فنونُ الشعرِ تكتبني
فتسرحُ بي خيالاتي
تُرَافِقُني
تُسَامِرُني
تُزِيحُ الهمَّ عنْ نفسي
فحيناً أمتطي حرفي
وأرحلُ عنْ مدى ذاتي
أرافقُ غيرَ أقراني
أجولُ بغيرِ أوطاني
وأشدو غيرَ ألحاني
أُسَّطِرُ للمنى إسمي
يُبَعثرُني
يُلَملمُني
يمزِّقُ صمتَ أَفكاري
وَيُرسلُني إلى بوحٍ
يُلَمْلِمُ حرفَ أبياتي
.
أنا والشعر أغنية
تُدَنْدِنُهَا رَبَابَاتي
على وَتَرٍ من اللحن الذي يشدو بآهاتي
يرددها معي طيرٌ
بلا شدوٍ
بلا صوتٍ
فيغدو في فضا قلبي
جناحً من خيالاتٍ
فيحملني على عجلٍ
تسابق ريح أشواقي
إلى مدنٍ من النشوى
أودع في ثناياها
مجاهل صمتنا القاسي
فيصدح في الفضا لحني
على أنغام أوتاري
.
أنا والشعر في الأفراحِ أغنية
نرددها
نغنيها
فتطربنا وتشجينا
وفي الأتراح مرثية
تمزقنا
وتبكينا
أنا والشعر في عتبٍ
يعاندني
يخاصمني
يشاكسني
فيهجرني ويأتيني
أُصَالحه
أُصَادِقُه
فيسري في شراييني
.
أنا والشعرُ أمنيةٌ
تُسَابِقُنَــا
تُرَاوِدُنـــَـــا
فنحلُمُ أنَّنا نسمو
إلى العلياءِ في زهوٍ
تُعَانِقُنـَــــا سَما حلمٍ
بأشواقٍ تُمَنِّنـــــــا
.
أنا و الشعر كالطفلِ الذي يغفو
على مهدٍ من الأفراحِ تغمرُهُ
بِأحلامٍ تُراودُه
فنحلُمُ أننا نلهو بِزَخاتٍ من المطرِ
الذي يروي روابينا
تُراقِصُنا
تُبَللنا
وتَرْوينا
فيزهرُ روضَ أيكتِنا
ويعلو صوتَ حادينا
ويأتي بالمنى فجري
وتسطعُ شمسَ أوطاني
تذيبُ جليدَ فُرقتنا
وتمسحُ دَمْعَ أحزاني
وأترك مضجعاً يحوي ضنا أرقي
وأغفو ملئَ أجفاني
وتسقطُ غربتي عني
وأسكنُ قصرَ أبياتي