جعفر الصادق
جعفر بن محمد ( ع ) ابن علي بن الشهيد أبي عبد الله ريحانة النبي صلى الله عليه وسلم وسبطه ومحبوبه الحسين بن أمير المؤمنين أبي الحسن علي بن أبي طالب عبد مناف بن شيبة وهو عبد المطلب ابن هاشم واسمه عمرو بن عبد مناف بن قصي
الإمام الصادق شيخ بني هاشم أبو عبد الله القرشي الهاشمي العلوي النبوي المدني أحد الأعلام وأمه هي أم فروة بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر التيمي وأمها هي أسماء بنت عبد الرحمن بن أبي بكر ولهذا كان يقول ولدني أبو بكر الصديق مرتين وكان يغضب من الرافضة ويمقتهم إذا علم أنهم يتعرضون لجده أبي بكر ظاهرا وباطنا هذا لا ريب فيه ولكن الرافضة قوم جهلة قد هوى بهم الهوى في الهاوية فبعدا لهم
ولد سنة ثمانين ورأى بعض الصحابة أحسبه رأى أنس بن مالك وسهل ابن سعد حدث عن أبيه أبي جعفر الباقر وعبيد الله بن أبي رافع وعروة بن الزبير وعطاء بن أبي رباح وروايته عنه في مسلم وجده القاسم بن محمد ونافع العمري ومحمد بن المنكدر والزهري ومسلم بن أبي مريم وغيرهم وليس هو بالمكثر إلا عن أبيه وكانا من جلة علماء المدينة
حدث عنه ابنه موسى الكاظم ويحيى بن سعيد الأنصاري ويزيد بن عبد الله بن الهاد وهما أكبر منه وأبو حنيفة وأبان بن تغلب وابن جريج ومعاوية بن عمار الدهني وابن إسحاق في طافة من أقرانه وسفيان وشعبة ومالك وإسماعيل بن جعفر ووهب بن خالد وحاتم بن إسماعيل وسليمان بن بلال وسفيان بن عيينة والحسن بن صالح والحسن بن عياش أخو أبي بكر وزهير بن محمد وحفص بن غياث وزيد بن حسن الأنماطي وسعيد بن سفيان الأسلمي وعبد الله بن ميمون وعبد العزيز بن عمران الزهري وعبد العزيز الدراوردي وعبد الوهاب الثقفي وعثمان بن فرقد ومحمد بن ثابت البناني ومحمد بن ميمون الزعفراني ومسلم الزنجي ويحيى القطان وأبو عاصم النبيل وآخرون
قال مصعب بن عبد الله سمعت الدراوردي يقول لم يرو مالك عن جعفر حتى ظهر أمر بني العباس قال مصعب كان مالك يضمه إلى آخر وقال علي عن يحيى بن سعيد قال أملى علي جعفر بن محمد الحديث الطويل يعني في الحج ثم قال وفي نفسي منه شيء، مجالد أحب إلي منه. قلت هذه من زلقات يحيى القطان بل أجمع أئمة هذا الشأن على أن جعفرا أوثق من مجالد ولم يلتفتوا إلى قول يحيى
وقال إسحاق بن حكيم قال يحيى القطان جعفر ما كان كذوبا وقال إسحاق بن راهوية قلت للشافعي في مناظرة جرت كيف جعفر بن محمد عندك قال ثقة وروى عباس عن يحيى بن معين: جعفر بن محمد ثقة مأمون، وروى أحمد بن زهير والدارمي وأحمد بن أبي مريم عن يحيى ثقة وزاد ابن أبي مريم عن يحيى كنت لا أسأل يحيى ابن سعيد عن حديثه فقال لم لا تسألني عن حديث جعفر قلت لا أريده فقال إن كان يحفظ فحديث أبيه المسند يعني حديث جابر في الحج ثم قال يحيى بن معين وخرج حفص بن غياث إلى عبادان وهو موضع رباط فاجتمع إليه البصريون فقالوا لا تحدثنا عن ثلاثة أشعث بن عبد الملك وعمرو بن عبيد وجعفر بن محمد فقال أما أشعث فهو لكم وأما عمرو فأنتم أعلم به وأما جعفر فلو كنتم بالكوفة لأخذتكم النعال المطرقة. قال ابن أبي حاتم سمعت أبا زرعة وسئل عن جعفر بن محمد عن أبيه وسهيل عن أبيه والعلاء عن أبيه أيها أصح قال لا يقرن جعفر إلى هؤلاء وسمعت أبا حاتم يقول جعفر لا يسأل عن مثله. قلت جعفر ثقة صدوق ما هو في الثبت كشعبة وهو أوثق من سهيل وابن إسحاق وهو في وزن ابن أبي ذئب ونحوه وغالب رواياته عن أبيه مراسيل. قال أبو أحمد بن عدي له حديث كثير عن أبيه عن جابر وعن آبائه ونسخ لأهل البيت وقد حدث عنه الأئمة وهو من ثقات الناس كما قال ابن معين وعن عمرو بن أبي المقدام قال كنت إذا نظرت إلى جعفر بن محمد علمت أنه من سلالة النبيين قد رأيته واقفا عند الجمرة يقول سلوني سلوني. وعن صالح بن أبي الأسود سمعت جعفر بن محمد يقول سلوني قبل أن تفقدوني فإنه لا يحدثكم أحد بعدي بمثل حديثي.
ابن عقدة الحافظ حدثنا جعفر بن محمد بن حسين بن حازم حدثني إبراهيم بن محمد الرماني أبو نجيح سمعت حسن بن زياد سمعت أبا حنيفة وسئل من أفقه من رأيت قال ما رأيت أحدا أفقه من جعفر بن محمد لما أقدمه المنصور الحيرة بعث إلي فقال يا أبا حنيفة إن الناس قد فتنوا بجعفر ابن محمد فهيىء له من مسائلك الصعاب فهيأت له أربعين مسألة ثم أتيت أبا جعفر وجعفر جالس عن يمينه فلما بصرت بهما دخلني لجعفر من الهيبة ما لا يدخلني لأبي جعفر فسلمت وأذن لي فجلست ثم التفت إلي جعفر فقال يا أبا عبد الله تعرف هذا قال نعم هذا أبو حنيفة ثم أتبعها قد أتانا ثم قال يا أبا حنيفة هات من مسائلك نسأل أبا عبد الله فابتدأت أسأله فكان يقول في المسألة أنتم تقولون فيها كذا وكذا وأهل المدينة يقولون كذا وكذا ونحن نقول كذا وكذا فربما تابعنا وربما تابع أهل المدينة وربما خالفنا جميعا حتى أتيت على أربعين مسألة ما أخرم منها مسألة ثم قال أبو حنيفة أليس قد روينا أن أعلم الناس أعلمهم باختلاف الناس
علي بن الجعد عن زهير بن معاوية قال قال أبي لجعفر بن محمد إن لي جارا يزعم أنك تبرأ من أبي بكر وعمر فقال جعفر برىء الله من جارك والله إني لأرجو أن ينفعني الله بقرابتي من أبي بكر ولقد اشتكيت شكاية فأوصيت إلى خالي عبد الرحمن بن القاسم
قال ابن عيينة حدثونا عن جعفر بن محمد ولم أسمعه منه قال كان آل أبي بكر يُدعون على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم آل رسول الله صلى الله عليه وسلم وروى ابن أبي عمر العدني وغيره عن جعفر بن محمد عن أبيه نحو ذلك محمد بن فضيل عن سالم بن أبي حفصة قال سألت أبا جعفر وابنه جعفرا عن أبي بكر وعمر فقال يا سالم تولهما وابرأ من عدوهما فإنهما كانا إمامي هدى ثم قال جعفر يا سالم أيسب الرجل جده، أبو بكر جدي لا نالتني شفاعة محمد صلى الله عليه وسلم يوم القيامة إن لم أكن أتولاهما وأبرأ من عدوهما
وقال حفص بن غياث سمعت جعفر بن محمد يقول ما أرجو من شفاعة علي شيئا إلا وأنا أرجو من شفاعة أبي بكر مثله لقد ولدني مرتين. كتب إلى عبد المنعم بن يحيى الزهري وطائفة قالوا أنبأنا داود بن أحمد أنبأنا محمد بن عمر القاضي أنبأنا عبد الصمد بن علي أنبأنا أبو الحسن الدارقطني حدثنا أحمد بن محمد بن إسماعيل الأدمي حدثنا محمد بن الحسين الحنيني حدثنا مخلد بن أبي قريش الطحان حدثنا عبد الجبار بن العباس الهمداني أن جعفر بن محمد أتاهم وهم يريدون أن يرتحلوا من المدينة فقال إنكم إن شاء الله من صالحي أهل مصركم فأبلغوهم عني من زعم أني إمام معصوم مفترض الطاعة فأنا منه بريء ومن زعم أني أبرأ من أبي بكر وعمر فأنا منه بريء، وبه عن الدارقطني حدثنا إسماعيل الصفار حدثنا أبو يحيى جعفر بن محمد الرازي حدثنا علي بن محمد الطنافسي حدثنا حنان بن سدير سمعت جعفر بن محمد وسئل عن أبي بكر وعمر فقال إنك تسألني عن رجلين قد أكلا من ثمار الجنة، وبه حدثنا الحسين بن إسماعيل حدثنا محمود بن خداش حدثنا أسباط بن محمد حدثنا عمرو بن قيس الملائي سمعت جعفر بن محمد يقول برىء الله ممن تبرأ من أبي بكر وعمر.
قلت هذا القول متواتر عن جعفر الصادق وأشهد بالله إنه لبار في قوله غير منافق لأحد فقبح الله الرافضة
وروى معبد بن راشد عن معاوية بن عمار سألت جعفر بن محمد عن القرآن فقال ليس بخالق ولا مخلوق ولكنه كلام الله
حماد بن زيد عن أيوب سمعت جعفرا يقول إنا والله لا نعلم كل ما يسألوننا عنه ولغيرنا أعلم منا
محمد بن عمران بن أبي ليلى عن مسلمة بن جعفر الأحمسي قلت لجعفر ابن محمد إن قوما يزعمون أن من طلق ثلاثا بجهالة رد إلى السنة تجعلونها واحدة يروونها عنكم قال معاذ الله ما هذا من قولنا من طلق ثلاثا فهو كما قال
سويد بن سعيد عن معاوية بن عمار عن جعفر بن محمد قال من صلى على محمد صلى الله عليه وسلم وعلى أهل بيته مئة مرة قضى الله له مئة حاجة أجاز لنا أحمد بن سلامة عن أبي المكارم اللبان أنبأنا أبو علي الحداد أنبأنا أبو نعيم حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر حدثنا محمد بن العباس حدثني محمد بن عبد الرحمن بن غزوان حدثنا مالك بن أنس عن جعفر بن محمد قال لما قال له سفيان لا أقوم حتى تحدثني قال أما إني أحدثك وما كثرة الحديث لك بخير يا سفيان إذا أنعم الله عليك بنعمة فأحببت بقاءها ودوامها فأكثر من الحمد والشكر عليها فإن الله قال في كتابه { لئن شكرتم لأزيدنكم } [إبراهيم 7] وإذا استبطأت الرزق فأكثر من الاستغفار فإن الله قال في كتابه { استغفروا ربكم إنه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا ويمددكم بأموال } [ نوح 10-13] الأية، يا سفيان إذا حزبك أمر من السلطان أو غيره فأكثر من قول لا حول ولا قوة إلا بالله فإنها مفتاح الفرج وكنز من كنز الجنة فعقد سفيان بيده وقال ثلاث وأي ثلاث قال جعفر عقلها والله أبو عبد الله ولينفعنه الله بها. قلت حكاية حسنة إن لم يكن ابن غزوان وضعها فإنه كذاب، وبه قال أبو نعيم حدثنا أبو أحمد الغطريفي حدثنا محمد بن أحمد بن مكرم الضبي حدثنا علي بن عبد الحميد حدثنا موسى بن مسعود حدثنا سفيان قال دخلت على جعفر بن محمد وعليه جبة خز دكناء وكساء خز أيدجاني فجعلت أنظر إليه تعجبا فقال ما لك يا ثوري قلت يا ابن رسول الله ليس هذا من لباسك ولا لباس آبائك فقال كان ذاك زمانا مقترا وكانوا يعملون على قدر إقتاره وإفقاره وهذا زمان قد أسبل كل شيء فيه عزاليه ثم حسر عن ردن جبته فإذا فيها جبة صوف بيضاء يقصر الذيل عن الذيل وقال لبسنا هذا لله وهذا لكم فما كان لله أخفيناه وما كان لكم أبديناه. وقيل كان جعفر يقول كيف أعتذر وقد احتججت وكيف أحتج وقد علمت.