كلمة بل نبضات الاديبة الجزائرية : احلام مستغانمي في عرس غزة العزة...كلمات واي كلمات انها تمزقات وصرخات في وجه الظلم ولكزات ووخزات في عالم البرودة والصمت العربي المخزي....
مساؤكم عزة
مساؤكم غزة.
دخلت غزة و ما استطعت منها خروجا .
كل المعابر إليها و منها كانت مسدودة فمن أين تدفق علينا دمها ؟ و أي معبر سلك الشهداء و الجرحى ليقيموا بيننا ؟
من أجلسهم الى مائدتنا فأفقدونا شهية الحياة و فتح لهم في بيوتنا مستشفيات و برادات لحفظ الموتى . حتى كرهنا فتح براداتنا ؟
في غزة كان حلم الناس فقط الموت بشهادة الكمرا فالموت بشهادة الكمرا حياة . لذا راحت إسرائيل تغتال الصحافيين حتى يتسنى لهم قتل الفلسطينيين مرتين .
كي لا يسقط الشهداء سدى . كانت غزة تحتاج الى موت كبير كل يوم تحتاج الى موت مرعب الى مجزرة يليق رقم موتاها بان يكون افتتاحية لنشرة أخبار غربية .
فالموت بالتقسيط لا يصلح خبرا عندما يكون موتا عربيا .
تحتاج أن تثبت كل مرة أنها الضحية فمنذ ستين سنة و إسرائيل تستحوذ حصريا على هذا اللقب .
من يحاسب بني صهيون الجالسين فوق القانون ويقودهم إلى المحاكم ونحن في كرنفال العدالة الدولية .
نكبتنا الحقيقية أننا أنفقنا ألاف المليارات في شراء أسلحة و ما استطعنا أن نشتري الاحترام و الإنصاف
اللذين ينهبوننا لا وقت لهم لسماعنا.
المأساة ... أن صوتنا لا يصل و لا قضايانا تصل ولا عدد ضحايانا يدخل في بورصة أرواح البشر و ما نفع أموالنا إن كنا ديكه تصيح في حي لا يسمعها أحد ..//
إسرائيل محصنة ضد الحقيقة الكل وقع في أحضانها عن خوف أو عن تواطؤ و بإمكاننا هنا و في أي بلد عربي أن نقول ما نشاء لا أحد معني بنا .
فائض الدم العربي علم العالم ألا يحترمنا // نطالب بكرامة موتانا الذين لا رقم لهم بالتحديد لا في العراق و لا في فلسطين.
الكرامة لا تحتاج إلى درس في الحساب بل إلى درس في الحياة.
ذلك الرقم العربي الضائع دوما الذي صنع مهانتنا بين الأمم.الذي رفض أن يكون رقما .
أمام مآثر القتلة... نطالب بعنفوان القتيل تشن إسرائيل حربا من أجل جنديين اثنين فتدمر جنوب لبنان عن بكرة أبيه...
وتستبيح مليون فلسطيني في غزة بحثا عن إسرائيلي واحد .
ونتفرج عليها تقتل و تحرق البشر .
تقضي على حياة 6000 شخص بين قتيل و جريح و تجوع شعبا كاملا و تقطع عنه الدواء و الكهرباء و تسد كل منافذ الحياة إليها و لا يتحرك لنا ساكنا.
هل كانت لتفعل هذا لو كانت تدري أن على رأس هده الأمة رجال سيقفون في وجهها و يخجلون لاحقا من استقبال مجرميها .
من مذلة الحمار صنع الحصان مجده. فمن عزتنا صنع مجد إسرائيل وقبل يدها و قبل أن يتفاوض مع حذائها .
غزة المغدور بدمعها ببحرها بسمائها بمائها المغدور بجراحها بدمها / بعتمتها / بليلها و نهارها / برغيفها المنتظر / بسيارة إسعاف لا تحضر / بأمنية انفتاح معبر ليس أكثر .
غزة التي أحببناها عندما ما عاد لها من عيون لترى حبنا و لا كهرباء لتشاهد مظاهراتنا و مهرجاناتنا من أجلها.
وبعثنا لها مساعدات حتى أصبح علينا الذهاب تحت النار لإحضارها / وصلينا لنصرتها بعد أن أنهدت على مصليها المساجد .
نعتذر لها و هي في منتصف قافلة الشهداء لأننا لا نملك من أجلها سوى دموع و حياء .
يا غزة هبينا رصيفا نسقط فيه إلى جوارك فقد ضاقت بنا الاهانة.
هبينا عنفوانك حجرا نعمر به بيوت ذلنا .
هبينا أطفالا يولدون رجالا فمن روضة أطفالك يولد ثوارنا