- بقيت أنافق حبيبتي بجمال عيونها و وووو ... (ربي يغفر لــي) ، كنت أضعف من أن أقول لها سامحيني لم تعجبيني ... كنت خائف أن أجرح مشاعر هاته الفتاة المسكينة التي إنفجرت بالبكاء مع أول أيام معرفتي بها .. بقيت على هذه الحال يعصرني الألم تلوى الألم .. هل سأقطع علاقتي بها .. ربما ستنهار .. ربما ستضعف لتستسلم لشاب آخر يستغل هذا الضعف ليفعل بها الأفاعيل .
- في منتصف جانفي 2010 نفذت مني كل النقود فلم يبقى لي فلس واحد إضافة إلى نهاية عقد عملي و كثرة مصاريف دراستي ووو ... كلها أشياء بدأت توترني .
- كانت حبيبتي الفتاة الوحيدة التي كنت أصارحها بكل شيء ، حيث كنت أحكي لها كل أحداث يومي (خاصة كثرة خصاماتي و أبي) و كافة همومي التي صادفتها و أصادفها في حياتي ... كانت تصبرني على حالي و تذكرني بأني إنسان مؤمن و المؤمن لا يعرف اليأس لأنه يعلم بأن له ربا قال : (( أن بعد العسر يسرا )) .
- لم أجد قلب أفرغ له هموم قلبي سوى قلب هاته الفتاة الطيبة .. التي أشعرتني بأنها قد أحبتني بكل صدق .. كانت ضحكتها و حكاياتها و عفوية طريقة كلامها تنسيني كل همومي و آهاتي .. مـــا جعلني أختار بإرادتي و طيب خاطري بأن لا أقطع علاقتي بها لقلة جمالهــــا .
- قربت الامتحانات في الكلية التي تدرس بها حبيبتي و لأني لم أشأ أن أتسبب في إخفاق فتاة بريئة كنت دوما أشجعها من كل قلبي و قد طلبت منها بأن تعذرني لأني لن أكلمها حتى تنتهي فترة الامتحانات المقدرة بثلاث أسابيع .. و فعلا بدأت بتنفيذ ذلك الالتزام الصعب على كلانا .. لكن لم يمضي سوى يومين حتى إتصلت بي تخبرني بأن شابا يزعجها عبر الهاتف .. فقلت لها : عذرا لن أكلمك حتى تنتهي الامتحانات .. فقالت لي : هل ترضى بأن تتركني في مثل هذه الحالة ؟ فاستسلمت لها و كلمتها قليلا لأرفع لها معنوياتها .. و فعلا استطعت أن أرجع لها إبتسامتها و ثقتها بنفسها .
- بهذا التصرف القاسي إزداد حب حبيبتي لي ، لأنها رأته تصرف حضاري مني .. حتى أنها قالت لي يوما : كم يعطوك أهلي ثمن مساندتك و وقوفك معي من أجل نجاحي في دراستي ؟ بل و أظنهم هم من بعثوك لي من أجل دراستي .. ضحكت من قولها و قلت : أريدك فقط أن تسبقي صديقتك التي كنت أراها عدوتي آنذاك لأنها كانت تسعى لأن تفصلني عن حبيبتي .
- أعترف أن الحق كل الحق لصديقة حبيبتي التي صرت أحترمها كثيرا لأنها إنسانة محترمة و تريد المحافظة على عفة صديقتها ... و أظنها فعلت هذا لأنها لازلت لم تؤمن بعد بأن في الحياة يوجد الخير و الصدق ... و ليس كل الناس متساوون فمنهم الأنذال و من الأخيار .. و مع مرور الأيام بدأت تؤمن بصدق حبي و بأني إنسان محترم قبل أن أكون عاشق لصديقتها .
- كنت أتخاصم و حبيبتي كثيرا الشيء الذي يترك صديقة حبيبتي تجعله دليلها على عدم صدق حبي .. أعترف أني كنت دوما من يتسبب في هذا الخصام .. كنت أراه شيء جميل أفعله بإرادتي كي أجدد به حبنا الذي لا أريد أن يصيبه الملل أو الفتور في يوم من الأيـــام ... و هو ما جعل حبيبتي تتعذب كثيرا لأنها لم تفهم أني أحرص لأبقى دوما في شوق لها و لحبها .. فكنت عندما أخاصمها لأيام أخفي الرقم و أهاتفها و أبقى صامتا كي أسمع صوتها و هو الأمر الذي كانت تفعله هي أيضا معي .
- آنـــــذاك كان بعض أصدقائي يتزوجون ... أقسم أني لم أحس بالغيرة من زواج أحدهم لأني كنت أحس نفسي قد ملكت فتاة صادقة و طيبة ستكون زوجتي يوما مــــا .
- حبيبتي .. كانت وفية على مواعيدها و كنت أخلف .. كانت لا تسئم من الحديث معي و كنت أسئم أحيانا .. كانت الفتاة النشيطة دوما و المجتهدة في أعمال منزلها و دراستها قليلة النوم و قد كنت كثير النوم كسول .. كانت تخفف عني آلامي و أوجاعي و كنت أسبب لها الآلام و الأوجاع بتركي لها و بتصرفاتي المتناقضة .. كانت تضحكني حتى تدمع عيني من شدة الضحك و كنت أبكيها ليال طوال .. كانت تحب أن تكلمني دوما من نقود هاتفها و كنت أرفض .. كانت وفية لي و كنت أخونها مرات بالحديث مع بعضهن .. كان كل شيء يجذبني فيها و كنت أضايقها ببعض تصرفاتي الحمقاء .. (ربي يغفـــر لـــي) .
- مع هاته المواقف الصادقة و هذا الحب الزكي و الوفاء الدائم منها ضعفت أو بالأحرى عبرت بصدق عن مشاعري و عواطفي و كل أحاسيسي لأقول لها * أحـبـــــــــــــك * لأني فعلا أحببت هاته الفتاة ليس لجمال شكلها بل لجمال روحها الطيبة ، الطاهرة ، الصادقة و الوفية أيضا .
.