اشتباكات بين حرس أردوغان وأوباما !! ـ مهنا الحبيل
مهنا الحبيل (المصريون) : بتاريخ 3 - 10 - 2009
ربما كانت التقديرات السياسية لها انه حادثة عرضية يسيرة لكن تلك التغطية الإعلامية التفصيلية لها من جانب الأتراك والأمريكيين لم تكن مؤشراً لذلك فالقلق الغربي من تركيا الصاعدة متزايد وترديد مصطلح العثمانيين الجدد في الإعلام الغربي على اردوغان وزملائه في حزب العدالة لم يتوقف برغم كل الاحتفاء بتوجهات اردوغان المعتدلة وعلاقات اسطنبول بتل أبيب إلاّ أنّ الغرب لم يطمئن .
وتفاصيل الحادثة فيها إضافات مهمة لم تُذكر في الصحافة الأمريكية كواشنطن تايمز وغيرها فيما حرص الأتراك على نشر تفاصيلها لديهم وكانت جميع المصادر العربية اختارت الترجمة من الإعلام الأمريكي وحسب كالمعتاد ولم تنقل عن ما أوردته الصحافة التركية .
الحادثة كانت خلال التقاء الوفد التركي برئاسة اردوغان والوفد الأمريكي عند مدخل فندق الشيرتون في نيويورك برئاسة أوباما لحضور إحدى الفعاليات المصاحبة لاجتماعات الأمم المتحدة وهي مبادرة للرئيس الأسبق بيل كلينتون وحينها كان الحرس الرئاسي الأمريكي يُطوق المنطقة ولا يسمح لأحد بالتقدم أي خطوة حتى ينصرف موكب أوباما منذراً الأتراك بذلك , حينها تقدم بعض الدبلوماسيين الأتراك والحرّاس خطوات محدودة فبادر الحرس الأمريكي إلى زجرهم كالمعتاد حين يتعاملون مع المخلوقات الأخرى غير الأمريكية ولكن الحرس التركي لم يرد بالوداعة المعتادة من أنظمة العالم الثالث والتي يعرف الحراس من زعمائهم كيف يتأدبون مع الشخصية الأمريكية , ومن ثم تقدموا فردوا عليهم واشتبك الحراس بالأيدي .
والغريب أنّ اردوغان ساند احد الحراس بردعه لقبضة احد حراس أوباما فيما كان المعتاد أن ينزوي المسئول في السيارة حتى انتهاء الإشكال في طبائع جديدة لم يشهدها الغرب للأتراك الجدد , المهم الذي أُغفل في الصحافة الأمريكية أن اردوغان قد انسحب من المؤتمر فوراً وخرج من الفندق ولم يشارك في الحفل , ومع التأكيد على احتواء الزعماء لمثل هذه الإشكالات لكن اردوغان الذي لم يبرد خاطر الإعلام الغربي منه منذ انسحابه الشهير ورده عله رئيس الكيان الصهيوني وتذكيره بمحرقة غزة , لا يزال يثير قلقهم مجددا ويستفز روح الاستعلاء الاستعماري والاحتقاري الذي ساد في الغرب على الشرق منذ أن وُزعت تركة الرجل المريض , وكأنما أصبح الأمر هاجسا مقلقا في دوائر الرجل الأبيض هل بدء الرجل المريض يسترد عافيته ويبحث عن مجده وأرضه المغصوبة ؟.