أبو ذر الغفاري
أبو ذر ( ع ) جندب بن جنادة الغفاري وقيل جندب بن سكن وقيل برير بن جنادة وقيل برير بن عبد الله ونبأني الدمياطي أنه جندب بن جنادة بن سفيان بن عبيد بن حرام بن غفار أخي ثعلبة ابني مليل بن ضمرة أخي ليث والديل أولاد بكر أخي مرة والد مدلج بن مرة ابني عبد مناة بن كنانة قلت أحد السابقين الأولين من نجباء أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم قيل كان خامس خمسة في الإسلام ثم إنه رد إلى بلاد قومه فأقام بها بأمر النبي صلى الله عليه وسلم له بذلك فلما أن هاجر النبي صلى الله عليه وسلم هاجر إليه أبو ذر رضي الله عنه ولازمه وجاهد معه وكان يفتي في خلافة أبي بكر عمر وعثمان روى عنه حذيفة بن أسيد الغفاري وابن عباس وأنس بن مالك وابن عمر وجبير بن نفير وأبو مسلم الخولاني وزيد بن وهب وأبو الأسود الدئلي وربعي بن حراش والمعرور بن سويد وزر بن حبيش وأبو سالم الجيشاني سفيان بن هانيء وعبد الرحمن بن غنم والأحنف بن قيس وقيس بن عباد وعبد الله بن الصامت وأبو عثمان النهدي وسويد بن غفلة وأبو مراوح وأبو إدريس الخولاني وسعيد بن المسيب وخرشة بن الحر وزيد بن ظبيان وصعصعة بن معاوية وأبو السليل ضريب بن نفير وعبد الله بن شقيق وعبد الرحمن بن أبي ليلى وعبيد بن عمير وغضيف بن الحارث وعاصم بن سفيان وعبيد بن الخشخاش وأبو مسلم الجذمي وعطاء بن يسار وموسى بن طلحة وأبو الشعثاء المحاربي ومورق العجلي ويزيد بن شريك التيمي وأبو الأحوص المدني شيخ للزهري وأبو أسماء الرحبي وأبو بصرة الغفاري وأبو العالية الرياحي وابن الحوتكية وجسرة بنت دجاجة فاتته بدر قاله أبو داود وقيل كان آدم ضخما جسيما كث اللحية وكان رأسا في الزهد والصدق والعلم والعمل قوالا بالحق لا تأخذه في الله لومة لائم على حدة فيه وقد شهد فتح بيت المقدس مع عمر أخبرنا الخضر بن عبد الرحمن الأزدي وأحمد بن هبة الله قالا أخبرنا زين الأمناء حسن بن محمد أخبرنا علي بن الحسن الحافظ حدثنا علي بن إبراهيم الحسيني أخبرنا محمد بن علي بن سلوان أخبرنا الفضل بن جعفر التميمي أخبرنا عبد الرحمن بن القاسم الهاشمي حدثنا أبو مسهر حدثنا سعيد بن عبد العزيز عن ربيعة بن يزيد عن أبي بن إدريس الخولاني عن ابي ذر الغفاري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عن جبريل عن الله تبارك وتعالى أنه قال يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا ياعبادي إنكم الذين تخطؤون بالليل والنهار وأنا الذي أغفر الذنوب ولا أبالي فاستغفرونى أغفر لكم يا عبادي كلكم جائع إلا من أطعمته فاستطعموني أطعمكم يا عبادي كلكم عار إلا من كسوته فاستكسوني أكسكم يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل منكم لم ينقص ذلك من ملكي شيئا يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أتقى قلب رجل منكم لم يزد ذلك في ملكي شيئا يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا في صعيد واحد فسألوني فأعطيت كل واحد منهم ما سأل لم ينقص ذلك من ملكي شيئا إلا كما ينقص البحر أن يغمس المحيط غمسة واحدة يا عبادي إنما هي أعمالكم أحفظها عليكم فمن وجد خيرا فليحمد الله ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه قال سعيد كان أبو إدريس إذا حدث بهذا الحديث جثا على ركبتيه أخرجه مسلم
نقل الواقدي عن خالد بن حيان قال كان أبو ذر وأبو الدرداء في مظلتين من شعر بدمشق وقال أحمد بن البرقي أبو ذر اسمه يزيد بن جنادة وقال سعيد بن عبد العزيز اسمه برير قال أبو قلابة عن رجل عامري قال كنت أعزب عن الماء ومعي أهلي فتصيبني الجنابة فوقع ذلك في نفسي فنعت لي أبو ذر فحججت فدخلت مسجد منى فعرفته فإذا شيخ معروق آدم عليه حلة قطري
وقال حميد بن هلال حدثني الأحنف بن قيس قال قدمت المدينة فدخلت مسجدها فبينما أنا أصلي إذ دخل رجل طوال آدم أبيض الرأس واللحية محلوق يشبه بعضه بعضا فاتبعته فقلت من هذا قالوا أبو ذر سليمان بن المغيرة وإبن عون عن حميد بن هلال عن عبدالله بن الصامت قال قال أبو ذر خرجنا من قومنا غفار وكانوا يحلون الشهر الحرام فخرجت أنا وأخي أنيس وأمنا فنزلنا على خال لنا فأكرمنا وأحسن فحسدنا قومه فقالوا إنك إذا خرجت عن أهلك يخالفك إليهم أنيس فجاء خالنا فذكر لنا ما قيل له فقلت أما ما مضى من معروفك فقد كدرته ولا جماع لك فيما بعد فقدمنا صرمتنا فاحتملنا عليها وجعل خالنا يبكي فانطلقنا حتى نزلنا بحضرة مكة فنافر أنيس عن صرمتنا وعن مثلها فأتيا الكاهن فخير أنيسا فأتانا أنيس بصرمتنا ومثلها معها قال وقد صليت يا ابن أخي قبل أن ألقى رسول الله صلى الله عليه وسلم ( بثلاث سنين ) قلت لمن قال لله قلت أين توجه قال حيث وجهني الله أصلي عشاء حتى إذا كان من آخر الليل ألقيت كأني خفاء حتى تعلوني الشمس فقال أنيس إن لي حاجة بمكة فاكفني فانطلق أنيس حتى أتى مكة ( فراث علي ) ثم جاء فقلت ما صنعت قال لقيت رجلا بمكة على دينك يزعم أنه مرسل قلت فما يقول الناس قال يقولون شاعر كاهن ساحر قال وكان أنيس أحد الشعراء فقال لقد سمعت قول الكهنة وما هو بقولهم ولقد وضعت قوله على أقوال الشعراء فما يلتئم على لسان أحد أنه شعر والله إنه لصادق وإنهم لكاذبون قلت فاكفني حتى أذهب فأنظر فأتيت مكة فتضعفت رجلا منهم فقلت من هذا الذي تدعونه الصابئ فأشار إلي فقال الصابئ قال فمال علي أهل الوادي بكل مدرة وعظم حتى خررت مغشيا علي فارتفعت حين ارتفعت كأني نصب أحمر فأتيت زمزم فغسلت عني الدماء وشربت من مائها وقد لبثت ياابن أخي ثلاثين بين ليلة ويوم مالي طعام إلا ماء زمزم فسمنت حتى تكسرت عكني وما وجدت على كبدي سخفة جوع فبينا أهل مكة في ليلة قمراء إضحيان جاءت امرأتان تطوفان وتدعوان إسافا ونائلة فأتتا علي في طوافهما فقلت أنكحا أحدهما الأخر فما تناهتا عن قولهما فأتتا علي فقلت هن مثل الخشبة غير أني لا أكني فانطلقتا تولولان تقولان لو كان ها هنا أحد من أنفارنا فاستقبلهما رسول الله وأبو بكر وهما هابطتان فقال ما لكما قالتا الصابئ بين الكعبة وأستارها قال فما قال لكما قالتا إنه قال كلمة تملأ الفم قال وجاء رسول الله حتى استلم الحجر ثم طاف بالبيت هو وصاحبه ثم صلى وكنت أول من حياه بتحية الإسلام قال عليك ورحمة الله من أين أنت قلت من غفار فأهوى بيده ووضع أصابعه على جبهته فقلت في نفسي كره أني انتميت إلى غفار فذهبت آخذ بيده فدفعني صاحبه وكان اعلم به مني قال ثم رفع رأسه فقال متى كنت ها هنا قلت منذ ثلاثين من ( بين ) ليلة ويوم قال فمن كان يطعمك قلت ما كان لي طعام إلا ماء زمزم فسمنت وما أجد على بطني سخفة جوع قال إنها مباركة إنها طعام طعم فقال أبو بكر يا رسول الله ائذن لي في طعامه الليلة فانطلقنا ففتح أبو بكر بابا فجعل يقبض لنا من زبيب الطائف فكان أول طعام أكلته بها وأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال إنه قد وجهت لي أرض ذات نخل لا أراها إلا يثرب فهل أنت مبلغ عني قومك لعل الله أن ينفعهم بك ويأجرك فيهم قال فانطلقت فلقيت أنيسا فقال ما صنعت قلت صنعت أني أسلمت وصدقت قال ما بي رغبة عن دينك فإني قد أسلمت وصدقت فأسلمت أمنا فاحتملنا حتى أتينا قومنا غفار فأسلم نصفهم وكان يؤمهم إيماء بن رخصه وكان سيدهم وقال نصفهم إذا قدم رسول الله ( المدينة ) أسلمنا فقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة فأسلم نصفهم الباقي وجاءت أسلم فقالوا يا رسول الله إخواننا نسلم على الذي أسلموا عليه ( فأسلموا ) فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم غفار غفر الله لها وأسلم سالمها الله أخرجه مسلم قال أبو جمرة قال لنا ابن عباس ألا أخبركم بإسلام أبي ذر قلنا بلى قال قال أبو ذر بلغني أن رجلا بمكة قد خرج يزعم أنه نبي فأرسلت أخي ليكلمه فقلت انطلق إلى هذا الرجل فكلمه فانطلق فلقيه ثم رجع فقلت ما عندك قال والله لقد رأيت رجلا يأمر بالخير وينهى عن الشر قلت لم تشفني فأخذت جرابا وعصا ثم أقبلت إلى مكة فجعلت لا أعرفه وأكره أن أسأل عنه وأشرب من ماء زمزم وأكون في المسجد فمر علي بن أبي طالب فقال هذا رجل غريب قلت نعم قال انطلق إلى المنزل فانطلقت معه لا أسأله عن شيء ولا يخبرني فلما أصبح الغد جئت إلى المسجد لا أسأل عنه وليس أحد يخبرني عنه بشيء فمر بي علي فقال أما آن للرجل أن يعود قلت لا قال ما أمرك وما أقدمك قلت إن كتمت علي أخبرتك قال أفعل قلت قد بلغنا أنه قد خرج نبي قال أما قد رشدت هذا وجهي إليه فاتبعني وادخل حيث أدخل فإني إن رأيت أحدا أخافه عليك قمت إلى الحائط كأني أصلح نعلي وامض أنت فمضى ومضيت معه فدخلنا على النبي صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله اعرض علي الإسلام فعرض علي فأسلمت مكاني فقال لي يا أبا ذر اكتم هذا الأمر وارجع إلى قومك فإذا بلغك ظهورنا فأقبل فقلت والذي بعثك بالحق لأصرخن بها بين أظهرهم فجاء إلى المسجد وقريش فيه فقال يا معشر قريش إني أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد عبده ورسوله فقالوا قوموا إلى هذا الصابىء فقاموا فضربت لأموت فأدركني العباس فأكب علي وقال ويلكم تقتلون رجلا من غفار ومتجركم وممركم على غفار فأطلقوا عني فلما أصبحت رجعت فقلت مثل ما قلت بالأمس فقالوا قوموا إلى هذا الصابىء فصنع بي كذلك وأدركني العباس فأكب علي فهذا أول إسلام أبي ذر. أخرجه البخاري ومسلم من طريق المثنى بن سعيد عن أبي جمرة ابن سعد أخبرنا محمد بن عمر أخبرنا ابن أبي سبرة عن يحيى بن شبل عن خفاف بن إيماء قال كان أبو ذر رجلا يصيب وكان شجاعا ينفرد وحده يقطع الطريق ويغير على الصرم في عماية الصبح على ظهر فرسه أو قدميه كأنه السبع فيطرق الحي ويأخذ ما أخذ ثم إن الله قذف في قلبه الإسلام وسمع مقالة النبي صلى الله عليه وسلم وهو يومئذ يدعو مختفيا فأقبل يسأل عنه وعن أبي معشر السندي كان أبو ذر يتأله في الجاهلية ويوحد ولا يعبد الأصنام النضر بن محمد أخبرنا عكرمة بن عمار أخبرنا أبو زميل عن مالك ابن مرثد عن أبيه عن أبي ذر قال كنت رابع الإسلام أسلم قبلي ثلاثة فأتيت نبي الله فقلت سلام عليك يا نبي الله وأسلمت فرأيت الاستبشار في وجهه فقال من أنت قلت جندب رجل من غفار قال فرأيتها في وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان فيهم من يسرق الحاج
وعن محفوظ بن علقمة عن ابن عائذ عن جبير بن نفير قال كان أبو ذر وعمرو بن عبسة كل منهما يقول أنا ربع الإسلام قال الواقدي كان حامل راية غفار يوم حنين أبو ذر وكان يقول أبطأت في غزوة تبوك من عجف بعيري
ابن إسحاق حدثني بريدة بن سفيان عن محمد بن كعب القرظي عن ابن مسعود قال لما سار رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى تبوك جعل لا يزال يتخلف الرجل فيقولون يا رسول الله تخلف فلان فيقول دعوه إن يكن فيه خير فسيلحقكم وإن يكن غير ذلك فقد أراحكم الله منه حتى قيل يا رسول الله تخلف أبو ذر وأبطأ به بعيره قال وتلوم بعير أبي ذر فلما أبطأ عليه أخذ متاعه فجعله على ظهره وخرج يتبع رسول الله صلى الله عليه وسلم ونظر ناظر فقال إن هذا لرجل يمشي على الطريق فقال رسول الله كن أبا ذر فلما تأمله القوم قالوا هو والله أبو ذر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم رحم الله أبا ذر يمشي وحده ويموت وحده ويبعث وحده
فضرب الدهر من ضربه وسير أبو ذر إلى الربذة فلما حضرته الوفاة أوصى امرأته وغلامه فقال إذا مت فاغسلاني وكفناني وضعاني على الطريق فأول ركب يمرون بكم فقولا هذا أبو ذر فلما مات فعلا به ذلك فاطلع ركب فما علموا به حتى كادت ركائبهم توطأ السرير فإذا عبد الله بن مسعود في رهط من أهل الكوفة فقال ما هذا قيل جنازة أبي ذر فاستهل ابن مسعود يبكي وقال صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم يرحم الله أبا ذر يمشي وحده ويموت وحده ويبعث وحده فنزل فوليه بنفسه حتى أجنه
شريك عن إبراهيم بن مهاجر عن كليب بن شهاب سمعت أبا ذر يقول ما تؤيسني رقة عظمي ولا بياض شعري أن ألقي عيسى ابن مريم وعن ابن سيرين سألت ابن أخت لأبي ذر ما ترك أبو ذر قال ترك أتانين وحمارا وأعنزا وركائب يحيى بن سعيد الأنصاري أخبرنا الحارث بن يزيد الحضرمي أن أبا ذر سأل رسول الله الإمرة فقال إنك ضعيف وإنها خزي وندامة إلا من أخذها بحقها وأدى الذي عليه فيها أبو بكر بن أبي مريم عن حبيب بن عبيد عن غضيف بن الحارث عن إبي الدرداء قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يبتدىء أبا ذر إذا حضر ويتفقده إذا غاب فضيل بن مرزوق حدثننى جبلة بنت مصفح عن حاطب قال أبو ذر ما ترك رسول الله شيئا مما صبه جبريل وميكائيل في صدره إلا قد صبه في صدري ولا تركت شيئا مما صبه في صدري إلا قد صببته في صدر مالك ابن ضمرة هذا منكر عبد الرحمن بن أبي الرجال أخبرنا عمر مولى غفرة عن ابن كعب عن أبي ذر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال أوصاني بخمس أرحم المساكين وأجالسهم وأنظر إلى من تحتي ولا أنظر إلى من فوقي وأن أصل الرحم وإن أدبرت وأن أقول الحق وإن كان مرا وأن أقول لا حول ولا قوة إلا بالله
الأعمش عن عثمان بن عمير عن أبي حرب بن أبي الأسود سمعت عبد الله بن عمرو سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما أقلت الغبراء ولا أظلت الخضراء من رجل أصدق لهجة من أبي ذر حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن بلال بن أبي الدرداء عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله وجاء نحوه لجابر وأبي هريرة أبو أمية بن يعلى وهو واه عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من سره أن ينظر إلى تواضع عيسى ابن مريم فلينظر إلى أبي ذر سلام بن مسكين أخبرنا مالك بن دينار أن النبي صلى الله عليه وسلم قال أيكم يلقاني على الحال الذي أفارقه عليه فقال أبو ذر أنا فقال له النبي صلى الله عليه وسلم ما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء على ذي لهجة أصدق من أبي ذر من سره أن ينظر إلى زهد عيسى فلينظر إلى أبي ذر
حجاج بن محمد عن ابن جريج أخبرني أبو حرب بن أبي الأسود عن أبيه ثم قال ابن جريج ورجل عن زاذان قالا سئل علي عن أبي ذر فقال وعى علما عجز عنه وكان شحيحا على دينه حريصا على العلم يكثر السؤال وعجز عن كشف ما عنده من العلم سليمان بن المغيرة عن حميد بن هلال أخبرنا عبد الله بن الصامت قال دخلت مع أبي ذر في رهط من غفار على عثمان من باب لا يدخل عليه منه قال وتخوفنا عثمان عليه فانتهى إليه فسلم ثم ما بدأه بشيء إلا أن قال أحسبتني منهم يا أمير المؤمنين والله ما أنا منهم ولا أدركهم ثم استأذنه إلى الربذة يحيى بن سلمة بن كهيل عن أبيه عن أبي إدريس عن المسيب بن نجبة عن علي أنه قيل له حدثنا عن أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم حدثنا عن أبي ذر قال علم العلم ثم أوكى فربط عليه رباطا شديدا أبو إسحاق عن هانيء بن هانيء سمع عليا يقول أبو ذر وعاء ملىء علما أوكى عليه فلم يخرج منه شيء حتى قبض عن أبي سلمة مرسلا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال اللهم اغفر لأبي ذر وتب عليه ويروى عن النبي صلى الله عليه وسلم إنه لم يكن نبي إلا وقد أعطي سبعة رفقاء ووزراء وإني أعطيت أربعة عشر فسمى فيهم أبا ذر شريك عن أبي ربيعة الإيادي عن ابن بريدة عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرت بحب أربعة وأخبرني الله تعالى أنه يحبهم قلت من هم يا رسول الله قال علي وأبو ذر وسلمان والمقداد ابن الأسود قال شهر بن حوسب حدثتني أسماء أن أبا ذر كان يخدم النبي صلى الله عليه وسلم فإذا فرغ من خدمته أوى إلى المسجد و( كان ) هو بيته ( فدخل النبي صلى الله عليه وسلم فوجده ) منجدلا في المسجد فنكته رسول الله صلى الله عليه وسلم برجله حتى استوى جالسا فقال ألا أراك نائما قال فأين أنام هل لي من بيت غيره فجلس إليه ثم قال كيف أنت إذا أخرجوك منه قال ألحق بالشام فإن الشام أرض الهجرة وأرض المحشر وأرض الأنبياء فأكون رجلا من أهلها قال له كيف أنت إذا أخرجوك من الشام قال أرجع إليه فيكون بيتي ومنزلي قال فكيف أنت إذا أخرجوك منه الثانية قال آخذ إذا سيفي فأقاتل حتى أموت قال فكشر إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال أدلك على خير من ذلك قال بلى بأبي وأمي يا رسول الله قال تنقاد لهم حيث قادوك حتى تلقاني وأنت على ذلك أخرجه أحمد في مسنده وفي المسند أخبرنا أبو المغيرة أخبرنا صفوان بن عمرو عن أبي اليمان وابي المثنى أن أبا ذر قال بايعني رسول الله صلى الله عليه وسلم خمسا وواثقني سبعا وأشهد الله علي سبعا ألا أخاف في الله لومة لائم أبو اليمان هو الهوزني الدغولي أخبرنا أبو جعفر الصائغ بمكة أخبرنا المقري أخبرنا المسعودي أخبرنا أبو عمر الشامي عن عبيد بن الخشخاش عن أبي ذر رضي الله عنه قال أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد فجلست إليه فقال أصليت قلت لا قال قم فصل فقمت فصليت ثم أتيته فقال يا أبا ذر استعذ بالله من شياطين الإنس والجن قلت وهل للإنس من شياطين قال نعم ثم قال يا أبا ذر ألا أدلك على كنز من كنوز الجنة قل لا حول ولا قوة إلا بالله قلت فما الصلاة قال خير موضوع فمن شاء أكثر ومن شاء أقل قلت فما الصيام قال فرض مجزئ قلت فما الصدقة قال أضعاف مضاعفة وعند الله مزيد قلت فأيها أفضل قال جهد من مقل أو سر إلى فقير قلت فأي ما أنزل الله عليك أعظم قال الله لا إله إلا هو الحي القيوم قلت فأي الأنبياء كان أول قال آدم قلت نبيا كان قال نعم مكلم قلت فكم المرسلون يا رسول الله قال ثلاث مئة وخمسة عشر جما غفيرا