ليـــــــــــــل الغربــــــــــــــــــــــــــة
طارق الشيباني 	 الحكـــاية Ououoo10
ليـــــــــــــل الغربــــــــــــــــــــــــــة
طارق الشيباني 	 الحكـــاية Ououoo10
ليـــــــــــــل الغربــــــــــــــــــــــــــة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ليـــــــــــــل الغربــــــــــــــــــــــــــة

منتــــــــــــــــــــدى منـــــــــــــــوع موسوعــي
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
لكل الكرام المسجلين في منتديات ليل الغربة ، نود اعلامكم بأن تفعيل حسابكم سيكون عبر ايميلاتكم الخاصة لذا يرجى العلم برفقتكم الورد والجلنار
طارق الشيباني 	 الحكـــاية Colomb10
طارق الشيباني 	 الحكـــاية Yourto10سأكتب لكم بحرف التاسع والعشرين ..طارق الشيباني 	 الحكـــاية Yourto10 طارق الشيباني 	 الحكـــاية Yourto10لكل من هُجرْ ، واتخذ من الغربة وطناَ .طارق الشيباني 	 الحكـــاية Yourto10لكل من هاجر من اجل لقمة العيش ، واتخذ من الغربة وطناً طارق الشيباني 	 الحكـــاية Yourto10لكم جميعا بعيدا عن الطائفية والعرقية وغربة الاوطان طارق الشيباني 	 الحكـــاية Yourto10نكتب بكل اللغات طارق الشيباني 	 الحكـــاية Yourto10للأهل والاحبة والاصدقاء طارق الشيباني 	 الحكـــاية Yourto10نسأل ، نستفسر عن اسماء او عناوين نفتقد لها طارق الشيباني 	 الحكـــاية Yourto10نهدي ،طارق الشيباني 	 الحكـــاية Yourto10نفضفض ، طارق الشيباني 	 الحكـــاية Yourto10 طارق الشيباني 	 الحكـــاية Yourto10نقول شعرا او خاطرة او كلمة طارق الشيباني 	 الحكـــاية Yourto10اهديكم ورودي وعطر النرجس ، يعطر صباحاتكم ومساءاتكم ، ويُسكن الراح قلوبكم .
طارق الشيباني 	 الحكـــاية Colomb10احتراماتي للجميع

 

 طارق الشيباني الحكـــاية

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Fati
المديــــر العــام
المديــــر العــام
Fati


اسم الدولة : فرنسا

طارق الشيباني 	 الحكـــاية Empty
مُساهمةموضوع: طارق الشيباني الحكـــاية   طارق الشيباني 	 الحكـــاية Icon_minitimeالإثنين يونيو 08, 2009 11:41 am


طارق الشيباني
الحكـــاية

أنا السٌيد هنا! … أنا الكل ٌ!..أنا الرأس والرئيس!.. أنا.. أنا الربٌ! … هل فهمتما ؟… ما أقوله يجب أن يطاع .. أن ينفذ ! .. لا.. لا ليس هذا فقط .. ان ما أفكر فيه مجرد التفكير ، وقبل حتى أن أهم بقوله يجب ان يطاع ؛ لقد قلت يجب أن ينسى هذا الأمر يعني انه يجب ان ينسى ، بل ويمحى من عقول الناس كما يمحى اسم ميت من شاهدة قبر منسي

ـ ولكن لاحديث يا سيدي الآن إلا عن هذا الأمر ، فهو حدث جلل وواقعة جسيمة لا يمكن للناس ان ينسوها بسرعة!
ـ اضف الى ذلك طبيعة رعيتكم يا سيدي ! فهو قوم يحيون حياة بسيطة فارغة لا احداث فيها … وليس كل يوم يقتل سيدهم ابن اخيه لانه عارض رغبته ..

استوى الان سيد العشيرة واقفا امام محادثيه ، فبدا اضخم من العادة … بدا اضخم من بالمكان ، بل هو اضخم من المكان نفسه …
تلبد وجهه بغيوم غضب حمراء حارقة . تقدم نحو الرجلين . اقترب بوجهه نحو الرجل الاول ، فالثاني .. احسا بلهيب أنفاسه يشوي بشرة خدودهما ورقبيتهما . كان يدور حولهما في صمت وبخطى وئيدة . يكاد يغمى على الرجلين من فرط الانفعال والخوف .
ثم قال ببرودة أعصاب : اخبراني بربكما هل جعلت منكما مستشاري لتقولا لي هذا ؟ ثم صرخ فجاة ، فاجفل الرجلان وكادا يرتطما ببعضهما ويسقطا على ارض الخيمة : افعلا ما أمرتكما به .. قلت يجب ان ينسى هذا الامر .. يعني يجب ان ينسى …
أضاف السيد بصوت اكثر هدوء : قتلت ابن اخي … اخي نفسه … قتلت عمي … ابي .. ليست هذه هي المشكلة .. المشكلة أن يتوقف الناس عن الخوض في هذا ا لامر … يتوقفوا ولمرة واحدة عن الحديث فيه … تفسير وشرح من طرفكما لن اسمع . ولست مستعدا أبدا للسماع …. هل هذا واضح؟؟
وعاد ثانية للصراخ : هيا اصرفا ولا تعودا الا ومعكما الحل !
هرول الرجلان خارجين من الخيمة في اضطراب وبلبلة.
وبعد ان اصبحا بعيدين عن خيمة السيد وخيام القبيلة كلها ، قال الاول لصاحبه : اننا هالكان هذه المرة لمحالة! الرجل قتل ابن اخيه .. فماذا تراه فاعلا بنا نحن الاثنان ؟ نحن اللذان لامت له بصلة دم او لبن ؟
ـ لا تجزع هكذا ولا ينفطرن قلبك ! دعنا نفكر ! سوف نجد الحل
ـ قال الاول وبدا كأنه يحادث نفسه اكثر مما يحادث زميله : ما الذي دفعني انا الى ان اكون مستشارا ؟ ما الذي دفعني الى هذه الحماقة ؟ ما الذي دفعني الى الجلوس بين شدقي الذئبة ، والتوسل الى الله اللطيف القدير كي لا تطبق فمها ؟؟
قال الثاني : أطبق انت الان فمك ودعنا نفكر يا هذا!
سكت الأول عن مضض ، ثم جلس فوق كثيب من الرمل ، وجعل يخط فيه بأصابعه أشكالا ودوائر لا معنى لها ، ثم يعود فيمحوها بضربة واحدة .
اما الثاني فقد رفع رأسه الى السماء فبدت له كقماشة زرقاء تستر عورة صحراء صفراء وقاتلة .
مضى وقت طويل والرجلان يفكران و لا يجدان حلا . فجأة ابصرا سحابة من الغبار ركض فارس لاح قادما من البعيد .
نهض الرجلان وجعل ينتظرانه حتى يتعرفاه ، ولكن الفرس غيرت مسارها واتجهت صوب نقطة اخرى في الافق .
قال الاول هذا افضل .. ثم عاد الى الجلوس و جعل يخربش كعادته في الرمل، فيصنع الخطوط والأشكال ثم يبيدها .
انتبه الثاني لما يفعله صديقه فقال بصوت حمله نبرة الحكمة : الا تعتقد معي يا صديقي ! ان خطوب الدهر وتصاريفه اشبه بما ترسمه انت الان فوق الرمل ثم تبيده ، ثم تعود فترسم فتبيد .. يا صديقي ان حياة الانسان لهي بالفعل خربشات قدر لعوب . هازئ . لا يعبأ بدمع ولا دم ، بفرح او حزن لا يعبأ بحل او ترحال … انه فقط يلهو ويسلو كما تفعل انت بالضبط مع الرمل …
وهنا انتفض الأول واقفا كان به مس من الجن وقد احمر وجهه من الغضب ؛ ثم اخذ قبضة من الرمل وضرب بها الأرض ، ثم قال : اللعن ! اللعنة ! أنا رأسي تكاد تنفجر منذ ساعات لاجد لنا مخرجا من هذه المصيبة التي حلت بنا وهو يقول لي قدر لعوب وخربشات ولا ادري ماذا ؟! خطا بعض الخطوات هاما بالانصراف ، ثم عاد وصرخ في وجه زميله الذي ضل مشدوها مسمرا في مكانه : السيد سيذبحنا كالنعاج .. وذلك صباح الغد على أقصى تقدير ، فارجو ان تحدثه عن خطوط الرمل و حياة الإنسان بين السفر و القدر ؛ لعل ذلك يشفع لنا امام حد السيف … احمق و معتوه!!!
لاح الان الفارس وقد عاد ليركض باتجاههما . توقف الرجل بعد ان ادار ظهره لصديقه هاما بالانصراف … وصل الفارس ، ترجل عن فرسه وقال : طاب يومكما ايها السادة !
أجاب الرجلان : طاب يومك !
بادره الاول بالسؤال : هل انت على سفر ؟
أجاب الفارس : نعم لقد نزلت البارحة عند قبيلة في الجوار ، وها انا الان أغادرها مع تباشير الصبح قاصدا المدينة … ولكن يبدو ان الشمس قد ارهقت الجواد ففكرت في الاستراحة قليلا ؛ ثم العودة الى المسير
قال الثاني : فلتقم عندنا على الرحب والسعة … فترتاح وتريح الجواد حتى المساء فتكمل طريقك .
قال الرجل : اشكر لك لطفك وكرمك !….. هذا ليس غريبا عن العرب !
سال الاول مرة اخرى : ان هيأتك ولون بشرتك لا يدلان على انك عربي ؛ مع ان عربيتك طليقة وسليمة ..
فقال الرجل : نعم هذا صحيح ، فانا رومي من صقلية ، ولكن ربيت منذ صغري في بيت عربي ، كان صاحبه بمثابة الأب لي وهو نحوي بارع .. علمني اللغة والعروض …
فقال الثاني بفرح طفولي : فأنت اذن شاعر !
ابتسم الفارس وقال : لا.. لا.. انا لست شاعرا .. انا كاتب قصص واخبار .. منذ صغري ولعت ولعا شديدا بسماع الحكايا وتدوينها ، فبي شغف الى اخبار الناس وفضول لمعرفة حياتهم وكتابتها .عملي الان هو الطواف بين القبائل وجمع مادة لقصصي .
نظر الاول اليه وقد ارتسمت على زاوية فمه ابتسامة ذات مغزى : اذن فانت مؤلف قصص ؟
قال الفارس : نعم
قال الاول : وهل تستطيع ا تؤلف قصة من خيالك وتبتدع خبرا ل تسمعه ولم يروى لك ؟
قال الفارس : طبعا ولكني في الغالب الاعم ، اسمع الخبر فانقص منه او اضيف له فيتحول من القصة العادية الى رواية تشد الناس و تأسرهم ..
فقاطعه الاول : ولكنك كذلك قادر ان تبتدع حكاية كاملة من محض خيالك وتجعلها كما قلت تشد الناس وتأسرهم ..
احس الفارس وكان في الامر تحد : فقال هذا اكيد ! … ولكن ماذا تروم من وراء سؤالك هذا ؟
تبسم المستشار في خبث ـ في حين زفر صديقه زفرة قوية وقد فهم مقصده ـ وقال : انا لا أروم شيئا .. انت الان ضيف علينا وحق علينا اكرامك واحسان وفادتك … ثم اردف في شيء من التباهي : نحن مستشارا سيد هذه القبيلة وقد حللت اهلا ونزلت سهلا ، ولك علينا ان تكون الطاعم الكاسي .. هيا هات الفرس وتعالى لتستريح !
وصل الجميع الى الخيمة ، فوضع الطعام وقدم الشراب وتمت تدابير الضيافة على اكمل وجه .الى ان قال المستشار الاول : ايها الفارس الصقلي ان تمتعنا بقصة ؟
انبرى الرجل ـ وكانه لم ينتظر غير ذلك ـ يسرد حكاية مليئة بالجان والعفاريت ؛ تتصارع فيها غيلان ووحوش وينهزم فيها اقوياء قساة وينتصر ابطال شجعان فينشدها الشعراء ويحفظها الرواة وتتداولها ذاكرة الاجيال .
اثناء ذلك كان المستشار الثاني يستمع اليه في انتباه شديد ويكاد اللعاب يسيل من طرف شفته لفرط التاثر والانفعال .
في حين كان المستشار الثاني بالكاد ينتبه الى تفاصيل الحكاية ، بل بدا عليه انه يكاد ينتظر الرجل حتى ينهي حديثه .
حل المساء ، فخرج الجماعة للتمتع ببعض البرودة التي حملها نسيم عذب الى المكان . وحين هم الفارس بإسراج راحلته قصد السفر ، انقض عليه المستشار الاول شاهرا سيفه وقال : اترك الفرس واتبعني دون كلمة !
دهش الرجل ، ولكنه أذعن للأمر فاخذ يسير والمستشار يدفعه من الخلف حتى وصلا الى خيمة على مشارف القبيلة . كان هناك عبدان أسودان ضخمان يحملان سيفين بتارين يقفان امام الخيمة . دخل الفارس الى الصقلي الى الخيمة ومن وراءه المستشار الذي قال له : ابقى هنا ولا تتحرك حتى اعود … لاتنسى في الخارج عبدان قادران على الفتك بعشرة من امثالك!
وفجأة دخل المستشار الثاني وفي يده مجموعة من الأوراق و داة وقلما ، فقال المستشار الاول : حسنا ها قد اتيت … فلنربح الوقت !
قال المستشار الثاني في غضب: انا لست موافقا عما تفعله .. كان يمكن ان تطلب ذلك منه عن طيب خاطر .
قال الاول :هذه امور لا يطيب فيها الخاطر… سيف السيد مسلط على رقابنا و لابد لنا من حل قبل طلوع الشمس ..
فقال الفارس : انا لا افهم شيئا مما يحصل هنا … اخبراني ما الامر !
نظر اليه المستشاران دون ان يجيباه ، ثم تقدم نحوه الاول ومد له حزمة الورق و القلم وقال له : هيا اكتب !
قال الفارس وهو ينظر تارة الى الورق وتارة الى وجهه : ماذا اكتب ؟
قال : اكتب ! ألف ! نعم ألف حكاية !… حكاية تشغل الناس وتشدهم وتصبح حديث صباحهم و مساءهم… ألف ما ينسيهم حتى التفكير في جوع البطن وجفاف الحلق… هيا ألف قلت لك !


موقعي في الحوار المتمدن - عربي
http://www.ahewar.org/m.asp?i=2548

موقعي في تويتر
https://twitter.com/Fatiaa_F

موقعي في الحوار المتمدن - إنجليزي
http://www.ahewar.org/eng/search.asp?


مدونة موسوعة شارع المتنبي
https://shar3-almoutanabi.blogspot.com/
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Fati
المديــــر العــام
المديــــر العــام
Fati


اسم الدولة : فرنسا

طارق الشيباني 	 الحكـــاية Empty
مُساهمةموضوع: رد: طارق الشيباني الحكـــاية   طارق الشيباني 	 الحكـــاية Icon_minitimeالإثنين يونيو 08, 2009 11:41 am


قال ذلك ثم ادار ظهره للفارس وانصرف في انفعال وغضب ! بقيت عينا الفارس معلقتان بظهره وقد ارتسمت على وجهه كل حيرة الدنيا ..
وهنا قال المستشار الثاني : انا فعلا آسف ! .. ولكني سوف اشرح لك الامور….. ان سيدنا أي سيد القبيلة قد قتل منذ ايام ابن اخيه في لحظة غضب بعد ان اختلف معه في امر ما يتعلق بشؤون الحكم ، فسرى الخبر بين الناس سريان النار في الهشيم ؛ ولم يعد لهم من شاغلة غيره … جن جنون السيد عند سماعه لذلك عن طريق عيونه التي بثها هنا وهناك ؛ فدعنا اليه انا والمستشار الاول وهددنا بان نذبح كالنعاج ان لم نجد له مخرجا من هذا الامر في اسرع وقت.. ويعني بذلك ان نمحو من ذاكرة الناس وألسنتهم هذه الحادثة … فما ان أتيت انت وقلت لنا انك مؤلف قصص وحكايات حتى قلنا في نفسينا ها قد نجونا … ما هو مطلوب منك الان هو بكل بساطة تأليف حكاية تمحو حكاية السيد المتداولة بين الناس !فهل هذا صعب يا سيدي الكريم!.
.اراد الفارس ان يقول شيئا ما و لكن سرعان ما أردف المستشار قائلا : انا اعرف انه كان بالإمكان ان يطلب منك الامر بطريقة عادية ومباشرة ، ولكن زميلي المستشار الاول اصر على أسرك خشية ان ترفض او تهرب … فنحن الان تحت حد السيف كما تعلم و لا خيار لنا

00000000000000000000000

يروى ان تاجرا متجولا رقيق الحال ؛ خرج كعادته طلبا لقوته وقوت عياله . ربط عربته الصغيرة الى ظهر حماره المسن والعنيد وركب السبيل.
ان حمار التاجر هذا؛ هو فعلا حمار مسن وعنيد ؛ لقد تجاوز الأربعين عاما وهو على ملك التاجر ويعلم الله وحده متى قبل ذلك من سنة قد شرف بحظوره الى الدنيا. ومع هذا فانه حمار عنيد جدا، فهو لا يزال مصر على القيادة ـ قيادة العربة ـ ورغم انه قد يمرض في اوقات معينة من السنة ، فان التاجر عندما يحاول إقالته اوحتى إراحته بعض الوقت من مسؤولية القيادة ؛ فانه يرفض ذلك رفضا قاطعا بل ويستوي واقفا امام العربة ؛ مكابرا رغم وهنه وضعفه وليس به من بادرة ولو صغيرة للتنازل قيد انملة عن السلطة ـ سلطة قيادة العربة ـ .
يذعن التاجر المسكين لرغبة الحمار مع ان البعض يحسبونه بخيلا وقاس القلب يستمر في استغلال حمار هرم ومريض.
المهم ؛ خرج التاجر كعادته يقوده حماره ضاربا به في الاسواق هنا وهناك ؛ يشتري ويبيع!
ولكن في طريق العودة اعترض مجموعة من اللصوص التاجر فسلبوه تحت تهديد السيف كل متاعه من بضاعة ومال تاركين له فقط العربة الصغيرة المهلهلة وطبعا الحمار المسن الذي ظل متعلقا بقيادتها ؛ والذي حسبه التاجر انه وان افتكت العربة فانه سيتبع الناهبين ولن يتنازل عن سلطته وملكيته للعربة وان هلك دون ذلك .
حمد التاجر المسكين الله على سلامة النفس ونجاة البدن راجيا من السماء تعويضه وتعويض عياله عن قوت اليوم . لم يبق اللصوص للتاجر من بضاعته غير عباءة على جسده ولكن في الطريق اعترضته امراة عارية تماما وهي تصرخ وتبكي فنزل من عربته ونزع عن نفسه عباءته ومد بها للمراة التي بادرت الى ارتدائها قائلة : فليسترك الله كما سترتني !
فسالها التاجر : ما خطبك؟
قالت : لقد اعترضني عصابة من قطاع الطرق فسلبوني كل ما املك حتى ثيابي التي تسترني
قال التاجر : وهل اعتدوا عليك ؟


موقعي في الحوار المتمدن - عربي
http://www.ahewar.org/m.asp?i=2548

موقعي في تويتر
https://twitter.com/Fatiaa_F

موقعي في الحوار المتمدن - إنجليزي
http://www.ahewar.org/eng/search.asp?


مدونة موسوعة شارع المتنبي
https://shar3-almoutanabi.blogspot.com/
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Fati
المديــــر العــام
المديــــر العــام
Fati


اسم الدولة : فرنسا

طارق الشيباني 	 الحكـــاية Empty
مُساهمةموضوع: رد: طارق الشيباني الحكـــاية   طارق الشيباني 	 الحكـــاية Icon_minitimeالإثنين يونيو 08, 2009 11:42 am

قال التاجر: ربما سمعوا نهيق الحمار فظنوا انه ربما قافلة تتجه نحوهم ففروا !
قالت المراة : ربما …
في حين نهق الحمار مرة اخرى رافعا راسه في فخر وكانه فهم الامر واعتبر نفسه بطل، أنقذ امرأة من عصابة من الأشرار.
قال التاجر: اين تقصدين !
قالت المراة : انا اسكن في هذا الاتجاه .
قال التاجر : اذن فلتصعدي ، فلنا نفس الوجهة…
صعدت المرأة الى جانب التاجر الذي شرع يحادثها عن صعوبة الحياة في هذا المكان وقال انهوفي اقرب فرصة سوف يحمل عياله وينتقل للعيش في بلد آخر اول ما تسمح له الفرصة . أخبرته المرأة ان اسمها راوية بنت خليل وانها تقيم مع والديها المسنين وتعمل لإعالتهما ؛ فليس لها في الدنيا غيرهما كما انها وحيدتهما . ولم وصل التاجر امام مسكن معين نزلت المرأة منن على العربة وقالت له: انتظرني قليلا امام الباب سوف ارتدي شيئا ما واعود سريعا لاعيد لك عباءتك فقال التاجر لا داعي لذلك الان فالوقت متأخر وسوف تزعجين والديك المسنين . سأعود غدا وامر على المنزل فبإمكانك تسليمي العباءة . وافقت المرأة شاكرة ، ثم ولجت الدار وقبل ان تغلق الباب أعادت شكره وودعته بتحية من يدها .
عاد التاجر في الغد ؛ وطرق الباب ، فجوابه صوت وهن من الداخل : من الطارق؟
وقبل ان يرد فتح الباب و أطلت من وراءه سيدة عجوز فقال لها : مرحبا يا خالة !
أجابت المرأة : مرحبا بك يا ولدي … ما حاجتك ؟
قال التاجر : لقد أوصلت البارحة ابنتك راوية الى المنزل وقد أعرتها عباءتي ، وها قد جئت لاستعيدها .
ظلت العجوز تنظر الى وجه التاجر بكل حيرة الدنيا دون ان تجيب …
فقال التاجر : ما الامر يا خالة ؟… لماذا تنظرين الي هكذا ؟ هل راوية موجودة؟؟؟
لم يتلق جواب من العجوز ايضا هذه المرة ، بل ظلت تبحلق فيه وقد ارتسمت على وجهها اكبر علامات الاستغراب والدهشة .
انتقلت الحيرة الى التاجر فقال بصوت مختنق : ما خطبك يا خالة ؟..
وهنا جاء صوت وهن آخر من الداخل ولكنه هذه المراة لشيخ مسن : من بالباب يا امراة ؟
قالت العجوز : وهي تتراجع الى داخل المنزل خائفة : انه رجل مجنون يدعي انه اوصل ابنتنا راوية البارحة الى المنزل و أعارها عباءته.
قال التاجر غاضبا : انا لست مجنونا ايتها المرأة … هيا ردي لي عباءتي التي أعطيتها لابنتك البارحة ! ام ان هذه حيلة منك للاستلاء على متاع الناس !
قالت العجوز حانقة : هيا اذهب يا ابني لحال سبيلك .. يبدو فعلا انك مجنون!
كاد الامر يتحول الى مشاجرة لولا اطل الشيخ المسن من خلف الباب وقال : ماذا يحدث هنا ؟ ما خطبك يا ولدي ؟
قبل ان يجيب التاجر قالت العجوز : ان هذا الرجل اما انه لا قلب له او لا عقل له … ثم أجهشت بالبكاء …
قال الشيخ : اصمتي يا امرأة ودعنا نعرف ما الأمر !
قال التاجر : هل لديكم يا سيدا ابنة تدعى راوية ؟
قال الشيخ : نعم !1
قال التاجر : وهل هي وحيدتكما ؟
قال الشيخ : نعم !
قال التاجر: لقد أوصلتها يا سيدي الكريم الى حد هذا البيت فوق عربتي هذه وبقيادة حماري هذا وتحت إشرافه وسلطته . لقد اعترض سبيلها مجموعة من اللصوص وسرقوا حتى ثيابها ، فأعرتها عباءتي .. وهي التي أخبرتني عن اسمهاـ راويةـ وانها وحيدتكما .
طفرت الدموع الى عيون الشيخ ‘ ثم قال بصوت متقطع : هل انتظرتني قليلا يا ولدي ! سأعود حالا اليك !
دخل الشيخ المسن الى منزله ، ثم خرج وقد احظر معه عصاه التي يتكأ عليها وقال للتاجر : هلا رافقتني يا ولدي ؟
اطاع التاجر بهزة من رأسه . اخذ الرجلان يمشيان حتى وصلا الى مقبرة القرية . دخل الشيخ يتبعه التاجر الى ان وقفا عند شاهدة قبر نقش عليها باحرف سميكة واضحة : هنا ترقد المرحومة راوية بنت خليل .
كان التاجر يعيد قراءة الاسم على الشاهدة وهو يفرك عينيه غير مصدق حين قال له الشيخ : لقد مضى الان على وفاتها اكثر من عشر سنوات ولازال لها في القلب لوعة وفي الروح حرقة لا تلين .
وحين رفع التاجر عينه لينظر في وجه الشيخ وقعتا على آخر ما كان يتصوره في حياته ، لقد راى عباءته نفسها تلك التي أعارها الى راوية ليلة البارحة موضوعة عند جانب القبر ـ قبر راوية .

0000000000000000000000000000000

انهى الراوي حكايته وسط ذهول اهل القبيلة ؛ الذين اجتمعوا كلهم حوله، ونسوا حتى جوع البطن وجفاف الحلق ، والاهم انهم نسوا حكاية قتل سيدهم لابن اخيه . هذا السيد الذي كان بدوره يستمع الى الحكاية ويبتسم رضا لمستشاريه .
في حين لاحت في البعيد سحابة من الغبار تلف فرسا تركض حاملة فارسا صقليا يروي الحكايات ويؤلف القصص.
0


ملاحـــــــــــــــــــــــظة : هذه القصة مستوحاة من واقعة في التاريخ السياسي التونسي حيث ان الرئيس السابق بورقيبة اختلف مع احد السياسيين وتمت تبعا لذلك تصفية الرجل وانتشر الخبر في الأوساط الشعبية بسرعة مذهلة ولكن زامن انتشار هذا الخبر خبر آخر او هي قصة مفادها ان سائق تاكسي تونسي اعترضته امرأة عارية في الطريق فاوصلها الى محل سكناها بعد ان أعارها معطفه لتستر نفسها وعندما عاد في يوم آخر ليسترد متاعه قيل له ان هذه المرأة ميتة منذ زمن طويل وعندما اتجه الى قبرها وجد معطفه هناك … وهي حكاية طبعا مختلقة من طرف النظام التونسي القديم الذي نجح بالفعل في إبعاد قضية مقتل السياسي المعارض من الذاكرة الشعبية .


موقعي في الحوار المتمدن - عربي
http://www.ahewar.org/m.asp?i=2548

موقعي في تويتر
https://twitter.com/Fatiaa_F

موقعي في الحوار المتمدن - إنجليزي
http://www.ahewar.org/eng/search.asp?


مدونة موسوعة شارع المتنبي
https://shar3-almoutanabi.blogspot.com/
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
طارق الشيباني الحكـــاية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
ليـــــــــــــل الغربــــــــــــــــــــــــــة :: مايستهوينا في المواقع ومن الادب العربي والغربي-
انتقل الى: