صنفت حديقة الحامة بالعاصمة من قبل خبراء عالميون من بين أجمل خمس حدائق في العالم ،الحديقة فتحت أبوابها بعد غلق دام ثماني سنوات وهذا من أجل أشغال الترميم و بالنظر إلى القيمة التاريخية و البيئية و الطبيعية للحديقة فإن الأمر ليس كذلك حديقة التجارب بالحامة لمن لا يعرفها تُعَدّ حديقة الحامة إحدى ثلاث حدائق تاريخية في العالم. بعد حديقتين، الأولى في بريطانيا والثانية في الولايات المتحدة الأمريكية وتُعتبر مكتبة عالمية للنبات و قد مثلت فيها العديد من الأفلام أيام الاستدمار الفرنسي كفيلم الطرزان و فيها أول حديقة حيوانات في إفريقيا .
وتعود نشأة حديقة "الحامة" في العاصمة الجزائرية إلى عام 1832 أي بعد عامين من الاستعمار الفرنسي للجزائر مساحتها32 هكتارًا تتوسط الحديقة حي البلكور الشعبي في الجزائر العاصمة ومنذ نشأتها كانت حديقة الحامة أرضًا للتجارب العلمية التي يجريها الاستعمار الفرنسي على النباتات التي يحضرها من المستعمرات الأفريقية الأخرى، حيث يتم زراعتها في الحديقة لتتأقلم مع المناخ المتوسطي، ثم يصدرها إلى أوربا بعد ذلك. كانت تستخدم الحديقة أيضًا كمشتل لأنواع الكرم والزيتون والفواكه، وتوزع على مزارع المعمرين الفرنسيين في الجزائر.
يتميز مناخ حديقة الحامة عن مناخ العاصمة، حيث تتراوح درجة حرارة العاصمة ما بين 6 درجات شتاء و38 درجة صيفًا بينما لا تنخفض درجة الحرارة في الحديقة عن 15 درجة شتاء ولا تزيد عن 25 درجة أثناء الصيف. ولا يوجد تفسير علمي لهذه الظاهرة .
ولم يساعد هذا المناخ الدافئ على تنوع النباتات في الحديقة فحسب، بل وفي عمرها المديد أيضًا حيث ينمو في ربوع الحديقة ما يربو عن 2500 نوع من الأشجار والنباتات من مختلف أنواع المناخ والبيئة في العالم تأقلمت مع مناخ الحديقة المتميز بعض هذه النباتات والأشجار لا يوجد إلا في حديقة الحامة مثل شجرة دراسينا ،وتعرف بشجرة التنين، ويعود عمرها إلى عام 1847. ويزين ممر الحديقة الفرنسية المجاورة للبحر أشجار النخيل المروحي المسمى "واشنطونيا"، وتبعد الحديقة الفرنسية عن البحر بنحو مائتي متر فقط وسميت بهذا الاسم لتشابهها مع حدائق قصر فرساي بفرنسا، وأنشئت في عام 1903.
أما عن حديقة الحيوانات وهي الأولى في إفريقيا فقد هي جزء من حديقة التجارب أنشأها المعمر الفرنسي جوزيف دونغ عام 1900 كان أميًّا وكانت زوجته تفك الحرف لبّت السلطات الفرنسية طلبهم بإنشاء حديقة حيوانات بمنحهم هكتارا واحدا لبناء حديقة حيوانات تدجن فيها الحيوانات المتوحشة القادمة من أدغال أفريقيا، ثم تصدر إلى أوروبا وازدهرت تجارة الحيوانات المتوحشة المُدجنة عام 1912 ،حيث تعيش الحيوانات المتوحشة لمدة شهرين في الحديقة، ثم تُصدر لدول أوروبا والهدف من بقاء الحيوانات هذه المدة هو التأكد من خلوها من الأمراض وتعويدها على مناخ يختلف عن مناخ غابات أفريقيا لتُصبح مهيأة للتأقلم في حدائق حيوان أوروبا.