مَطَر، لَعَلّك تدرِكُ عشقِي للمَطَر !
بَيْنَ الخَيَال والجُنُون اتخَذَت رُوحِي مَجلِسَهَا
بَيْن أغنِيَة عشقٍ ولَحنِ الجُنُون
هُنَاكَ حَيثُ النَبضُ يُرَاقِصُ دمعَة عَلَى غَفلَة منْك
وَحِيدَة بَيْنَ غُيُوم البُعد أردّد تَعوِيذَة اللّقَاء
أتوَسّلُ صَبرًا مِن سَحَابَة مُحمّلَة بأطنَان مِن الدمُوع
وأملًا مِن طَيْر أبيَض يُعَانِقُ زُرقَة السّمَاء
لَا تَنْسَانِي، أردّدُهَا كُلّ رَمشَة وأنَا أبحَثُ عَنْ طَيفِكَ ذَاكَ
الذِي حَرَمتنِيه الحَيَاة !
~
أغنِيَة .. وصَوتُكَ لَحنِي !
رعشَة كَانت أو لَعَلهَا غَيْبُوبَة تلك التِي تُصِيبُنِي كلمَا انتَشَيتُ بصَوتِكَ
سمفُونيّة عشقٍ تلكَ التِي يعْزِفُهَا
ليُصِيبَنِي فِي مَقتَلٍ كُلّمَا قرّرتَ قِيَادَة أوركِيسترَا الهَمَسَات
تَغَارِيدُ المَسَاء وأمَانِي الصّبَاح تَختَزِلُهَا كَلِمَاتُكَ
حَمَامَات السّلَام تُحلّق بالقُرب مِن الفُؤَاد كُلمَا سمعتُه
بربّكَ أخبِرنِي .. مَتَى أجدْتَ العَزفَ عَلَى أوتَار فُؤَادِي ؟
غنّ ودَعِ العَصَافِير تَقِفُ دَامِعَة أمَام سحرِك
~
جُنُون .. ولَكَم تُرعِيبُنِي تَفَاصِيل الغِيَاب !
دَعنِي أخبركَ أمرًا رجَاءً
تَفَاصِيلُكَ الصّغِيرَة ترعِبُنِي،
ابتِسَامَتُكَ، ضحكَتُكَ، طيبُوبَتُكَ، نَقَاؤُكَ
حُرّية روحِي بالقربِ منكَ
بيَاضُ قَلبِي الممتَلِئ بعشْقِكَ
السّكِينَة التِي تَتَجوّلُ فِي نَبْضِي
أسطُورَة مشَاعِرِي قُربَكَ !
كلّهَا تُرعِبُنِي، تَدُوس لَيلِي دُونَمَا رحمَة
وتُضِيئ مصبَاح السّؤَال
أتُرَاكَ سَتَكُون لِي ؟
أتُرَانِي سأنعَمُ بِقُربِكَ ؟
أتُرَى أغنية الصّبَاح ستصمُت يَومًا مَا ؟
كُلّهَا تُرعِبُنِي وتَعْزِفُ تَرنِيمَة المَوتِ البَطِيء فِي رُوحِي
مَطَر وأغنِيَة مِن الجُنُون وأهزُوجَة نَقَاء يَا أنتْ !