[size=18]
في
بادرة هي الأولى من نوعها، يسمح لوكالة انباء (الأسوشيتد برس) أن تحاور
(متهما) بالارهاب وبالانتماء الى القاعدة في العراق !! يجب أن نسأل لماذا
ياترى ؟
المتهم هو السعودي كما يقولون محمد عبد الله العبيد. وبداية الحكاية كما رواها ونشرت اليوم هي كالآتي :
في
عام 2005 أخبر عائلته في الرياض انه ذاهب الى مكة للحج. وكان في السنة
الثانية من الجامعة ، ولكن بدلا من ذلك حزم حقيبة صغيرة وترك بيته في
السعودية وركب الباص الى البحرين. ومنها بالطائرة الى سورية.
دخل
العراق في أواخر 2005 . وقد مشى على الحدود العراقية بدون خريطة باحثا عن
مدينة القائم "لم يكن لدي اية فكرة اين كنت أوحتى اذا كنت قد عبرت الحدود"
المقابلة جرت
بترتيب من المسؤولين الامنيين العراقيين في المنطقة الخضراء. وقد جيء به
مقيد اليدين ومعصوب العينين وكان يرتدي زي السجن الازرق ويرتدي نعال
بلاستيك. كان الحراس الامنيين حاضرين في اجزاء من المقابلة التي استمرت
ساعة ولكنهم كانوا يتركون الغرفة بين حين وآخر. ولم يبدو واضحا اذا كانت
لديهم وسائل للاستماع لما قاله او لمراقبة العبيد.
يقول العبيد "قد اكون معتقلا ولكن لدي رسالة اذا خرجت فسوف استمر بالقتال مرة اخرى"
لم
تتمكن وكالة الانباء الاسوشيتد برس من التأكد من روايته ولكنها تماشى مع
المزاعم الامريكية والعراقية حول تجنيد وحركة المقاتلين الاجانب في
العراق.
قال
العبيد انه اول ما عرض عليه الانضمام الى التمرد في العراق كان خلال سنته
الثانية في جامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية في الرياض . وقد بدأ طالب
آخر في اعطائه بيانات وافلام القاعدة والمعارك في العراق.
وفي خلال اسابيع بدأ العبيد يحضر لقاءات مع آخرين كانوا يقولون انهم على استعداد للانضمام الى المقاتلين العرب في العراق.
العبيد
اكبر اربعة اخوة وثلاث اخوات بنات ، قال انه رجع الى البيت واخبر عائلته
برغبته في زيارة مكة للحج. وقد اعطاه والداه مالا للسفر . ترك العبيد
البيت مع حقيبة صغيرة و حوالي 5000 ريال اي حوالي 1.300 دولار.
"ذهبت الى البحرين وكانت تنتظرني تذكرة طيارة هناك !"
يقول
أن المجندين في السعودية دفعوا له ثمن الرحلة : طيارة الى سوريا من دبي.
(اي انه ذهب من البحرين الى الامارات ثم الى سوريا) وكان معه رقم هاتف
يتصل به في دمشق.
"الشخص الذي رد على التليفون كان اسمه ابو القعقاع وطلب مني ان اتهيأ للسفر صباح اليوم التالي".
كانت
محطته التالية مدينة حلب السورية على البحر المتوسط حيث انضم الى مجموعة
من 20 مقاتل عربي من كل المنطقة : تونس ، السعودية ، اليمن ومناطق اخرى.
بعد ايام قليلة ، يقول انهم انقسموا الى مجاميع صغيرة واخذوهم الى قرب
الحدود العراقية واشاروا لهم باتجاه القائم.
كان لديه ايضا رقم هاتف موبايل يهاتفه .
يقول
العبيد انه منح جواز سفر عراقي مزيف باسم محمد عبد الله ، مولود في 19
تموز 1980 وقد اعيد جمعه مع بعض العرب من سوريا. بعد أيام اخذوا الى قرية
رواح في السهل الفيضي لنهر الفرات في الصحراء الغربية في العراق . كان ذلك
في اوائل 2006 ، وكان المتمردون في ذلك الوقت يسيطرون على المنطقة.
قسمت مجموعة العبيد الى جماعتين : الاولى للهجمات الانتحارية والاخرى كانت تدرب على الكلاشينكوف والرشاشات الآلية.
"لم اختر الشهادة ، ولكن اردت ان اتعلم اطلاق النار واقاتل في الميدان"
بعد شهر اخذوا الى بيت في بغداد. يقول العبيد انه لا يتذكر المنطقة (؟) ولكنه وصفها كشارع نظيف فيه اشجار وزهور.
ثم
خبئت الجماعة في (مني فان) ونقلوا الى محافظة ديالى التي كانت عاصمتها
بعقوبة في وقتها هي عاصمة دولة العراق الاسلامية (!!) وهي واجهة للقاعدة
!! وقال العبيد انه وصل قبل اسابيع من الغارة الجوية الامريكية التي قتلت
ابو مصعب الزرقاوي .(هل اجتمع به اذن ؟)
"كانت
في ذلك الحين معارك كبيرة ضد الامريكان وكنت ازرع العبوات الناسفة واشتركت
في 3 معارك كبيرة . وكان معلمي في صناعة القنابل افغاني (!) . قتلت الناس
، لا اعرف كم ولكني بالتأكيد قتلت جنودا امريكيين"
كانت
شبكة المتمردين تقدم له الطعام والملابس وراتب شهري قدره 50 الف دينار
(حوالي 40 دولار) واعطي غرفة مع عائلة عراقية ، كان يقاتل ابناؤها معه،
وقد عاين احدى اخواتهم واسمها نسبة (؟)
"رتب
اخوانها ان يزوجونا ولم اعترض ولكننا قررنا الا نلد اطفالا لأن زوجتي كانت
تريد ان تصبح شهيدة (انتحارية) !!وكان العديد من النساء قد بدأن ذلك .
وهكذا بدأنا نضع خططا لشهادتها . كنت فخورا بها "
ولكن نسبة حملت في السنة الماضية وكان قراره ان يترك التمرد ويعود الى السعودية ولأول مرة في خلال 3 سنوات كلم عائلته بالتليفون.
"قلت لهم كل شيء واني اريد ان اعود وقالوا انهم سوف يرتبون اوضاعي"
مالم
يكن العبيد يعرفه هو ان عناصر المخابرات العراقية كانت تستمع ايضا . بعد
عدة اسابيع في بداية 2008 اوقف في نقطة تفتيش على الطريق من ديالى الى
بغداد من قبل القوات العراقية . سألوني "هل انت سعودي؟" وبالنسبة لي كانت
هذه هي النهاية.
ومنذ
ذلك الحين كان معتقلا من قبل المخابرات العراقية ولم يتهمهم بالتعذيب او
الانتهاكات ولكن يبدو انه قرر أن يساعد القوات العراقية في مقابل المعاملة
المفضلة.