الحب كلمة معناها التَعلُّق بالشيء تَعلُّقاً لا يُستطاع التَخلّص منه ، ونحن بصدد تلك العلاقة المتينة الغريبة بين المحب وعشيقته ، بين المحبة وعشيقها ، ويمكننا ان نقسمها إلى قسمين تجليا في بيت رابعة العدوية رائدة العشق الإلهي :
أحبك حبين حب الهوى....وحــبــــا لأنـك أهل لـذاك
فمن خلال البيت نرى ان هناك نوعان من الحب :
-حب الهوى : وهو ذلك الشعور الذي نحس به نحو الطرف الآخر مغلبين العاطفة على العقل والتفكير فكثيرا ما نقع في متناقضات تؤرقنا وقد تدفع بنا صعوبات جمة منها الوحدة والأنس الشوق الفرحة الحزن الغضب الصبر الخيال الخ ... من عواطف جياشة تتجمع كلها لتصنع لنا ما يسمى بالعشق والغرام وطالما سمعنا وسنسمع عن قصص واشعار واغاني على غرار " قيس وليلى" و" روميو وجولييت " والكثير ومن الروايات التي تصف عذاب العشق والغرام .
- حب المنطق : قد نجرد هذا الحب من العواطف فنغلب المنطق والعقل والتفكير فلا نرمي بأنفسنا الى متاهات الحب ، فنحب المرأة لإيجابياتها ، فكيف تهــوى امراة سلبية ؟ او كيف تهوين رجلا غير سوي ؟ ومن ذا المنطلق لابد لنا من نغلب عقولنا على عواطفنا قصد اتزان حياتنا وخلوها من المفارقات ، زيادة على ذالك يقول احد المفكرين ان معظم قصص الحب والغرام المشهور كانت فاشلة ولم تنتهي بالزواج .
-وفي رأيي المتواضع يمكن الجمع بين النوعين شرط عدم تغليب حب على آخر فلا عاطفة دون عقل ولا عقل دون عاطفة ويتأتى ذلك من خلال المودة والرحمة بين الزوجين او المحبين مصداقا لقوله تعالى -: {وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} [الروم: 21].