ملاحــظة : هاته أصعب حلقة كتبتها إلى الآن لأنها فعلا ذكرتني بأصعب أيام حياتي .
- لا أدري كيف إستطعت أن أتحمل تلك الصدمة خاصة في لحظاتها الأولى .. فقد كنت أحلم بأن الأمر سيفشل لا محالة و سترجع لي حبيبتي مثلما عادت في سابقاتها ، لكن هذه المرة .. تزوجت .. تذكرت مباشرة قوله سبحانه و تعالى : (( وعسى أن تحبوا شيئا و و هو شرا لكم .. )) .. بعدها إرتفع ضغط دمي ليبدأ رأسي يؤلمني ألما شديدا .. بعث رسالة لقريبة حبيبتي قلت لها فيها أريد أن أكلمك لآخر مرة و إني أقسم لك بالله العظيم أني لن أزعجكما بعدها أبدا .. و فعلا كلمتها و قلت لها حينما سألتني كيف حالك ؟؟ ما تريدي أن أقول لك إذا قلت لك أنا بخير فأنا سأكذب عليك ، سامحيني على كل إزعاج سببته لك و لها و قلت لها أيضا قولي لحبيبتي (ربي يســــــــــامحك ) و أقفلت الخــط و مسحت كل أرقامهما ، و إلى الآن لم أتصل بهما رغم أني لازلت أحفظ تلك الأرقام التي رسخت في ذهني لأن كرامتي و مبادئي طبعا تمنعاني أن أهـاتف فتاة متزوجــــة .
- دخلت المنزل قرابة 23:00 ليـــلا .. لم أستطع تناول وجبة العشاء لأني فعلا لم أعد أشعر بكياني .. أحسست حينها أن أحدا يخنقني ليقطع عني الأوكسجين .. تمددت على فراشي أحاول و أحاول أن أستنشق الهواء لكن أجد نفسي لازلت مخنوقة .. فقلت إن كانت هذه هي نهايتي فمرحبا بها لأني فعلا كرهت هاته الحياة اللعينة ، بعدها أردت أن أطفأ نور الغرفة لكني لم أستطع لأن قلبي هو الآخر قد تشنج فلم أستطع التنفس أو التحرك من مكاني .. أردت أيضا أن أنادي أمي لكن قلت في نفسي لن أوقظ أمـــي من أجلي و سأتركها للصباح فإذا مت فأرجوا أن يصبرها عني لأني أعرف مقدار تعلقها بي خاصة و أني إبنها البكـر .
- بعد حـــوالي ساعة إستطعت أخيرا أن أخطو خطوتين لأطفأ النور و تمددت على فراشي و الألم يعصرني عصرا .. أبكي و أبكي و أبكي بحرقة شديدة حتى تبللت مخذتي لأقلبها على الوجه الآخر .. و نفس الشيء .. حتى نمت و الغيظ يكاد يقتلني .. لكن مــا هي إلا ساعتين أو ثلاث لأستيقظ و أنا منزعج و كأني رأيت كابوسا مرعبا .. حبيبتي تزوجت .. نهضت لأتوضأ و أشرع في الصلاة .. لأني تذكرت حينها قول المولى عز وجل : ((وَاسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخَــــاشِعِينَ)) أدعوه و أنا أبكي رافعا يدي إلى السماء : ( يا رب إن كان هذا قدرك أنا راضي .. يا رب سئمت هذه الحياة فخذني إليك .. يا رب أنت تعلم أن هذه الحيـــاة قد هــــانت علي و هانت علي روحي فحاشا أن أزهقهـــا بنفسي .. ربي خذني إليك أترجـــاك .. ) .
- بعده تذكرت أولئك الصالحين الذين أرقهم ألم فــــراق الحبيب لسنوات عديدة فدعيته قــائلا : ( يا رب أنت الذي أرجعت سيدنا يوسف عليه السلام لأهله بعد طول غياب ، و أنت الذي زوجت من عشقت سيدنا يوسف عليه السلام – زليخة - له بعد كل تلك السنوات من عذابها ، و أنت الذي رددت سيدنا موسى عليه السلام لأمه و هو رضيع بعد بضعة أيام ، و أنت الذي أرجعت سيدنا و حبيبنا محمد عليه أفضل الصلاة و أزكى التسليم لمكة بلده الذي غادره و الدموع في عينيه و هو يلتفت إليها ويقول : (والله إنك أحب بلاد الله إلي ، و لولا أن قومي أخرجوني ما خرجت) بعد 10 سنوات يعود لها فاتحا .. يا رب يا مالك الملك تعلم أني سأرضى بها و لو تزوجت ألف رجل غيري .. فقط ردها إلي ردا جميـــــــــــلا .
- أذن الفجــر لأجد نفسي متجها نحو أبعد مسجد لأصلي صلاة الفجر جمـــاعة ، و من يومها لم أتخلف عن صلاة الفجر في جماعة إلى اليوم و لله الحمد ، إلا إذا كنت مســـافر أم مريض .
- أيضا نذرت نذر لله ، و قلت يـــا رب إن رجعت لي حبيبتي فإني سأصوم يوما في كل أسبـــوع و سأصلي ركعتين كل ليلة حمدا و شكرا لك يا رب طوال حيـــــاتي .
***