لكل الكرام المسجلين في منتديات ليل الغربة ، نود اعلامكم بأن تفعيل حسابكم سيكون عبر ايميلاتكم الخاصة لذا يرجى العلم
برفقتكم الورد والجلنار
سأكتب لكم بحرف التاسع والعشرين .. لكل من هُجرْ ، واتخذ من الغربة وطناَ .لكل من هاجر من اجل لقمة العيش ، واتخذ من الغربة وطناً لكم جميعا بعيدا عن الطائفية والعرقية وغربة الاوطان نكتب بكل اللغات للأهل والاحبة والاصدقاء نسأل ، نستفسر عن اسماء او عناوين نفتقد لها نهدي ،نفضفض ، نقول شعرا او خاطرة او كلمة اهديكم ورودي وعطر النرجس ، يعطر صباحاتكم ومساءاتكم ، ويُسكن الراح قلوبكم .
هذا الرجل غني، بأصدقائه، وأصدقاؤه أغنياء بالحكمة والفلسفة، إذا كنت تعرف "أباظة، والحاج عاشور، ومنصور شجرة، ورؤوف وزه، ومأمون عجمية، وشوماخر العنتبلي، والبشبوري، والكابتن كنعان، وهياتم الهبو، وممدوح مونتجمري، وعزت بلتكانة، وعسران، والمارشال بهلول" فلابد أنك تعرف أسامة غريب، ومن يعرف أسامة غريب فلا شك أنه حسن الحظ مثلي.أصدقاء أسامة غريب السابق ذكرهم ليسوا "ناس هفأ"، كما يمكن أن تتصور أو تفترض من طبيعة أسمائهم، فكل منهم له فلسفته وموقفه ورؤيته ووجهة نظره، وتلك ــ للمصادفة ــ صفات المثقف الحقيقي. بدأ أسامة غريب رحلته مع الكتابة الساخرة بـ"هزار" ربما أراد في البدء أن يسخر من نفسه أو من أصدقائه فإذا به يتحول ـ عن قصد أو رغبة ـ منه إلي حالة مستجدة ومحببة تعيشها صباح كل خميس مع "المصري اليوم" تستمتع بسخريته منك ومن نفسه ومن أصدقائه ومن "العيشة واللي عايشينها". سطور تبدأ بسخرية والمفترض أن تنتهي بتفكير لا تؤثر عليه القهقهة السينمائية التي تنتابك فور انتهائك من التهام سطوره، تلك القهقهة المتطابقة تماماً مع قهقهته الصافية حين تلقاه وتبادره بقصة طريفة أو يباغتك بموقف ساخر. حين تقرأ في كتابه "مصر ليست أمي.. دي مرات أبويا" الصادر مؤخراً عن دار ميريت، تعليق مأمون عجمية علي دعاة الأنساب والأحساب والألقاب الذين يتباهون بالأصول التركية والدماء الفرنسية بقوله: "يعني ماحدش أمه غسالة غيري؟" تكتشف أن ما قلته لك عن شخصيات أسامة غريب وفلسفتها حقيقي، يكفي تساؤل عجمية العبقري في نهاية قصته: أيهما أشد فتكاً بالمصريين.. حكم الباشوات ذوي الأصول الأرستقراطية الذين لا يعرفون عن مصر سوي أنها منجم للعمالة والخدم بأجر بخس، أم حكم المصريين أبناء من كان "يسرح بقرد"، ومن كان يبيع "أم الخلول" فلما أوصلته تضحيات المصريين لأعلي السلم ركل السلم بقدمه ليمنع صعود غيره؟! ربما تفقد كثيراً إذا لم تتعرف علي نظرية "عزت بلتكانة" في خربشة الكارت.. إنها ببساطة الطريقة الوحيدة التي تفسر لك آليات الصعود والهبوط ــ علي الأقل حتي الآن ــ لن تسأل نفسك بعدها لماذا يقدمون هذا ويؤخرون ذاك، ولماذا يصعد "النواقص" دائماً؟ عند عزت بلتكانة الخبر اليقين، هؤلاء هم من "خربشوا الكارت" فكسبوا الوزارة والإمارة دون موهبة أو أداء رفيع، وعلي من لايجيدون " الخربشة.. الامتناع"!«كان مميزاً بين أقرانه، أكثرهم ذكاء ومهارة وقدرة علي التخطيط، مات والده ولم يكمل تعليمه، استصلح أرضاً حتي أوشكت علي العطاء، استولي عليها الموظفون بحجة أن أوراقه ناقصة دمغة! بدأ من جديد وادخر قرشين وضعهم في شركة توظيف أموال، تعاون الرجل الملتحي والحكومة الحليقة علي الاستيلاء عليها، منحوه ١٠% من مدخراته صابون ومكرونة، جلس علي الرصيف لبيعها، باغته أمناء الشرطة وصادرت البلدية البضاعة، بدأ من جديد واشتري "توك توك" ومازال يناضل ويحلم ببناء مستقبله الذي أوشك علي أن يصبح وراءه، ومازال لديه أمل في الزواج والحياة "، هو ممدوح مونتجمري.. مواطن مصري بامتياز! الأرجح أن شخصيات أسامة غريب حقيقية، هم أصدقاء من لحم ودم، وربما كانت شخصيات حقيقية "بتصرف" لكنها نماذج إنسانية منوعة، وحواديت تترجم واقعنا، تدفعنا للضحك، ولكنه ضحك كالبكاء. عزيزي أسامة: مصر ليست أمك.. وليست أمي، والأرجح أنها ــ بالمعني والمضمون ــ ليست أم أحد نعرفه ــ غير عفاف راضي طبعاً ــ تفتكر هي أُم مين بالضبط؟!