إفتتاح مهرجان القاهرة السينمائي : حياة من الأضواء
كتب
أحمد رمضان :
تنوعت اللغات وظل الفن واحد، شاشة سينما واحدة تحمل ألوان المساء وأحداث
الصباح وتتناقل آلة التصوير السينمائية ما بين القارات الخمس تختلس نظرات
بسيطة إلى حيوات مختلفة، لتأتي بها إلى أرض أعرق الحضارات العالمية، إلى
أرض مصر ها هنا، وتفتتح بها مهرجان القاهرة السينمائي الدولي الثاني
والثلاثين.
وإن كان البدء للكلمة، فلقد جاء الفن في المركز الثاني دليلاً على إنسانية
الإنسان، وإبداعه الذي لا ينتهي، وقدرته على العطاء بجمال يتجاوز ألوان
قوس قزح وأحلام الأطفال التي لم يرها أحد.
وتوافد العمالقة السينمائيون من جميع الأنحاء للإحتفال بالفن السابع،
لتتلامس العراقة المصرية مع الإبداع العالمي في كل مكان، وظهرت مجموعة
ضخمة من الوجوه المألوفة هنا وهناك حتى تجاوزت العدد، وإن كان لابد أن
نذكر بعض الأسماء الفنية التي حضرت إفتتاح المهرجان.
فتصدرت جميلات الشاشة المصرية وعمالقتها البساط الأحمر، حيث ظهرت بوسي
بثوب أبيض متلألئ لتخطف أنظار الجميع من حولها، وجاءت لبلبة بإبتسامتها
الخلابة لتتألق لها عدسات التصوير، كما حظي المهرجان بظهور نادر للعملاقة
السينمائية رغدة وبجمال النجمة المتميزة ليلى علوي، التي جاءت للتو من
مهرجان أبو ظبي حيث حظيت بجائزة أفضل ممثلة، قبل أن يتوقف الزمن للحظات مع
ظهور رائعة السينما المصرية يسرا، منيرة البساط الأحمر بشبابها الدائم،
أما عمالقة الفن المصري فجاء أولهم النجم الذي يحيك حكايات لا تنسى محمود
ياسين، والذي ظهر جنبًا إلى جنب مع النجم عزت العلايلي، وشاركه الظهور
النجم السوري دريد لحام، والذي تلاه بعدها بلحظات زميله السوري جمال
سليمان.
أما الجيل الجديد، فقد تناثرت نجومه هنا وهناك تتخاطفهم عدسات التصوير
للتلفزيونات المختلفة، والتي كانت لها قاعة صغيرة معدة للحظات التصوير
تلك، حيث اختطفت نيللي كريم أنفاس الحاضرين بجمالها الأخاذ عند ظهورها مع
زوجها، كما جاءت النجمة الشابة داليا البحيري وإبتسامتها الرائعة تسبقها
كالمعتاد، تتلوها الرائعة اللبنانية نيكول سابا، والتي بدأت متألقة إلى
أحلى درجة، وإن لم يحظ كاتب المقال برؤية كل من منة شلبي وهند صبري،
اللتين بالتأكيد لم يخيبن أمال معجبيهما بالظهور بأجمل تألق ممكن.
ومن النجوم الشباب تقدم النجم خالد أبو النجا ليسحر الجميع بهدوئه
ورزانته، تبعه تامر هجرس مرتديًا حلة سوداء زادت من أناقته المعتادة.
ودخل الجميع قاعة الحفل التي ضجت بالتصفيق بمجرد وصول وزير الثقافة الفنان
الأستاذ فاروق حسني، الذي أضيت القاعة لحظة وصوله، قبل أن تبدأ فعاليات
حفل الإفتتاح.
وبدأ الحفل بعرض راقص جميل تنازعت بطولته الراقصة في حربها الخاصة ضد آلة
تصوير، تروضها كثور هائج، وتسيطر عليها كأنما هي قوة من قوى الطبيعة، قبل
أن تهدأ آلة التصوير فتبتسم الفتاة وتجلس على طرفها دليل سيطرة وعنفوان.
ثم ظهر النجم الأول، وعميد الشاشة المصرية عمر الشريف مدير المهرجان
الشرفي، الذي رحب بالضيوف المصريين والأجانب على حد سواء، مؤكدًا أن شعب
مصر هو شعب مضيّاف، شعب مبتسم دائمًا، قبل أن يعلن عن دخول السيد عزت أبو
عوف مدير المهرجان.
وتحدث الفنان والممثل عزت أبو عوف عن المهرجان الذي سيقّرب بين الثقافات
المختلفة، قبل أن يرحّب بالدولة الإسبانية ضيفة المهرجان لهذا العام،
ووزير الثقافة الإسباني الذي كان بين الحضور لهذا الإفتتاح الملفت للنظر.
ودعا أبو عوف وزير الثقافة الفنان فاروق حسني ليشاركه المسرح، ليتقدم
الفنان بإفتتاح المهرجان، داعيًا بدء فعاليات تكريم الضيوف.
بدأ الحفل بالتعريف بلجان التحكيم المختلفة، والتي ضمت مجموعة من أهم
الممثلين وصنّاع الأفلام العرب والأجانب، ومن بينهم كانت النجمة السورية
سوزان نجم الدين، والنجمة المصرية داليا البحيري، والنجم المصري شريف
منير، وغيرهم من عمالقة السينما العالمية.
ثم تقدم النجم خالد أبو النجا بجائزة المهرجان ليقدمها للفنانة العالمية
صاحبة الأوسكار سوزان سارندان، التي كانت ترتدي ثوبًا أسود أنيقًا، وقد
عبرت سوزان عن سعادتها بالحصول على هذه الجائزة، خصوصًا وأنها قادمة من
بلد العراقة المصرية، قبل أن تؤكد أنها ـ رغم زيارتها القصيرة ـ قد سعدت
جدًا ها هنا، وأنها ستحكي تفاصيل رحلتها لجميع أصدقائها عند عودتها إلى
نيويورك.
ثم تقدمت النجمة المصرية يسرا لتهدي جائزة المهرجان للفنان العالمي كورت
روسل، والذي أكد أنه قد زار وزوجته الكثير من البلاد حول العالم، إلا أن
الكرم المصري والسعادة المصرية بوجوده هاهنا كانت أكبر دليل على أن مصر
ستكون دائمًا في صدارة البلاد التي أحبها.
واستمر حفل التكريم الذي تخلله تكريم كل من الممثلة الأمريكية جولدي هون،
زوجة النجم كورت روسل والحائزة على جائزة الأوسكار عن دورها في فيلم
Cactus Flower كما تم تكريم النجمة البريطانية جوليا أورماند والتي قدمت
خطاب الشكر كاملاً باللغة العربية حيث تعلمته قبلها بثوان، مما أثار ضحكات
وتصفيق الجماهير.
وحان بعدها وقت تكريم النجوم العرب، حيث تقدمت النجمة الشابة أليشيا
سيلفرمان، والمعروفة بدورها في فيلم التسعينات Clueless لتقدم جائزة
المهرجان للنجم المصري محمود ياسين، والذي تقّبل الجائزة بسعادة غامرة.
وتلاها النجم التركي الشاب kivanc tatlitug، والمعروف بين العرب باسم
مهند، كي يقدم الجائزة للنجمة المصرية المتميزة بوسي، التي احتلت المسرح
وتصارع عليها المصورون من جهتي المدرج.
ثم تقدمت المغنية برسيلا
بريسلي، زوجة نجم الموسيقى العالمي الراحل الفيس بريسلي، لتقدم جائزة
المهرجان لمدير التصوير المعروف طارق التلسماني.
انتهى الحفل بتكريم النجوم الإسبان الذي سيتألقون على شاشات السينما
المصرية طوال العشرة أيام المقبلة، قبل أن ينتقل نجوم المهرجان وضيوفه إلى
الحفل الساهر الذي بدأ في مركب ماكسيم المعروف، والذي نقلهم عبر حفل عشاء
بسيط تبعه عرض راقص متميز وصولاً إلى قصر محمد علي باشا في شبرا، ليشاهدوا
حفلاً إسبانيًا راقصًا على موسيقى الفلامنكو، قبل أن يشارك الجميع في عشاء
متميز في قاعة القصر الكبرى.
أما النجمة التركية Songul Oden أو نور كما نعرفها نحن، فكانت موجودة
لتقديم جائزة المهرجان لمهندس الديكور المتألق نهاد بهجت، وتلاها النجم
الأمريكي ستيوارت تاونسيند، والذي تألق مؤخرًا في فيلم Battle in Seattle
ليقدم جائزة المهرجان للنجمة سميرة أحمد.
وفي خطابها للجمهور، أكدت سميرة أحمد سعادتها بهذا التكريم، والذي عرفت به
منذ مارس الماضي، ووضحت أنها في صف الفنان فاروق حسني وزير الثقافة،
وتتمنى له النجاح في الوصول إلى مقعد اليونسيكو الذي تم ترشيحه له.