الرحلة - زيتوني عبد القادر

الرحلة

زيتوني عبد القادر

كانوا ) ضع ما شئت- ) رجلا واحدا …عاشوا حياتهم على ظهر سفينة
تربطهم بالبحر وشائج قوية.. صبروا أغواره.. قاوموا أمواجه.. واجهوا
ثورات أسماكه..هزموا وهزموا مرات عدة وعديدة .. ما عرفوا تفرقا ولا تخاذلا..
لكـــن هذه المرة.. ..يظهر ان شيئا ما وقع في صفوفهم

* * *

شدوا الرحال. . . مضت السفينة وسط اليم في هدوء وامن.. ..لا يعكر صفوها
همس ريح .ولا اضطراب امواج.. . كانوا فوقها هادئين، يتلهفون للوصول الى المدينة وممعانقة العيون العشيقة.

** *

فجأة :

هبت عاصفة هوجاء،حملت ذرات الرمل واحالت الدنيا الى شبه ظلام… زكمت الانوف بروائح كريهة تكراء… حركت اعماق البحر فارغى وازبد ، هاج وعربد.
اسرع الرجال كالعادة الى المجاديف.
شمروا عن سواعدهم السمر القوية...
شدوا الحبال... صارعوا الامواج ..... انقشع الظلام وظهرت الطريق من جديد.

* * *

لــــــكـــــــن. ؟

على بضعة امتار فقط ...من مقدمة السفينة ، انفجر سطح البحر وانطلقت منه سمكة منتفخة في الهواء... ثم اندفعت فاغرة الفم في اتجاههم.
امسكوا المجسات الخشبية...
تمنطق بعضهم باحزمة الرصاص...
وقف الجميع على اهبة الانقضاض.

* * *

صاح احدهم:
لا تطلقوا الرصاص، فليس معنا الكثير، دعوها تتقدم لنغرس فيها المجسات.
قاطعه ثان:
لا تتركوها تتقدم.. يجب اطلاق النار.
اعترض ثالث:
لنرتد الى الخلف.

* * *

تداخلت الاصوات...تشعيت الاراء.... تمزق الجلد الذي جمعهم زمنا... غرق القوم في الكلمات الممجوجة وتاهوا في الاحتمالات العقيمة.
بينما كان القوم في حيص بيص.
كانت السمكة تتقدم وموجات الماء التي أحدثها ظهورها تزداد اتســـاعـــا.

* * *

الجــــولـــة الاولـــى:
اسطاعت السمكة ان تحدث خدشا في مقدمة السفينة.
الجــــولــة الثانيـــة:
لا تزال نتائجها غــــامضة.

* * *

موقعي في الحوار المتمدن - عربي
http://www.ahewar.org/m.asp?i=2548

موقعي في تويتر
https://twitter.com/Fatiaa_F

موقعي في الحوار المتمدن - إنجليزي
http://www.ahewar.org/eng/search.asp?

مدونة موسوعة شارع المتنبي
https://shar3-almoutanabi.blogspot.com/

» طرهة - زيتوني عبد القادر
» التواصل - زيتوني عبد القادر
» الاسوار - زيتوني عبد القادر
» الضفدع - زيتوني عبد القادر
» عودة - زيتوني عبد القادر