زيتوني ع القادر مدير منتدى شاعر وقاص
اسم الدولة : الجزائر
| موضوع: خطوة في الجسد:رواية للكاتب الجزائري:علام حسين الأربعاء يناير 28, 2009 10:48 am | |
|
(خطوة في الجسد) او خطوة في..؟
بقلم : زيتوني عبد القادر
(خطوة في الجسد) او خطوة في..؟
للعلام حسين
اعترف مسبقا انني لم ادخل هذه الرواية بحياد ابيض.: وانما ولجتها سجين ثلاث معطيات لم استطع الانفلات منها, وجهت قرائتي وربما غبشت رؤيتي: 1-الرواية اخذت جائزة باسم اديب كبير(مالك حداد) تشرف عليها اديبة كبيرة(احلام مستغانمي). 2-عنوان مثير:خطوة في الجسد. وما يعنيه كطابو في ثقافتنا وما يتشوق له القاريء لمعرفة تفاصله واحتراقاته. 3-مقدمة لابن عربي من كتاب الشان:وما يوحي به من اجواء التصوف وضروب الاتحاد والحلول والكشف والوجد. واقر ان الاعجاب هو بداية الشغوف بالقراءة وهو بداية النقد. لقد ولجت -خطوة في الجسد- وفي نفسي تلهف لقصة حب -بالمعنى الكامل-مليئة باجواء الفنتازيا. طافحة بضروب الهيام. العشق المسكر والمطهر والرومانسية المتصوفة. لكنها لم تكن كذلك-الرواية-لم تكن تلك الفاكهة الدانية النائية-لم تكن حبات التوت المغرية التي اذا مددت يدك اليها اوجعتك اشواك شجرتها الدامية. وانما كانت حبات كرز مقطوفة اعدت مسبقا للاكل والنهش. لم تكن -الرواية-تلك الفتاة الغنوج اللعوب التي كلما اعتقدت امتلاكها نائت عنك خطوات لتتركك في حيرة مريبة وهذيان قاتل كالحقيقة التي تزيدك غباءا كلما ظننت انك امسكتها. فالرواية التي تمتد عبر 278 صفحة تكشف عن تفاصيلها وتقدم ما هيتها وتمنحك عذريتها منذ صفحاتها الاولى, وبذلك تقتل فيك روح القراءة العاشقة , الواعية والمحفزة على التعمق وضرورة البحث وبذل الجهد في التقصي والاستفسار والتساؤل والاستعانة بالقراءات المتنوعة للشرح والفهم, فهي كالمومس تقدم جسدها عاريا بمجرد دخول غرفتها فتقتل فيك حرارة الجسد الطري وتصيبك بالشبق المقرف لانها تعطي جسدها من اول لمسة ولا تنتظر الا ....وتنتهي مهمتها.-ان الجسد-الرواية-التي لا تثير ولا تحيل الى التنقيب في دهاليز الروح والقلب فالعقل ولا تترك لهفة ولا حيرة ولا ارتباك ولا دهشة ليست برواية ولا جسد. كل الاجواء مخرومة ومفككة في الرواية: -ف(باية) هذا الاسم المغري هو الاخر لم قصتها منعرجات ومنحدرات للحكي والهمس واللمز وبالتالي لم تثر الغاز ولا طلاسم كما حاول الكاتب ايهامنا فهي حكاية بسيطة ومالوفة على لسان الراوي -ابن اعمر-الذي بالتاكيد له صلة بالراوي-طالبة تاتي من بجاية لتتابع دراستها بجامعة تلمسان, يتعلرف عليها يوسف ولد المهدي الخراز في ظروف قاسية: زمن الموت المجاني والقتل بسبب وبدونه-اي في سنوات الجملر-يريد اخوها الذي كان من ارباب الزمن وكبار قومه باعتبار مهنته-كوميسار-ان يزوجها من احد برجوازي المدينة في صفقة المال والجاه والسلطان, لكنها تهرب ليخفيها يوسف ب-العباد- ثم يتم تهريبها الى بجاية. يوسف ولد الخراز لم تكن حكايته هو الاخر مثيرة ولا مشوقة. وتفاصيل حياته كتجربة روائية مشروحة ومقدمة في تفاصيل عامة وميسورةوشخصيته مكشوفة. ودوره في الرواية ساذجا فاقدامه على اخفاء -باية-بمنزله لم يكن نتيجة اقتناعات مقنعة ولا قصة حب تستدعي مثل هذا الفعل. ولم تثر فعلته ردود افعال ولا نمت عن بطولات ومعانات (لم نلمس هذا في الرواية) اما الجماعة التي تريد تفاصيل الحكاية فهي جماعة لا يسمح لها واقعها الثقافي ولا الاجتماعي بفهم هذه التفاصيل, لانها جماعة مسطولة 24/24 فماذا يهمها من الحكاية وماذا تمثل كمعادل فني للروائي..؟؟ واما ما استشهد به الروائي في مقدمته وما اثاره حول تعلق باية بسيدي بومدين ومحاولاتها الوصول الى شيء يربطها به,فلا تحيلنا الرواية الى تذوق اجواءه ولا توحي لنا ولو باشارة عن اسرار هذا التعلق بشخصية عريقة لمدينة عريقة فمحاولة التعلق بالشخصية-سيدي بومدين-صورية-برانية-بعيدة عن اجواء الصوفية التي اعتقد ان الروائي ارادها...بل ويفحمنا الكاتب-وليته لم يفعل-بان هذا التعلق الكبير بسيدي بومدين لم تصن منه باية سوى ما جاء من نقوش على رخاميته من الحبوس والاراضي والبساتين الموقوفة للجامع؟؟ العنوان الموحي يبدو انه -هو الاخر-مختلق ومقحم(1 ) ففي التفاصيل الداخلية لا نلمس رائحة هذا الجسد..اللهم الوصف المورفولوجي لجسد باية الذي ياتي على افواه الباعة والمتسكعين وهي تجوب ازقة مدينة تلمسان. واعتقد ان لا شفاعة لهذا العنوان سوى انه جاء على شاكلةذاكرة الجسد) ان هذا القحط الفني لا تشفع له تلك الومضات--المعتقد اصحابها-انها محيلة للقاريء كالحوارات التي تنتف من الرواية وتثبت على صفحتها الاخيرة والتي كانت هي الاخرى اشهار مجاني لتوجيه القاريء فرواية بحجم 278 صفحة لا يمكن لجملة ان تجعل منها قبة. اعتقد ان موضوعا كبيرا كهذا-يعرف تفاصيله العامة والخاصة تتسع الرواية باعتبارها وحدها القادرة على التفاصيل وحكي المواقع والامكنة والازمنة بشرط ان يملك الكاتب تقنيات القص واساليب الحكي لان الرواية او القصة مهما كانت مضامينها واحداثها فجمالها هو الحكي الممتع..لا ان تتحول فصولها الى مقالات اجتماعية واحيانا تحليلية -سياسية ونفسانية,,فلولا تلك الثلاث صفحات من العشق المشفوعة بترانيم ابن عربي من مشاهد الاسرار القدسية ومطلع الانوار الالهية وتلك المناجاة المقحمة في السياق الحكائي لباية من حين لاخر لتحولت الرواية الى منشور سياسي -بل تظلم اجتماعي يحسن ان يرفع للجهات المعنية.. وهذا لا يمنع من تسجيل ايجابيات لصالح الصديق المثقف-علام حسين- هو امتلاك هذا الباع اللغوي الذي يجعل من الحبة قبة والذي يمكنه من وصف نهوض شخص صباحا وتناول قهوته في اكثر من اربع صفحات مما يدل على الثراء اللغوي الذي يمكن حسين من تتبع الحدث مهما تناهى في الكبر ..كما نسجل بعض الومضات الموحية في الرواية كتلك الرغبة الجامحة للبطل في تكسير(مقانة) الحائط وهي كما اعتقد تعبير عما نعيشه من موات وفضاعات في دوران عقارب ساعة هذا الزمن الموبوء. اعتقد ان قرائتي كانت قاسية لرواية الاخ علام حسين ولكنني نبهت سابقا على انني لم ادخل الرواية بحياد. لذا ايمانا مني بان النص فضاء مفتوح تتلون قرائاته وتاويلاته من قاريء لاخر ادعو غيري لدخوله-خطوة في الجسد-بحب وعشق حتى يتاح له ما لم يتاح لي من لذة واستيعاب لجوانب الرواية. ومهما اختلفت النيات والقراءات فهذا لا يمنع من القول ان : خطوة في الجسد هي خطوة في سباق الالف ميل الذي تخوضه الرواية الجزائرية وتحطيم الارقام القياسية يبدا بالمحاولات..وهنيئا لحسين محاولته ومباركة خطوته وعقبى لعطاءلت قادمة وواعدة.
........................................... (1) اعترف حسين بان العنوان فرض عليه
| |
|