إلا أصحاب عبد الله قبل أن يقدم علينا علي ولقد كان أصحاب عبد الله يسمون قناديل المسجد أو سرج المصر قال قيس أفلا تعرف أصحاب علي قال نعم قال فهل تعرف الحارث الأعور قال نعم لقد تعلمت منه حساب الفرائض فخشيت على نفسي منه الوسواس فلا أدري ممن تعلمه قال فهل تعرف ابن صبور قال نعم ولم يكن بفقيه ولم يكن فيه خير قال فهل تعرف صعصعة بن صوحان قال كان رجلا خطيبا ولم يكن بفقيه قال فهل تعرف رشيد الهجري قال الشعبي نعم بينما أنا واقف في الهجريين إذ قال لي رجل هل لك في رجل علينا يحب أمير المؤمنين قلت نعم فأدخلني على رشيد فقال خرجت حاجا فلما قضيت نسكي قلت لو أحدثت عهدا بأمير المؤمنين فممرت بالمدينة فأتيت باب علي رضي الله عنه فقلت لإنسان استأذن لي على سيد المسلمين فقال هو نائم وهو يحسب أني أعني الحسن قلت لست أعني الحسن إنما أعني أمير المؤمنين وإمام المتقين وقائد الغر المحجلين قال أوليس قد مات فبكى فقلت أما والله إنه ليتنفس الآن بنفس حي ويعترق من الدثار الثقيل فقال أما إذ عرفت سر آل محمد فادخل عليه فسلم عليه فدخلت على أمير المؤمنين فسلمت عليه وأنبأني بأشياء تكون قال الشعبي فقلت لرشيد إن كنت كاذبا فلعنك الله ثم خرجت وبلغ الحديث زيادا فقطع لسانه وصلبه قال شبابة وحدثنيه غير واحد عن مجالد عن الشعبي إسماعيل بن أبي خالد عن عامر عن علقمة قال أفرط ناس في حب علي كما أفرطت النصارى في حب المسيح وروى خالد بن سلمة عن الشعبي قال حب أبي بكر وعمر ومعرفة فضلهما من السنة
مالك بن مغول عن الشعبي ما بكيت من زمان إلا بكيت عليه روى مجالد وغيره أن رجلا مغفلا لقي الشعبي ومعه امرأة تمشي فقال أيكما الشعبي قال هذه وعن عامر بن يساف قال قال لي الشعبي امض بنا نفر من أصحاب الحديث فخرجنا قال فمر بنا شيخ فقال له الشعبي ما صنعتك قال رفاء قال عندنا دن مكسور ترفوه لنا قال إن هيأت لي سلوكا من رمل رفوته فضحك الشعبي حتى استلقى روى عطاء بن السائب عن الشعبي قال ما اختلفت أمة بعد نبيها إلا ظهر أهل باطلها على أهل حقها عبد الواحد بن زياد عن الحسن بن عبد الرحمن قال رأيت الشعبي سلم على نصراني فقال السلام عليك ورحمة الله فقيل له في ذلك فقال أوليس في رحمة الله لولا ذلك لهلك روى مجالد عن الشعبي قال لعن الله أرأيت قال أبو بكر الهذلي قال الشعبي أرأيتم لو قتل الأحنف وقتل معه صغير أكانت ديتهما سواء أم يفضل الأحنف لعقله وحلمه قلت بل سواء قال فليس القياس بشيء
مجالد عن الشعبي نعم الشيء الغوغاء يسدون السيل ويطفئون الحريق ويشغبون على ولاة السوء وبلغنا عن الشعبي أنه قال يا ليتني أنفلت من علمي كفافا لا علي ولا لي إسحاق الأزرق عن الأعمش قال أتى رجل الشعبي فقال ما اسم امرأة إبليس قال ذاك عرس ما شهدته ابن عيينة عن ابن شبرمة قال سئل الشعبي عمن نذر أن يطلق امرأته قال ليس بشيء قال فنهيت الشعبي أنا فقال ردوا علي الرجل نذرك في عنقك إلى يوم القيامة عيسى بن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال رأيت الشعبي ينشد الشعر في المسجد ورأيت عليه ملحفة حمراء وإزارا أصفر قال ابن شبرمة استعمل ابن هبيرة الشعبي على قضاء وكلفة أن يسامره فقال لا أستطيع فأفردني بأحدهما قال عاصم الأحول كان الشعبي أكثر حديثا من الحسن وأسن منه بستين الهيثم بن عدي حدثنا مجالد عن الشعبي قال كره الصالحون الأولون الإكثار من الحديث ولو استقبلت من أمري ما استدبرت ما حدثت إلا بما أجمع عليه أهل الحديث قال الهيثم واه وروي عن الشعبي قال رزق صبيان هذا الزمان من العقل ما نقص من أعمارهم في هذا الزمان قال ابن شبرمة مر الشعبي وأنا معه بإنسان وهو يقول
فتن الشعبي لما * رفع الطرف إليها
فلما رأى الشعبي كأنه ولم يتم البيت فقال الشعبي نظر الطرف إليها قلت هذه أبيات مشهورة عملها رجل تحاكم هو وزوجته إلى الشعبي أيام قضائه يقول فيها
فتنته ببنان * وبخطي مقلتيها
قال للجلواز قدمها * وأحضر شاهديها
فقضى جوار على الخصم * ولم يقض عليها
قال ابن شبرمة ( عن الشعبي ) إذا عظمت الحلقة فإنما هو نجاء أو نداء قرأت على إسحاق بن طارق أخبركم ابن خليل أنبأنا أبو المكارم اللبان أنبأنا أبو علي الحداد أنبأنا أبو نعيم وحدثنا محمد بن علي بن محارب حدثنا محمد بن إبراهيم البوشنجي حدثنا يعقوب بن كعب قال أبو نعيم وحدثنا محمد بن علي بن حبيش حدثنا بن زنجويه أنبأنا إسماعيل بن عبد الله الرقي وحدثنا الطبراني حدثنا أحمد بن المعلى حدثنا هشام قالوا حدثنا عيسى بن يونس عن عباد بن موسى عن الشعبي قال أتى بي الحجاج موثقا فلما انتهيت إلى باب القصر لقيني يزيد بن أبي مسلم فقال إنا لله يا شعبي لما بين دفتيك من العلم وليس بيوم شفاعة بؤ للأمير بالشرك والنفاق على نفسك فالبحري أن تنجو ثم لقيني محمد بن الحجاج فقال لي مثل مقالة يزيد فلما دخلت عليه قال وأنت يا شعبي فيمن خرج علينا وكثر قلت أصلح الله الأمير أحزن بنا المنزل وأجدب الجناب وضاق المسلك واكتحلنا السهر واستحلسنا الخوف ووقعنا في خزية لم نكن فيها بررة اتقياء ولا فجرة أقوياء قال صدق والله ما بروا في خروجهم علينا ولا قووا علينا حيث فجروا فأطلقوا عني قال فاحتاج إلى فريضة فقال ما تقول في أخت وأم وجد قلت اختلف فيها خمسة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم عثمان وزيد وابن مسعود وعلي وابن عباس قال فما قال فيها ابن عباس إن كان لمنقبا قلت جعل الجد أبا وأعطى الأم الثلث ولم يعطي الأخت شيئا قال فما قال فيها أمير المؤمنين يعني عثمان قلت جعلها أثلاثا قال فما قال فيهازيد قلت جعلها من تسعة فأعطى الأم ثلاثا وأعطى الجد أربعا وأعطى الأخت سهمين قال فما قال فيها ابن مسعود قلت جعلها من ستة أعطى الأخت ثلاثا وأعطى الأم سهما وأعطى الجد سهمين قال فما قال فيها أبو تراب قلت جعلها من ستة فأعطى الأخت ثلاثا والأم سهمين والجد سهما قال مر القاضي فليمضها على ما امضاها أمير المؤمنين عثمان إذ دخل عليه الحاجب فقال إن بالباب رسلا قال إئذن لهم فدخلوا عمائمهم على أوساطهم وسيوفهم على عواتقهم وكتبهم في أيمانهم فدخل رجل من بني سليم يقال له سيابة بن عاصم قال من أين أنت قال من الشام قال كيف أمير المؤمنين كيف حشمه قال هل كان وراءك من غيث قال نعم أصابني فيما بيني وبين أمير المؤمنين ثلاث سحائب قال فانعت لي قال أصابتني سحابة بحوران فوقع قطر صغار وقطر كبار فكان الكبار لحمة للصغار فوقع سبط متدارك وهو السح الذي سمعت به فؤاد سائل وواد نازح وأرض مقبلة وأرض مدبرة فأصابتني سحابة بسواء أو قال بالقريتين شك عيسى فلبدت الدماث وأسالت العزاز وأدحضت التلاع فصدعت عن الكمأة اماكنها وأصابتني أيضا سحابة فقاءت العيون بعد الري وامتلأت الإخاذ وأفعمت الأودية وجئتك في مثل وجار الضبع قال ثم ائذن فدخل رجل من بني أسد فقال هل كان وراءك من غيث قال لا كثر الإعصار واغبر البلاد وأكل ما أشرف من الجنبة فاستقينا أنه عام سنة فقال بئس المخبر أنت ثم قال ائذن فدخل رجل من أهل اليمامة فقال هل كان وراءك من غيث قال تقنعت الرواد تدعو إلى زيادتها وسمعت قائلا يقول هلم أظعنكم إلى محلة تطفأ فيها النيران وتشكى فيها النساء وتنافس فيها المعزى قال الشعبي فلم يدر الحجاج ما قال فقال ويحك إنما تحدث أهل الشام فأفهمهم فقال نعم أصلح الله الأمير أخصب الناس فكان التمر والسمن والزبد واللبن فلا توقد نار ليختبز بها وأما تشكي النساء فإن المرأة تظل بربق بهمها تمخض لبنها فتبيت ولها أنين من عضديها كأنها ليستا معها وأما تنافس المعزى فإنها ترعى من أنواع الشجر وألوان الثمر ونور النبات ما تشبع بطونها ولا تشبع عيونها فتبيت وقد امتلأت أكراشها لها من الكظة جرة فتبقى الجرة حتى تستنزل بها الدرة ثم قال ائذن فدخل رجل من الموالي كان يقال إنه من أنشد الناس في ذلك الزمان فقال هل كان وراءك من غيث قال نعم ولكني لا أحسن أقول كما قال هؤلاء قال قل كما تحسن قال أصابتني سحابة بحلوان فلم أزل أطأ في إثرها حتى دخلت على الأمير فقال الحجاج لئن كنت أقصرهم في المطر خطبة إنك أطولهم بالسيف خطوة وبه إلى أبي نعيم حدثنا أبو حامد بن جبلة حدثنا أبو العباس السراج حدثنا محمد بن عباد بن موسى العكلي حدثنا أبي أخبرني أبو بكر الهذلي قال قال لي الشعبي ألا أحدثك حديثا تحفظه في مجلس واحد إن كنت حافظا كما حفظت إنه لما أتى بي الحجاج وأنا مقيد فخرج إلي يزيد بن أبي مسلم فقال إنا لله فذكر نحوه علي بن الجعد أنبأنا شعبة عن سلمة بن كهيل ومجالد عن الشعبي قال شهدت عليا جلد شراحة يوم الخميس ورجمها يوم الجمعة فكأنهم أنكروا أو رأى أنهم أنكروا فقال جلدتها بكتاب الله ورجمتها بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم رواه جماعة عن الشعبي وزاد بعضهم إنها اعترفت بالزنى قال إسماعيل بن مجالد وخليفة و طائفة مات الشعبي سنة أربع ومئة زاد ابن مجالد وقد بلغ ثنتين وثمانين سنة وقال الواقدي مات سنة خمس ومئة عن سبع وسبعين سنة وفيهما أرخه محمد بن عبد الله بن نمير وقال الفلاس في أول سنة ست ومئة وقال يحيى سنة ثلاث ومئة والأول أشهر ومن كلامه ابن عيينة عن ابن شبرمة عن الشعبي قال إنما سمي هوى لأنه يهوي بأصحابه أبو عوانه عن مغيرة عن الشعبي قال لا أدري نصف العلم
أخبرنا عمر بن محمد الفارسي وجماعة قالوا أنبأنا ابن اللتي أنبأنا أبو الوقت أنبأنا الداودي أنبأنا ابن حموية أنبأنا عيسى بن عمر حدثنا أبو محمد الدارمي أنبأنا محمد بن يوسف حدثنا مالك هو ابن مغول قال قال الشعبي ما حدثوك هؤلاء عن النبي صلى الله عليه وسلم فخذه وما قالوه برأيهم فألقه في الحش أخبرنا عبد الرحمن بن محمد إجازة أنبأنا عمر بن محمد أنبأنا هبة الله بن محمد أنبأنا أبو طالب بن غيلان أنبأنا أبو بكر الشافعي حدثنا محمد بن الجهم السمري حدثنا يعلى ويزيد عن إسماعيل بن أبي خالد عن عامر أنه سئل عن رجل نذر أن يمشي إلى الكعبة فمشى نصف الطريق ثم ركب قال ابن عباس إذا كان عاما قابلا فليركب ما مشى وليمشي ما ركب وينحر بدنه