الرحمن بن مهدي سمعه أبو حاتم الرازي منه أخبرنا محمد بن قيماز وغيره قالوا أخبرنا عبد الله بن اللتي أخبرنا أبو الوقت أخبرنا عبد الله بن محمد الأنصاري أخبرنا عبد الجبار الجراحي أخبرنا ابن محبوب حدثنا أبو عيسى الترمذي سمعت محمد بن عمرو بن نبهان بن صفوان الثقفي سمعت علي بن المديني يقول لو حلفت بين الركن والمقام لحلفت أني لم أر أحدا أعلم من عبد الرحمن بن مهدي وبه إلى الترمذي حدثنا أحمد بن الحسن قال أحمد بن حنبل ما رأيت بعيني مثل يحيى بن سعيد وعبد الرحمن بن مهدي إمام وقال زياد بن أيوب الطوسي قمنا من مجلس هشيم فأخذ أحمد وابن معين وأصحابه بيد فتى فأدخلوه مسجدا وكتبنا عنه فإذا الفتى عبد الرحمن بن مهدي محمد بن عيسى الطرسوسي سمعت عبد الرحمن رسته يقول كانت لعبد الرحمن بن مهدي جارية فطلبها منه رجل فكان منه شبه العدة فلما عاد إليه قيل لعبد الرحمن هذا صاحب الخصومات فقال له عبد الرحمن بلغني أنك تخاصم في الدين فقال يا أبا سعيد إنا نضع عليهم لنحاجهم بها فقال أتدفع الباطل بالباطل إنما تدفع كلاما بكلام قم عني والله لا بعتك جاريتي أبدا قال ابن المديني قال عبد الرحمن اترك من كان رأسا في بدعة يدعو إليهما وقال ابن المديني دخلت على امرأة عبد الرحمن بن مهدي وكنت أزورها بعد موته فرأيت سوادا في القبلة فقلت ما هذا قالت موضع استراحة عبد الرحمن كان يصلي بالليل فإذا غلبه النوم وضع جبهته عليه ويروى عن ابن مهدي قال من طلب العربية فآخره مؤدب ومن طلب الشعر فآخره شاعر يهجو أو يمدح بالباطل ومن طلب الكلام فآخر أمره الزندقة ومن طلب الحديث فإن قام به كان إماما وإن فرط ثم أناب يوما يرجع إليه وقد عتقت وجادت قال يحيى بن يحيى كنت أسأل عبد الرحمن عن المشايخ بالبصرة ونقل غير واحد عن عبد الرحمن بن مهدي قال إن الجهمية أرادوا أن ينفوا أن يكون الله كلم موسى وأن يكون استوى على العرش أرى أن يستتابوا فإن تابوا وإلا ضربت أعناقهم قال ابن المديني ثم كان بعد مالك بن أنس عبد الرحمن بن مهدي يذهب مذهب تابعي أهل المدينة ويقتدي بطريقتهم وقال نظرت فإذا الإسناد يدور على ستة ثم صار علمهم إلى اثني عشر نفسا ثم صار علمهم إلى يحيى بن سعيد ويحيى بن زكريا ابن أبي زائدة وابن المبارك ووكيع وعبد الرحمن بن مهدي ويحيى بن آدم قال علي وأوثق أصحاب سفيان يحيى القطان وعبد الرحمن قال أحمد بن حنبل عبد الرحمن ثقة خيار صالح مسلم من معادن الصدق قال ابن مهدي كان أبو الأسود يتيم عروة أخا لهشام بن عروة من الرضاعة وقد قال هشام حدثنا أخي محمد بن عبد الرحمن بن نوفل عن أبي قال لم يزل أمر بني إسرائيل معتدلا حتى نشأ فيهم أبناء سبايا الأمم فقالوا فيهم بالرأي فضلوا وأضلوا قال أيوب بن المتوكل كان حماد بن زيد إذا نظر إلى عبد الرحمن ابن مهدي في مجلسه تهلل وجهه وقال صدقة بن الفضل المروزي الحافظ أتيت يحيى بن سعيد أسأله فقال لي الزم عبد الرحمن بن مهدي وأفادني عنه أحاديث فسألت عبد الرحمن عنها فحدثني بها قال أحمد بن سنان القطان سمعت مهدي بن حسان يقول كان عبد الرحمن يكون عند سفيان عشرة أيام وخمسة عشر يوما بالليل والنهار فإذا جاءنا ساعة جاء رسول سفيان في أثره يطلبه فيدعنا ويذهب إليه قال أحمد بن سنان وسمعت عبد الرحمن يقول أفتى سفيان في مسألة فرآني كأني أنكرت فتياه فقال أنت ما تقول قلت كذا وكذا خلاف قوله فسكت قال ابن المديني حدثنا عبد الرحمن قال لي سفيان لو أن عندي كتبي لأفدتك علما قال أحمد بن سنان كان لا يتحدث في مجلس عبد الرحمن ولا يبرى قلم ولا يتبسم أحد ولا يقوم أحدا قائما كأن على رؤوسهم الطير أو كأنهم في صلاة فإذا رأى أحدا منهم تبسم أو تحدث لبس نعله وخرج وقال أحمد بن سنان سمعت عبد الرحمن يقول عندي عن المغيرة ابن شعبة في المسح على الخفين ثلاثة عشر حديثا يعني الطرق قال بندار سمعت عبد الرحمن يقول لو استقبلت من أمري ما استدبرت لكتبت تفسير الحديث إلى جنبه ولأتيت المدينة حتى أنظر في كتب قوم سمعت منهم قال محمد بن عبد الرحيم صاعقة سمعت عليا يقول وذكر الفقهاء السبعة فقال كان أعلم الناس بقولهم وحديثهم ابن شهاب ثم بعده مالك تم بعده عبد الرحمن بن مهدي وقال أحمد بن حنبل إذا حدث عبد الرحمن عن رجل فهو ثقة وقال علي كان ورد عبد الرحمن كل ليلة نصف القرآن وقال محمد بن يحيى الذهلي ما رأيت في يد عبد الرحمن بن مهدي كتابا قط يعني كان يحدث حفظا وقال رستة سمعت عبد الرحمن يقول كان يقال إذا لقي الرجل الرجل فوقه في العلم فهو يوم غنيمته وإذا لقي من هو مثله دراسه وتعلم منه وإذا لقي من هو دونه تواضع له وعلمه ولا يكون إماما في العلم من حدث بكل ما سمع ولا يكون إماما من حدث عن كل أحد ولا من يحدث بالشاذ والحفظ للإتقان وقال ابن نمير قال عبد الرحمن بن مهدي معرفة الحديث إلهام قال يوسف بن ضحاك سمعت القواريري يقول كان ابن مهدي يعرف حديثه وحديث غيره وكان يحيى القطان يعرف حديثه فسمعت حماد بن زيد يقول لئن عاش عبد الرحمن بن مهدي لنخرجن رجل أهل البصرة قال أبو بكر بن أبي الأسود سمعت ابن مهدي يقول بحضرة يحيى القطان وذكر الجهمية فقال ما كنت لأناكحهم ولا أصلي خلفهم قال عبد الرحمن بن عمر رسته سمعت عبد الرحمن يقول الجهمية يريدون أن ينفوا الكلام عن الله وأن يكون القرآن كلام الله وأن يكون كلم موسى وقد وكده الله تعالى فقال " وكلم الله موسى تكليما " قال عبد الرحمن رسته سألت ابن مهدي عن الرجل يبني بأهله أيترك الجماعة أياما قال لا ولا صلاة واحدة وحضرته صبيحة بني على ابنته فخرج فأذن ثم مشى إلى بابهما فقال للجارية قولي لهما يخرجان إلى الصلاة فخرج النساء والجواري فقلن سبحان الله أي شيء هذا فقال لا أبرح حتى يخرجا إلى الصلاة فخرجا بعدما صلى فبعث بهما إلى مسجد خارج من الدرب قلت هكذا كان السلف في الحرص على الخير قال رسته وكان عبد الرحمن يحج كل عام فمات أخوه وأوصي إليه فأقام على أيتامه فسمعته يقول قد ابتليت بهؤلاء الأيتام فاستقرضت من يحيى بن سعيد أربع مئة دينار احتجت إليها في مصلحة أرضهم ذكر أبو نعيم الحافظ لابن مهدي في الحلية ترجمة طويلة جدا فروى فيها من حديثه مئتين وثمانين حديثا وقد لحق صغارالتابعين كأيمن ابن نابل وصالح بن درهم ويزيد بن أبي صالح وجرير بن حازم وكان قد ارتحل في آخر عمره من البصرة فحدث بأصبهان قال بندار سمعت عبد الرحمن يقول ما نعرف كتابا في الإسلام بعد كتاب الله أصح من موطأ مالك وقال رسته سمعت عبد الرحمن يقول أئمة الناس في زمانهم سفيان بالكوفة وحماد بن زيد بالبصرة ومالك بالحجاز والأوزاعي بالشام أبو حاتم بن حبان حدثنا عمر بن محمد الهمداني حدثنا عمرو بن علي سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول حدثنا أبو خلدة فقال له رجل أكان ثقة فقال كان صدوقا وكان خيارا وكان مأمونا الثقة سفيان وشعبة ابن أبي حاتم حدثنا أحمد بن سنان سمعت ابن مهدي يقول لزمت مالكا حتى ملني فقلت يوما قد غبت عن أهلي هذه الغيبة الطويلة ولا أعلم ما حدث بهم بعدي قال يا بني وأنا بالقرب من أهلي ولا أدري ما حدث بهم منذ خرجت قال ابن حبان في صدر كتابه في الضعفاء إلا أن من أكثرهم تنقيرا عن شأن المحدثين وأتركهم للضعفاء والمتروكين حتى يجعله لهذا الشأن صناعة لهم لم يتعدوها مع لزوم الدين والورع الشديد والتفقه في السنن رجلين يحيى بن سعيد القطان وعبد الرحمن بن مهدي قال سهل بن صالح سمعت يزيد بن هارون يقول وقعت بين أسدين عبد الرحمن بن مهدي ويحيى القطان قلت توفي ابن مهدي بالبصرة في جمادي الآخرة سنة ثمان وتسعين ومئة وعاش ابوه بعده وكان شيخا عاميا ربما كان يمزح بجهل ويشير إلى الجماعة إلى ابنه ويشير إلى متاعه فيقول هذا خرج من هذا وقال عبد الرحمن بن محمد بن سلم سمعت عبد الرحمن بن عمر سمعت ابن مهدي يقول فتنة الحديث أشد من فتنة المال والولد قال أبو قدامة سمعت ابن مهدي يقول لأن أعرف علة حديث أحب إلى من أن أستفيد عشرة أحاديث قال عبد الله أخو رسته سمعت ابن مهدي يقول محرم على الرجل أن يفتي إلا في شيء سمعه من ثقة وعن عبد الرحمن أنه كان يكره الجلوس إلى ذي هوى أو ذي رأي وقال رسته قام ابن مهدي من المجلس وتبعه الناس فقال يا قوم لا تطؤن عقبي ولا تمشن خلفي حدثنا أبو الأشهب عن الحسن قال عمران خفق النعال خلف الأحمق قل ما يبقى من دينه قال رستة سألت ابن مهدي عن الرجل يتمنى الموت مخافة الفتنة على دينه قال ما أرى بذلك بأسا لكن لا يتمناه من ضر به أو فاقة تمنى الموت أبو بكر وعمر ومن دونهما وسمعت ابن مهدي يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم دع ما يريبك إلى ما لا يريبك فقلت الآمر رجل فقال خذ بما لا يريبك حتى لا يصيبك ما يريبك يعني الحيل وبلغنا عن ابن مهدي قال ما هو يعني الغرام بطلب الحديث إلا مثل لعب الحمام ونطاح الكباش قلت صدق والله إلا لمن أراد به الله وقليل ما هم أخبرنا أبو حفص عمرو بن عبد المنعم أخبرنا القاضي جمال الدين عبد الصمد بن محمد أخبرنا علي بن المسلم أخبرنا أبو نصر بن طلاب أخبرنا محمد بن أحمد بن محمد بن جميع بصيدا حدثنا عبد الملك بن أحمد ببغداد حدثنا حفص بن عمرو الربالي حدثنا عبد الرحمن بن مهدي عن إسرائيل عن عبد الكريم عن عكرمة عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن النفخ في الطعام والشراب قال أبو عبيد الآجري سمعت أبا داود يقول قال أحمد بن سنان سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول لو كان لي عليه سلطان على من يقرأ قراءة حمزة لأوجعت ظهره وبطنه قلت جاء نحو هذا عن جماعة وإنما ذلك عائد إلى ما فيها من قبيل الأداء والله أعلم وقد استقر اليوم الإجماع على تلقى قراءة حمزة بالقبول