- بدأت صديقة حبيبتي تؤمن بصدق حبي لصديقتها العزيزة لتستسلم للأمر و تباركه .. و من العجائب أن هاته الفتاة تشبهني في كل شيء خاصة في طريقة التفكير الأمر الذي انزعجت منه حبيبتي لشدة غيرتها ما جعلني أغالطها بقاعدة فيزيائية تعلمناها في الصغر و هو أن الموجب مع الموجب لا يلتقيان أبدا لأننا إذا أردنا أن يشتعل المصباح الكهربائي يجب أن يكون أحد السلكين يحمل شحنات موجبة و الآخر سالبة فتنفست صعـــداء .
- أيضا قد وضعت بعض الأشياء الأساسية إشترطتها أن تكون في حبيبتي كي أستطيع العيش معها بسلام فيما بعد و هي :
1 – حب مصـــر : لكنها لم توافق عليه أبدا لكرهها الشديد لما فعله الإعلام المصري الرخيص بعد مباراة أم درمان .
2– تعلم لعبة الشطرنج : فلم يكن لديها الوقت لـــــــــذلك .
3 – قراءة ورد قرآني يوميا : لأنها كانت تقرأ بشكل غير منضبط و على فترات متباعدة .
- أعترف أني تعلمت من حبيبتي أشياء كثيرة .. منها أن أضحك حتى ولو كان الألم يعصرني ، و أن أثابــر و أسعى للنجاح دوما مهما كانت المعوقات .. حبيبتي كانت صريحة جداا و تعيش الواقع فقد قالت لي يوما ما أريد التخرج و العمل ليس لنشر رسالة العلم أو شيء من هذا القبيل .. قالت : أريد أن أعمل لأني محتاجة إلى المـــال لا أكثر .. و قد إختارت الطور الابتدائي كي تدرس فيه بعد تخرجهــا .
- حبيبتي كانت تميل دوما للضحك فتنظر إلى القصة و إلى تصرفات الغير فتحكيه لـــي بقالب فكاهي وبأسلوبها الجميل ذاك و طريقة كلامها الخفيفة و كثرة ثرثرتها و عفويتها أيضا حتى لقبتها بالمهرجة بالفطرة لأنها كانت الوحيدة التي تستطيع أن تضحكني حتى تدمع عيني من شدة الضحك .
- كانت في حبيبتي صفة لم أحبها فيها أبدا أبدا و هي الكذب فكانت تكذب عني دوما لكنها تعترف لي بعدها بذلك و تطلب الصفح مني .. و من بين أهم الكذبات التي كذبتها عني أنه جرت العادة أني لا أستطيع أن أكلمها إذا سافرت لزيارة أقاربها أم إذا زارهم هؤلاء الأقارب .. ففي يوم من أيام الصيف حيث أني كنت مدمن على النوم وقت القيلولة لدرجة أني كنت أفضل النوم على أن أهاتف حبيبتي التي لا تنام ليل نهـــار .. قالت لي اليوم آخر يوم لك فيه فرصة إذا كنت ترغب في أن تكلمني لأنه سيحضر بعض الأقارب مساءا و لن أستطيع مكالمتك بحضورهم خاصة و أن أمر زيارتهم لنــا قد يطول .. و بما أنها آخر فرصة لي ذهبت إلى المكان الذي تعودت أن أكلم فيه حبيبتي دوما و تكلمت معها على أساس أنها آخــر مرة أكلمها .. و أظنني قلت لها أجمل كلام جادته مفكرتي كي لا نفترق بالخصامات كما كنت أفعل معها دوما .. و لكن في المساء إتصلت بي و قالت : سأقول لك شيء و لكن عدني أنك لن تغضب مني أبدا .. فقلت : وعد قـــولي .. قالت : قد كذبت عليك لن يأتينا أي ضيوف .. فعلت هذا لأني مشتاقة للحديث معك فقط .. إبتسمت و قلت لها : مجنونة بمعنى الكلمة .
- أيضا كانت حبيبتي تستمع لكلامي كثيرا و لنصائحي دوما فقد قلت لها يوما عندما أخبرتني بأنها ذهبت للحلاقة و قصت شيئا شعرها بعد أن غضبت كثيرا لهذا من الآن فصاعدا لن تقصي أي شعرة شعرك و فعلا إلتزمت بكلامي .. ومرة أخرى أرادت أن تشرب دواء يزيد من وزنها قليلا حيث حذرتها من ذلك و نصحتها بأن لا تشرب منه .. غضبت مني لكنها سمعت لكلامي .. و مرة ثالثة قالت أنها تناقشت مع زميلها في مكتبة الجامعة حول موضوع ما فصرخت في وجهها بأن لا تكرر ذلك التصرف مرة أخرى اذا كانت تحبني فعلا لأني أحسست بأن ذلك الشاب لم يكن هدفه معرفة الفكرة بقدر ما كان يعتبره استسلام من فتاة له .. بهذا جعلتني حبيبتي أحس أنها صارت زوجتي فعلا .
- حانت فترة امتحانات الفصل الثاني ولأني عرفت أن أحسن شيء أرفع به معنويات حبيبتي هو أن أهاتفها كل مرة فصرت أستلف المال كي أكلمها و أرفع من معنوياتها .. و فعلا كانت مواضبة حتى نجحت بمعدل أحسن من العام الفارط الذي لم أكن قد عرفتها فيه بعد .
- كنت أعاني أشد المعاناة خاصة و أني ضفت هما آخر لكاهلي فوق البطالة ، الدراسة ، الخصامات .. هم حب فتاة بريئة طيبة و حنونة تأكدت من حبها الصادق لي و تأكدت أيضا من حبي لها حيث أنني صرت أحبها و أعشقها أكثر من أي شيء آخر في حياتي .
- هذا الضغط كان يجعلني كالمجنون أحيانا حينما أرغب في أن أهاتفها و لا أجد فلسا واحدا في جيبي و أنا لست من أولئك الذين يستلفون المال بكل سهولة من الآخرين .. ما كان يجعلني أكسر هاتفي عدة مــرات .
- كنت أستحي أن أتكلم بنقود فتاة لأن حبيبتي كانت هي من ترغب كثيرا في أن تكلمني بنقود هاتفها فكنت أستحي من ذلك كثيرا لأني أعتبر هذا التصرف هو نقص في رجولة المرء .. فكنت حينما تصر على مكالمتي من هاتفها أدون كل ذلك على أساس أنه دين أرجعه لها لاحقا .