لكل الكرام المسجلين في منتديات ليل الغربة ، نود اعلامكم بأن تفعيل حسابكم سيكون عبر ايميلاتكم الخاصة لذا يرجى العلم
برفقتكم الورد والجلنار
سأكتب لكم بحرف التاسع والعشرين .. لكل من هُجرْ ، واتخذ من الغربة وطناَ .لكل من هاجر من اجل لقمة العيش ، واتخذ من الغربة وطناً لكم جميعا بعيدا عن الطائفية والعرقية وغربة الاوطان نكتب بكل اللغات للأهل والاحبة والاصدقاء نسأل ، نستفسر عن اسماء او عناوين نفتقد لها نهدي ،نفضفض ، نقول شعرا او خاطرة او كلمة اهديكم ورودي وعطر النرجس ، يعطر صباحاتكم ومساءاتكم ، ويُسكن الراح قلوبكم .
موضوع: اوباما ولاعب السيرك الأحد يوليو 13, 2008 10:26 pm
أوباما ولاعب السيرك
خيري منصور
لأن المرشح الديمقراطي أوباما اخترق خطاً أسود إضافة إلى عدة خطوط حمر، فهو مطالب بألا يخطئ، وغير مسموح له بالخطأ على الاطلاق، وهكذا يصبح أشبه بلاعب السيرك، الذي لا خيار ثالثاً أمامه، فإما التصفيق أو السقوط عن الحبل.
والمسألة سايكولوجية أولاً وأخيراً، فالسود والنساء في العالم الذكوري الأبيض عليهم أن يكونوا ملائكة، وأن يتحرروا من بشريتهم لأنه لا يحق لهم ما يحق لكل عباد الله.. سواء كانوا من الطيبين أو الأشرار.
أوباما في حالة فوزه يرث عبئاً ثقيلاً، بدءاً من حروب بوش التي أبهظت الولايات المتحدة مادياً وأخلاقياً وسياسياً حتى ما يحمله في ذاكرته وباطن عقله من رواسب الدراما السوداء.
وثمة من يقولون إن الشعب الأمريكي ذو نزعة محافظة، وإذا كان مغامراً في مجالات الحياة المتعددة فهو مرتهن لجملة كوابح قدر تعلق الأمر بالسياسة وبمن يتولى الحكم.
وليس الأمريكي بحاجة إلى فقهاء في علم الحروب الخاطئة كي يتبين حجم خسائره التي ألحقها به الجمهوريون، فما اقترفه بوش وحده يحتاج إلى فريق من الحمقى كي ينجزوه على هذا النحو الذي يصعب الفصل فيه بين ما هو كوميدي أسود وتراجيدي شديد البياض.
قلنا من قبل إن الفوز النسبي لأوباما هو خطوة رمادية تفصل بين السود والبيت الأبيض، وإذا تذكرنا أن منافسته هي امرأة فإن الملف السايكولوجي يفرض نفسه مجدداً.. وذلك ليس على طريقة ما يسميه العرب “المتعوس وخائب الرجاء”، بل لأن الوقت لايزال مبكراً على تأنيث مناصب سياسية في العالم منها رئاسة الولايات المتحدة والأمانة العامة للأمم المتحدة، وحتى الأمانة العامة للجامعة العربية، فستة آلاف عام من السطو الذكوري على هذا الكوكب لم تكن مجرد ألفيات مرت وغربت شموسها دون أن تفرز أعرافاً ومنظومات من القيم تواصل نفوذها كما لو أنها مجرات انقرضت لكن عتمتها وليس ضوءها لايزال مسافراً نحو الأرض.
إن من يزعمون الدراية بشعاب أمريكا هم على الأغلب ذوو ثقافة سياحية أكثر مما هي سياسية، لهذا لا يرون في المجتمع الأمريكي غير الجزء الناتئ من جبل الجليد فيه.
وكان لا بد من حدث زلزالي ذي ترددات لا آخر لها كالحادي عشر من سبتمبر/ أيلول كي تختبر أطروحة الفردوس الأرضي، كما سماها الراحل د. المسيري.
إن السايكولوجيا هي في الصميم من هذا الموسم الانتخابي في الولايات المتحدة، حيث يتم العزف على أشد الأوتار حساسية في ثقافة بيضاء، ولا ندري لماذا يتجاهل المراقبون هذا البعد الحيوي في كل انتخابات مماثلة، حيث تلعب الميديا المسيّرة والمسيسة دور البطولة في التكبير والتحقير.
أخيراً على أوباما بن حسين أن يدرك أنه محروم من الحق في الخطأ، لأن التسامح مع أمثاله ممنوع، وهو بالفعل أشبه بلاعب سيرك، لكن على حبل السياسة هذه المرة.