Fati المديــــر العــام
اسم الدولة : فرنسا
| موضوع: شخصيات خالد الأمير تأخذ طابعاً كلاسيكياً الجمعة فبراير 20, 2009 5:20 pm | |
| محيط - رهام محمودأحب في أعماله البطولة الجماعية، حيث تضم أغلبها أشخاصا عديدة يجذبون عين المشاهد وكأنهم جميعا أبطال للوحة، الفنان خالد الأمير الذي يعود بالمتلقي إلى الماضي والتاريخ بلوحاته التي تحمل طابعا كلاسيكيا بعيدة عن الغموض، وذلك في معرضه الأخير الذي أقامه في قاعة الفنون التشكيلية بالمكتبة الموسيقية بالأوبرا.في ست وسبعين لوحة رسمهم جميعا بالقلم الرصاص صور الأمير حياة الإنسان بكل تعقيداتها, والعجائب المندثرة بداخلها, فتناول أشخاصه أحيانا من منظور إنساني بحت, وأحيانا أخرى حملت إسقاطات رمزية ذات معان فلسفية وسياسية ودينية, وهذا ممتزجا بأسلوبه الذي تميز به وهو ربطه بين الأسطورة والواقع, والحقيقة والخيال, مهتما في رسمه بإظهار الدراسة التشريحية للجسد بتفاصيلها الدقيقة؛ لتوحي بعبق التاريخ وما فيه من روح وخيال, يجمعهما حس كلاسيكي قوي التعبير, يشهد بسحر الماضي البعيد من منظور فلسفي وصوفي ذو طابع تاريخي وإنساني يخاطب العقل قبل البصر.استخدم الفنان القلم الرصاص ببراعة ودقة شديدة, فهو يستطيع أن يخرج منه الكثير من الدرجات التي تظهر التفاصيل الدقيقة لأعماله, ويرجع السبب وراء استخدامه للقلم الرصاص هو أنه يعطي أعماله روحانية أكثر وإحساس أعمق, بخلاف الألوان المبهرجة التي تعطي العمل إحساس ومعنى آخر مختلف.ترجع شخوصه إلى الزمن القديم، فهو يصور المعارك والموسيقى القديمة, عمال المناجم, الشاعر العربي, بين الأطلال, شمشون والمعبد, الرجل الصوفي الذي يعلم حفيدة "الصبي" كيف يصلي في الليل تحت ضوء القمر, الشيوخ الذين يعلمون الأطفال قراءة القرءان الكريم، فهذه المشاهد انتهت من حياتنا أراد الفنان أن يستعيدها في لوحاته تأريخا لهذا الزمن الجميل.
كما تناول الفنان في هذا المعرض المرأة التي رسمها في حالات مختلفة كالحبيبة، والحزينة، وابنة الجيران.يقول الفنان " لوحاتي لا غموض بها, فأنا لا أؤمن بالمدارس الفنية سوى الكلاسيكية والواقعية, كالسريالية وغيرها, واعتبرها نوع من العبثية وتغييب وإفساد للذوق, فإذا أردت أن تضع أي فنان في محك أو امتحان أجعله يرسم رسما كلاسيكيا, وأنا أرى أن المشاهد المصري البسيط لا يحب الغموض ويريد رؤية الأشياء واضحة, فأنا جائزة معرضي الحقيقية هي شهادة البسطاء وإعجابهم بالمعرض.يضيف: أما عن اللون فأنا أدخلته في اللوحات بشكل بسيط دون أن أفقد روح الأبيض والأسود, ففي بعض الأعمال استخدمت اللون في الخلفية ليحدث نوعا من التنوع كي يخدم الموضوع، لكنني أستمتع أكثر في استخدامي للقلم الرصاص, حيث أنه من الصعب استخدامه والخروج منه بالكثير من الدرجات الرمادية المختلفة على الرغم من أنه أبيض وأسود, فعدد محدود من الفنانين الذين يستخدمون القلم الرصاص في أعمالهم.في إحدى اللوحات المعروضة بالمعرض يبحث الفنان حول القيمة الحقيقية التي تفرق بين الأصل والصورة, حيث أننا نرى في لوحة "المستنسخ" وجهين لطفل أحداهما أ صل تعبر عينية عما يجول بخواطره, والأخرى صورة تخلو تماما من أي إيحاء.بينما تأتي لوحة "سجين بلا نوم" فتتضمن بعدا سياسيا وسيكلوجيا, صور فيها الفنان رجلا مكبلا بسلاسل حديدية, تارة ينظر لشباك زنزانته أملا في الخروج من سجنه, وتارة أخرى يكون نائما على بطنه أو متكئا على يده أو في أوضاع مختلفة محاولا النوم ولكنه لا يعرف. كما رصد الأمير مظاهرات كفاية في لوحة "بلا تعليق", ورسم أشخاصها يحملون علما يحمل صليبا ملونا وكأنه بطل للوحة, بينما تأتي لوحة "تطهر" لتطهر العاصي من ذنوبه الذي يندم عليها بشدة, وجسده وجروحه تحترق ألما من إخلاص التوبة.وفي لوحة "وطأة حذاء" نستشعر المهانة والذل الذي يمكن أن يصل إليه الإنسان, فاللوحة تصور حذاءا يوضع في وجه إنسان, رمزا إلى حال العالم العربي اليوم "بحسب الفنان".في لوحة أخرى عبر الأمير عن العنف الذي يقدم في التليفزيون ويدمر عقل النشيء في رسمه لوحة "المدمر", الذي يصور بها طفلا جالس يشاهد التليفزيون وبجانبه الفشار وكوب البيبسي, ويخرج من التليفزيون مسدسا كبيرا يصوب في رأس الطفل, فالفنان يرى أن السبب في الإرهاب والدمار ينتج من مشاهد العنف بالتليفزيون.أما لوحة "العقول الفارغة" فكانت فلسفة العمل تدور حول مجموعة من الأشخاص يضعون أصابعهم في رؤوس آخرين يتمتعون بعقول فارغة, فمن السهل أن يقودهم بعض الأشخاص لذلك صورهم الفنان بأنهم أشبة بالجماجم.وفي "صلاة الليل" يرسم الفنان الزاهد وهو يصلي في خلوته تحت ضوء القمر, كما صور الأمير أشباح حرب أكتوبر في صورة جديدة تجمع بين الماضي والحاضر, وكأن الجنود تحولوا ليصبحوا جنود صلاح الدين الذي يطلع عليهم اليهود فمنهم من يجري ومنهم من يحارب. | |
|