ويكبيديا
الشعر الشعبي العراقي ينقسم إلى ست انواع رئيسية العمودي والبدوي والدارمي والزهيري والابوذية والعتابة.
الشعر الشعبي العمودي
وهو مبني على صدر و عجز و قافية واحدة أو أكثر و تستعمل فيه كل اللهجات العراقية المختلفة مثل اللهجة البغدادية أو الموصلية أو لهجة أهل الجزيرة أو لهجة أهل الرمادي أو لهجة أهل الجنوب، حسب انتماء الشاعر الجغرافي، وهو من أكثر أنواع الشعر الشعبي شيوعا وانتشاراً بالعراق.
الشعر البدوي:
ينتشر هذا النوع من الشعر في المناطق الغربية من العراق ولا يقتصر نظمه على أهل البداية بل يتعداه إلى العديد من الشعراء في المناطق الحضرية، بحكم ان نسبة لا بئس بها من سكان عراق كانوا من سكان البادية.
الشعر الدارمي:
هو نوع آخر من أنواع الشعر الشعبي العراقي و يتكون من بيتين فقط، ويقال انه سمي ب ( دارمي ) نسبة إلى بلاد كانت تسمى دار مي و نشأ فيها هذا النوع من الشعر، وهو يطرح مشاكل او مواضيع بأسلوب مكثف وجميل.
الشعر الزهيري:
وهو من أنواع الشعر العراقي الجميلة، وفيها يكون الزهيري مكون من سبعه أبيات، الثلاثة الأولى تنتهي بكلمة و الثلاثة الثانية تنتهي بكلمة أخرى، ليعود البيت السابع ليختم بنفس الكلمة في المجموعة الأولى، بشطر أن تتشابه كل مجموعة من الكلمات لفظيا و تختلف في المعنى.
الشعر الابوذية:
تتكون الأبوذي من من اربع أبيات فقط، الأبيات الثلاثة الأولى تنتهي بنفس الكلمة و الرابع بكلمة تكون نهايتها بالمقطع (يه) و هي تعبر عن موضوع معين بإيجاز شديد، و يشتهر أهل المناطق الجنوبية من العراق بهذا النوع من الشعر.
الشعر العتابة:
وهو يشبه الابوذية من ناحية اشتمالها على اربعه أبيات إلا أن البيت الأخير ينتهي بكلمة تنتهي بالمقطع (اب)، م هذا النوع غالبا ما يزدهر في المناطق الوسطى و الشمالية من العراق.
يشكل الشعر الشعبي العراقي بكل أنواعه وبحوره الشعرية معلماً من معالم الثقافة الشعبية الأكثر انتشاراً في العراق ، و يعتبر الشعر الشعبي وسيله لغوية عميـــقة التأثير وإشارة واضحة المعالم في إيصال الصورة والغاية بشكل خال من التعقيد والتبطين اللغوي ، ولم يكن الشعر الشعبي في العراق يوما ما إلا الوسيلة الأساس التي يستعملها البسطاء والفقراء من الناس في بوحهم بأحاسيسهم وشكواهم وتعبيراً عن مكنونات أرواحهم وتعبيراُ عن دقائق حياتهم وعملهم وقدرتهم في تصوير الحالات الإنسانية بشكل مختزل ودقيق وواسع .
ومن الغزل
خيطت ثوب الفرح فاجاني هم انفتك
واسترت جسم الحزن لفلفته حتى بخرك
تدري البشر لو عشك يجري العشك بالعرك
وكلني كرصة عطف وازكيني من شفتك
وحطني بلم متنزرف خل ابحر لشوفتك
صعدني فوك النخل فرحني بطلتك
وخل ظفرك بركبتي اقبل تدحجني بالخصر
لو دم لحمتي نزف معناها جبت النصر
واحد فروعه
الأبوذيــة
ضرب من ضروب الشعر الشعبي وهو مؤلف من بيتين بأربعة اشطر ثلاثة منها في جناس واحد تتحد في اللفظ وتختلف في المعنى وينتهي الشطر الرابع منه بحرفي ( الياء والهاء ). وللابوذية اطوار عديدة يصعب على غير المتمرس التعرف عليها.
اما عن اصل كلمة (الابوذية) فاغلب الظن انها قد جاءت من كلمة الأذى وذلك لما يتحمله صاحب الابوذية من صعاب تجعل منه يقول شعرا يحمل اهات ولوعات . وعلى خلاف ما هو شائع من ان الابوذية يرجع الى اصول فارسية، فهو من بحر الوافر ( مفاعلتن مفاعلتن فعول ) . اضف الى ذلك ان تركيبة الابوذيه لم يطابقها في الفارسيه نظماً مشابهاً له لا من حيث المعنى ولا من حيث العروض
لذا فان (الابوذيه) هو فن من الفنون الشعبية العراقية الريفية الاصيلة وهو ترجمة حية لاحاسيس ومشاعر انسانية عاشها الانسان العراقي خلال حقب متراكمه من الزمن . فراح يجسد ويترجم معاناته بلهجته الخاصة وحسب الحوار اليومي الذي يدور في منطقته وكثيره هي اللهجات المحليه في المدينه والريف والباديه وتختلف مفردات حوارها من منطقه الى اخرى . فأبن الريف قد ترجم معاناته بالابوذيه وغيره من الوان الغناء الريفي ، وابن الباديه ترجم احاسيسه (بالحدي والسامري والهجيني والمسحوب وغيرها ... ) . والانباط ترجموا معاناتهم بالشعر النبطي والذي مازال منتشراً في الجزيره العربيه .
أبوذية كولولي...
- أرض الصبر والوفا يا خوي راعيها
ذيب الفلا يدّعي حكّه فـ مراعيها
أنخيك وانت الذي بالحك راعيها
لزماً تصون البحر ويّا النخل والدار
جابل مهب الهوا عكس اتجاهك دار
واحمي لبن طفلتك لا يمتلي بأكدار
غوث الشدايد تره...في زنزد راعيها
******
يا ساهرين الليالي بالتعب في نهار
يا مشرّبين النخل سيل المرارة انهار
دوسوا القدر ينكسر...سَدّ الصخر ينهار
انتوا زرعتوا الامل يا عزوتي والياس
وانتو عريتو دهر يوم النذل في لباس
اشوف شمس الصبح ثوب الشتا مِلباس
تطلع علينا بفجر...بعد الظلام إنهار