حرم فيدرر من المجد
نادال يعتلي عرش ويمبلدون في نهائي أقرب الي الخيال في نهائي أشبة بالإعجاز وروعة أقرب إلي الخيال، جمع النجم الأسباني رافاييل نادال المصنف الثاني عالميا بين الحلم والتاريخ وأزاح صديقه اللدود السويسري روجيه فيدرير المصنف الأول من عرش بطولة ويمبلدون "انجلترا المفتوحة" كبري بطولات التنس الأربع الكبرى " الجراند سلام" وحصد اللقب الغالي للمرة الأولي في تاريخه.
جاءت المباراة حماسية وماراثونية بين نجمي اللعبة ولوحة إبداعية رسمها نادال وفيدرير ببراعة واقتدار، في لقاء استمر 4 ساعات و48 دقيقة لم يتطرق خلالها الملل قط الي أحد المشاهدين والذين رغبوا أن يقتسم النجمان اللقب بعد الأداء الراقي والروح الرائعة التي سيطرت علي أجواء المباراة.
ويبدو أن نادال قد تأثر بتتويج منتخب بلاده لكرة القدم قبل أيام بلقب بطولة أمم أوروبا "يورو 2008" بعد سنوات من الحرمان دامت منذ عام 1964 لتتجاوز 44 عاما، فقهر الملاعب العشبية وبطلها المتوج وأعاد اللقب إلي اسبانيا بعد غياب 42 عاما.
دخل رافا وروجي المباراة وكل منهم يبحث عن التاريخ والإنجاز، فالأول يبحث عن لقبه الأول في البطولة والذي يعرف جيدا أنه ملك خاص لملك الملاعب اللعبة السويسري، وهو ما يجعله بعيد المنال، وبخلاف كونه اللقب الأول فانه يطارد التاريخ كذلك ليجمع بين لقبي رولان جاروس "فرنسا المفتوحة" وويمبلدون بعد زمان بعيد منذ تتويج الأسطورة السويدية بيرون بورج باللقبين معا.
أما النجم السويسري فيفتش هو الأخر عن التاريخ مصحوبا بمواصلة أرقامه القياسية، حيث يرغب في إضافة لقبه السادس علي التوالي للبطولة الإنجليزية لتحطيم رقم الأسطورة بورج الذي توقف عند خمسة ألقاب، ومواصلة سلسلة انتصاراته علي الملاعب العشبية والذي وصل الي 65 فوزا متتاليا.
ومن تلك الدوافع والرغبة في الانجاز دخل الثنائي اللدود المباراة النهائية والتي كانت بحق خير ختام لواحدة من كبري البطولات العالمية، ودانت الأفضلية لرافا اغلب فترات المباراة وفرض نفسه نجما علي البساط الأخضر بعد سنوات من التعثر أمام فيدرير بالذات، وحسم اللقب الأول له علي ملاعب ويمبلدون بعد مباراة هي الأطول في تاريخ البطولة.
رافا يحقق الحلم في المحاولة الثالثةدانت السيطرة لنادال في المجموعة الأولي في محاولة لهز ثقة النجم السويسري والتي يكتسبها تلقائيا من علاقته الحميمة بملعب ويمبلدون، ليتمكن من كسر إرسال فيدرر في الشوط الثالث ويحسم المجموعة لصالحه بنتيجة 6-4 بعد 48 دقيقة، ليخسر روجي أول مجموعة في البطولة.
دخل فيدرر المجموعة الثانية أكثر تركيزا ونجح في بسط سيطرته علي أشواطها الأولي ليتقدم بنتيجة 4-1، قبل أن يكشر رافا عن أنيابه مجددا ليحسم خمسة أشواط متتالية لصالحه وينهي المجموعة بكل قوة بنتيجة 6-4 بعد 46 دقيقة.
وأصبح نادال علي بعد مجموعة واحدة من تحقيق الحلم وانتزاع اللقب الغالي، ولكنه اصطدم بمحارب عنيد ومنافس صعب المراس، فحافظ كلا منهما علي إرساله رغم المحاولات التي سنحت لهما لكسر إرسال الأخر، وتتدخل الأمطار لإيقاف سخونة المباراة ويتوقف اللعب لما يقرب من ساعة ونصف، تعود بعدها أكثر سخونة ويحتكم النجمان الي الشوط الفاصل ويلقي فيدرر بكلمته بنتيجة 7-6 (7-5) بعد 61 دقيقة ويقلص الفارق إلي 2-1 في المجموعات..
فيدرر تنازل عن عرش ويمبلدون ويعود رافا للبحث من جديد عن مجموعة اللقب، ويفرض التعادل نفسه بطلا للمجموعة بعد أن حافظ كلا النجمين علي إرساله بدون كسر ليحتكما مجددا إلي الشوط الفاصل، ويتقدم نادال بنتيجة 5-2 ويقترب من منصة التتويج ويرسل من أجل اللقب، ولكن ينتفض فيدرر ويخرج ما في جعبته في مجموعة هي الأروع في البطولة ليخطف المجموعة بنتيجة 7-6 (10-
ليعود للمباراة بعد معاناة استمرت 58 دقيقة، ويعادل المجموعات 2-2.
ويصبح اللقب في متناول الاثنين دون أفضلية ويظهر الإعجاب والانبهار جليا علي وجوه المتابعين، وللمجموعة الثالثة علي التوالي يحافظ روجي ورافا علي إرساله من الكسر، رغم تدخل الأمطار مجددا في الشوط الرابع لتوقف المباراة نحو نصف ساعة، ويتسرب القلق إلي نفوس النجمين ويستمر التعادل قائم حتي 7-7، وينجح النجم الاسباني في الاقتراب من النهاية فيكسر إرسال فيدرر ويرسل من أجل المجد فيدخل التاريخ من أوسع أبوابه.
التاريخ يفتح ذراعيه لنادالفتح التاريخ بهذا اللقب ذارعيه لنادال وادار ظهره لفيدرر، فأصبح النجم الأسباني أول لاعب يجمع بين رولان جاروس الفرنسية وويمبلدون منذ 28 عاما، وبالتحديد منذ انجاز بورج عام 1980، كما أصبح أول إسباني يتوج باللقب الأنجليزي منذ 42 عاما حين اعتلي مواطنه مانويل سانتانا المنصة عام 1966.
نجح رافا (22 عاما) في المحاولة الثالثة له علي اللقب الأنجليزي بعدما خسر في اخر نسختين أمام فيدرر بالذات، ليحقق الفوز الأول علي فيدرر علي الملاعب العشبية، ويرفع عدد مرات الفوز علي بطل العالم الي 12 انتصاراً مقابل 6 هزائم.
وأوقف النجم الأسباني سلسلة انتصاراته فيدرر المتتالية علي ملاعب ويمبلدون عند 65 فوز، منذ أخر هزيمة له عام 2002 وتحديداً عندما خرج من الدور الأول أمام الكرواتي ماريو أنسيتش، كما ألحق به الخسارة التاسعة هذا الموسم مقابل 45 إنتصار، ليبقي رصيده عن لقبين هذا العام وهما إستوريل البرتغالية وهاله الألمانية.
وحرم نادال صديقه اللدود من بطولة رولان جاروس بالتخصص قبل شهر محققا لقبه الرابع علي التوالي 2005، 2006، 2007، 2008، وعاد ليحرمه مجددا من لقبه المفضل علي ملاعب انجلترا ويحصد لقبه الشخصي الخامس في سلسلة ألقاب الجراند سلام.
وتوقف رصيد فيدرر من ألقاب الجراند سلام منذ العام الماضي عن 12 لقب علي بعد لقبين من الرقم القياسي المسجل بأسم الأسطورة الأمريكية بيت سامبراس، بخروجه من الدور نصف النهائي لبطولة ميلبورن "استراليا المفتوحة" أمام الصربي نوفاك ديوكوفيتش، والهزيمة في نهائي رولان جاروس أمام نادال، وهزيمة الأمس أمام نفس اللاعب، في انتظار الأمل الأخير ببطولة فلاشينج ميدوز "أمريكا المفتوحة" والتي يبحث عن لقبها الخامس علي التوالي.
وأكتفي بألقابه ملبورن الأسترالية أعوام (2004 و2006 و2007)، وويمبلدون (2003 و2004 و2005 و2006 و2007) وفلاشينج ميدوز أعوام (2004 و2005 و2006 و2007).