائل فلا تنهر }4 .
فـ " اليتيم ، والسائل " كل منهما منصوب بالفعل بعده ، والفاء غير فاصلة بين الفعل ومعموله ، ولا مانعة {5 } .
ــــــــــــــــــ
1 ـ 62 القصص . 2 ـ 178 البقرة .
3 ـ 9 الضحى . 4 ـ 10 الضحى .
5 ـ إملاء ما من به الرحمن ج2 ص155 .
نماذج من الإعراب
148 ـ قال تعالى : { اتخذوه وكانوا ظالمين } 148 الأعراف .
اتخذوه : اتخذ فعل ماض ، وواو الجماعة في محل رفع فاعل ، والهاء في محل نصب مفعول به أول ، والمفعول به الثاني محذوف تقديره : إلهاً .
والجملة مستأنفة لا محل لها من الإعراب مسوقة لتكون جواباً عن سؤال نشأ من سياق الكلام ، أي : فكيف اتخذوه ؟ .
وكانوا : الواو حرف عطف ، وكان واسمها في محل رفع .
ظالمين : خبرها منصوب بالياء ، والجملة معطوفة على ما قبلها .
149 ـ قال تعالى : { أين شركائي اللذين كنتم تزعمون } 62 القصص .
أين : اسم استفهام في محل نصب على الظرفية المكانية متعلق بمحذوف في محل رفع خبر مقدم .
شركائي : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة المقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة ياء المتكلم ، وياء المتكلم في محل جر بالإضافة ، وجملة شركائي في محل نصب مقول قولٍ سابق . اللذين : اسم موصول في محل رفع صفة لشركائي .
كنتم : كان واسمها في محل رفع .
تزعمون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون ، وواو الجماعة في محل رفع فاعل ، ومفعولا تزعمون محذوفان تقديرهما : تزعمونهم شركائي .
والجملة الفعلية في محل نصب خبر كان .
وجملة كنتم تزعمون لا محل لها من الإعراب صلة الموصول .
150 ـ قال تعالى : { وإن هم إلا يظنون } 78 البقرة .
وإن : الواو للحال ، وإن نافية لا عمل لها . هم : ضمير في محل رفع مبتدأ .
إلا : أداة حصر لا عمل لها لتقدم النفي .
يظنون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون ، والواو في محل رفع فاعل ، والجملة الفعلية في محل رفع خبر المبتدأ " هم " .
ومفعولا ظن محذوفان ، وحذفهما جائز ، والتقدير : يظنون ما هو نافع لهم .
وجملة إن وما بعدها في محل نصب حال .
151 ـ قال تعالى : { فأما اليتيم فلا تقهر } 10 الضحى .
فأما : الفاء هي الفصيحة ، وأما حرف شرط وتفصيل .
اليتيم : مفعول به مقدم لتقهر . فلا : الفاء رابطة لجواب الشرط ، ولا ناهية .
تقهر : فعل مضارع مجزوم بلا ، وفاعله ضمير مستتر وجوباً تقديره أنت .
حالات عمل أفعال القلوب
لأفعال القلوب من حيث العمل ثلاثة أحوال : ـ
أولا ـ الإعمال : ـ
بمعنى أنها تدخل على المبتدأ والخبر ، وتعمل فيهما النصب ، ويكونان مفعولين للفعل ، وقد مثلنا له سابقا ، وعملها واجب إذا تقدمت على معموليها ، أما إذا توسطت فعملها جائز . نحو : زيدا ظننت مسافرا .
أو إذا تأخر الفعل . نحو : زيدا مسافرا ظننت .
ففي هاتين الحالتين : يجوز إعمال الفعل ، ويجوز إهماله .
وفي حالة الإهمال يعرب الاسم الواقع قبل الفعل مبتدأ ، والجملة بعده في محل رفع خبر إذا كان الفعل متوسطا بين الاسمين ، وإذا كان الفعل متأخرا أعربا مبتدأ وخبرا .
ثانيا ـ الإلغاء :
وهو إبطال عمل أفعال القلوب بنوعيها في اللفظ ، وفي المحل معا إذا توسطت معمليها ، أو تأخرت عنهما .
نحو : محمد ظننت حاضر ، وعمرو حسبت متأخر .
ففي هذه الحالة يلغى عمل ظن وحسب ، وما دخل في بابهما من الأفعال ، ويشمل الإلغاء عدم العمل في لفظ الكلمة المعمول فيها ،وفي محلها أيضا .
فـ " محمد " مبتدأ ، وظننت جملة اعتراضية لا محل لها من الإعراب ، و " مسافر " خبر . وقس على ذلك .
ثالثا ـ التعليق :
وهو إبطال عمل تلك الأفعال في اللفظ دون المحل ، وذلك إذا تلا الفعل ما له الصدارة في الكلام كالآتي :
1 ـ لام الابتداء . نحو : علمت لخالد موجود .
فقد علق عمل الفعل عن لفظ المعمول ، ولكنه لم يعلق في المحل أو التقدير ،
فيكون " خالد " مرفوعا لفظا منصوبا محلا .
152 ـ ومنه قوله تعالى : { ولقد علموا لمن اشتراه ما له في الآخرة من خلاق }1 . ومنه قوله تعالى : { والله يعلم إنك لرسوله }2 .
وقد منع بعض النحاة التعليق في باب أعلم خاصة ، والصحيح جوازه ، واستشهدوا عليه 21 ـ بقول الشاعر : بلا نسبة
حذار فقد نبئت إنك للذي ستجزى بما تسعى فتسعد أو تشقى
فعلق الفعل " نبئت " عن العمل لاتصال خبر إن باللام ، ولولا اتصال اللام بخبرها لكانت همزتها مفتوحة بعد الفعل نبأ .
2 ـ لام جواب القسم . نحو : علمت ليحضرن أخوك .
والتقدير : علمت والله ليحضرن أخوك .
22 ـ ومنه قول لبيد :
ولقد علمت لتاتين منيتي إن المنايا لا تطيش سهامها
فقد علق الفعل " علم " عن العمل في لفظ المعمول دون محله ، ولوعمل فيهما لكان التقدير : علمت منيتي آتية .
منيتي : مفعول به أول . والجملة الفعلية في محل نصب مفعول به ثان .
3 ـ لا النافية . نحو : ظننت لا محمد قائم ولا أحمد
ونحو : علمت لا طالب في الفصل ولا مدرس .
4 ـ ما النافية . 153 ـ نحو قوله تعالى : { لقد علمت ما هؤلاء ينطقون }3 .
وقوله تعالى : { ويعلم الذين يجادلون في آياتنا ما لهم من محيص }4 .
ــــــــــــــــــ
1 ـ 102 البقرة . 2 ـ 1 المنافقون .
3 ـ 65 الأنبياء . 4 ـ 35 الشورى .
وقوله تعالى : { قالوا لقد علمت ما لنا في بناتك من حق }1 .
5 ـ إن النافية . نحو قوله تعالى : { وتظنون إن لبثتم إلا قليلا }2 .
6 ـ الاستفهام بالهمزة .
154 ـ كقوله تعالى : { وإن أدري أقريب أم بعيد ما تدعون }3 .
أو بأي . 155 ـ نحو قوله تعالى : { وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون }4 .
وقوله تعالى : { ولتعلمن أينا أشد عذابا وأبقى }5 .
7 ـ الاستفهام بكم نحو قوله تعالى : ( ألم يروا كم أهلكنا من قبلهم من قرن }6 .
8 ـ الاستفهام بأنَّى . 156 ـ نحو قوله تعالى : { ثم انظر أنى يأفكون }7 .
9 ـ الاستفهام بأيان . 157 ـ نحو قوله تعالى : { يسألون أيان يوم الدين }8 .
10 ـ الاستفهام بكيف . 158 ـ نحو قوله تعالى : { فستعلمون كيف نذير }9 .
وقوله تعالى : { ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل }10 .
11 ـ الاستفهام بما . 159 ـ نحو قوله تعالى : { وما أدراك ما الحاقة }11 .
وقوله تعالى : { وما أدراك ما ليلة القدر }12 .
12 ـ الاستفهام بمن .
160 ـ نحو قوله تعالى : { ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله }13 .
13 ـ الاستفهام بهل .
161 ـ نحو قوله تعالى : { فلينظر هل يذهبن كيده ما يغيظ }14 .
ــــــــــــــــــــــ
1 ـ 79 هود . 2 ـ 52 الإسراء . 3 ـ 109 الأنبياء .
4 ـ 227 الشعراء . 5 ـ 71 طه . 6 ـ 6 الأنعام .
7 ـ 75 المائدة . 8 ـ 12 الذاريات . 9 ـ 17 الملك .
10 ـ 1 الفيل . 11 ـ 3 الحاقة . 12 ـ 2 القدر .
13 ـ 87 الزخرف . 14 ـ 15 الحج .