اراء فلاسفة عصر التنوير ولماذا في مواجهة الكنيسة ؟

اراء فلاسفة عصر التنوير ولماذا في مواجهة الكنيسة ؟
ولماذا في مواجهة الكنيسة (عصر النهضة و التنوير فرنسا في المقدمة)

رغم ان حوارنا فلسفيا الا انه لابد من القاء نظرة على التاريخ و الجغرافية لنفهم لماذا جاءت اراء الفلاسفة على هذا النحو
قلنا في بداية هذا الموضوع ان كيف هو سؤال العلم و ان لماذا هو سؤال الفلسفة
و كان للأختراعات المتوالية و الأكتشافات المتلاحقة في العلم دورا كبيرا في ما حدث لاحقا
ولكن لأول مرة في التاريخ يرتبط العلم ارتباطا وثيقا بالفلسفة و نعني بالعلم العلم التجريبي القائم على تجربة البشر وليست الحلول الجاهزة التي فرضتها الميتافزيقا (او الماورائيات) او اي فكرة اخري
ولقد واجها العلم و الفلسفة الدين و الكنيسة في اوربا بقوة لم تحدث قبل ذلك في التاريخ البشري

وساعدهم علي النصر الأسباب التالية :

1-الحروب الدينية و القتل باسم الدين (فلقد كان البروتستانت يساقون للمذابح الجماعية في الميادين العامة في النمسا و فرنسا )قتل مفكري اوروبا الأحرار باسم الهرطقة و لم يكن يمر اي احتفال بين اي اسرتين ملكيتين في اوروبا دون قتل بعض المهرطقين مثال (عندما تزوج الوصي على عرش لويس الرابع عشر ملك فرنسا من ابنة ملك اسبانيا حرقوا في الحفل 80 مهرطقا)

3- قتل العلماء مثل كوبرنيكوس الذي قال ان الأرض كروية و كفرتة الكنيسة من اجل رأيه و احرقته بتهمة الزندقة بعد ان رفض ان يتنازل عن رأيه وهو ما كاد ان يتكرر مع جاليليو لولا انه تراجع وقال لهم جملته الشهيرة لا تريدونها كروية اذن هيا ليست كروية

ثم قال لهم بعد ان افرجوا عنه و لكنها تبقي كروية

4-فشل محاولات القديس توما الأكويني و تلميذة البير الكبير في تفسير الكتاب المقدس تفسيرا علميا ليوقف
دق العقل لأبواب اوروبا خاصة و ان الرشديين كانوا قد انتشروا حتى في المدارس اليسوعية حاملين معهم
شروحات ارسطو و اراء ابن رشد

5-ظهور الطائفة البروتستانتية و انشقاقها عن الكنيسة الكاثولكية و اتهامها للكاثولكية بانها وثنية
(حتى وقتنا هذا كل الكنائس البروتستانتية ممنوع فيها دخول اي تماثبل )
و ما تلاه ذلك من مذابح تمت بمباركة بابا الفاتيكان

6-محاكم التفتيش و ادعاء رجال الدين امتلاكهم الحقيقة المطلقة و ادى ذلك الى ان يعيش مفكري اوروبا الأحرار حياتهم كلها او معظمها او جزء منها متخفين عن الأنظار خوفا من ان يقتلهم احد من البسطاء تأثرا
بكلمة قد يكون قالها رجل دين او خوفا من الحكومات المرتبطة بالكنيسة ارتباطا وثيقا وقتذاك

ولقد عاش ديكارت في هولندا و خاف ان ينشر الكثير من اراءه حتى قرب موته
و عاش فولتير في انجلترا فترة وهولندا فترة اخري
وكانت هولندا ملجأ للفلاسفة و المفكرين بعد ان تمكنت منها البروتستانتية و اصبحت اكثر ليبرالية من الدول الكاثوليكية المجاورة

ولقد ادت الأسباب السابق ذكرها الى ثورة فكرية في اوروبا اهمها :
1- ظهور اول دعوة ليضع البشر قوانينهم بانفسهم بعيدا عن الكنيسة حتى يسود السلام الأجتماعي
ولقد جات على يد المفكر الأنجليزي جون لوك
وكتابة الشهير القانون المدني او civil law


2- تسديد مفكرين و فلاسفة سهامهم بشدة اكبر للكنيسة و مساندة العلم لهم في المعركة و خاصة بعد قيام الثورة الصناعية

و انتشار افكارهم بعد وجود المطابع
لقد ادت الثورة الصناعية الى

1-ظهور الطبقة البرجوازية (الطبقة الوسطي) بعد ان كان المجتمع مقسم بين الطبقة الأرستقراطية و عامة الشعب
هذة الطبقة كانت من طبقة التجار و الصناع و الحرفييين
2-ظهور الطبقة البروليتارية (او العمال و انضم لهم لاحقا الفلاحيين)

و لقد ادي الصراع الطبقي بين البرجوازية و الأرستقراطية القديمة و المتهالكة و البروليتارية
الي مكتسبات انتزعتها الطبقتين معا (البرجوازية و البروليتارية )
مثل حق تكوين النقابات و التجمعات للدفاع عن مصالحهم
تمثيل اكبر لهم في البرلمان (خاصة في فرنسا )
و مع الوقت استطاعت الطبقتان معا التقدم وسط تقهقر الأرستقراطية خطوة بخطوة
و هو ما ادي في النهاية لقيام الثورة الفرنسية لتثور علي الماضي كله
و لم يكونوا فلاسفة العصر بعيدا عن هموم الناس بل كانوا اقرب اليهم من اي عصر مضي
وحملوا مضامين انسانية خالصة طالبت بمساواة البشر
و ان كان الأستثناء الوحيد من هذه القاعدة هو نيتشه الذي كانت فلسفته عنصرية جدا

و سنبدا في عرض اراء بعض الفلاسفة من عصر النهضة و التنوير

1-ديكارت
2-الشاعر الفرنسي فولتير
3-جان جاك روسو
4-اوجست كانط
5- كارل ماركس (مع قراءة لأراء هيجل لأن ماركس تأثر كثيرا بهيجل )
6- جون ستيوارت مل..!!