السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
حياكم الله جميعاً يا أهل السنة.
الشيخ العلامة
ربيع بن هادي المدخلي
حفظه الله
يبين الداء ويصف الدواء
بخصوص الحملة الشرسة ضد النبي الكريم
محمد صلى الله عليه وسلم
حمل الملف الصوتي من المرفقات -بارك الله فيك-
التفريغ:
السؤال: سمعتم شيخنا - حفظكم الله - بالحملة الشرسة التي قادتها بعض وسائل الإعلام الكافرة ضد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وواجب المسلمين تجاهها ؟
الجواب: يعني وسائل الإعلام والقسس والرهبان والسياسيون والمجرمون في أوروبا وأمريكا هم يقودون هذه الحملة ويشجعونها، والمسلمون لا يستطيعون أن يفعلوا شيئا؛ لأنهم غثاء كغثاء السيل ما عندهم إلا الأمم المتحدة وما أدري إيش والكلام الفارغ ! ولا الذهاب للبابا !!
على المسلمين أن يعودوا إلى الإسلام. العلاج لمواجهة هذه التحديات، وهذه الحملات الخبيثة: أن يرجع المسلمون إلى دينهم، وأن يَخرجوا من هذه الغثائية التي يعيشونها، بارك الله فيكم.
" يوشك أن تداعَى عليكم الأمم كما تداعى الأكلة على قصعتها " قالوا: أو مِن قلةٍ يومئذ يا رسول الله ! قال: " لا ، بل إنكم يومئذ كثير، ولكنكم غثاء كغثاء السيل ! ولينزعنَّ اللهُ المَهَابةَ مِن قلوبِ أعدائكم ".
فهذا حاصل. الأمة غُثَاء كغثاء السيل - إلا القليل -، وقد نزعَ اللهُ المَهابةَ مِن قلوبِ أعداء الإسلام؛ فلا يَرَون للمسلمين قِيمة، ولا يَحسِبون لهم حِسابًا.
والمسؤوليةُ الأولى في هذه الحملات على رسول الله: على المسلمين؛ لأنهم هم الذين أفسحوا المجالَ لأعداءِ الله أن يرفعوا رؤوسَهم، ويدوسوا كرامتهم، ويطعنون في رسولِ الله ومقدسات الإٍسلام، ولو كانت أمة لها هَيْبة، ولها مَنَعَة، ولها قوة، ولا يحصل ذلك إلا إذا تمسكوا بالدين، تمسكوا بالكتاب والسنة. إذا تمسكوا بكتاب الله؛ قذف الله الرعب والوهن في قلوبِ الأعداء؛ فهابوهم وخافوهم.
أما الآن وقد تخلَّينا عن العقائد - أو جُلُّنا - عن العقائد التي جاء بها رسول الله، والأخلاق والسياسات - بارك الله فيكم - تخلَّينا عن ذلك وغيره؛ فإن اللهَ ينزع المَهابةَ هذه في قلوبِ الأعداء، ويقذفُ الرعبَ والوهَنَ في قلوبِنا؛ عقوبةً لنا ! حتى نرجعَ إلى دينِنا.
أخبرنا رسولُ الله بالحلّ - عليه الصلاة والسلام - وهو (أن نرجع إلى الدين). فإذا لم نرجع إلى الدين؛ فسوف تزيد الحملات، ولا يُبالون بصيحاتِ الأطفال والنساء - أبدًا -، نسأل الله العافية، المسلمون شوف مواقعهم، شوف صحفهم!! لا مبالاة!!
أظن قبل أيام لما داسوا المصحف - أستغفر الله وأتوب إليه من حكاية هذا الكلام -؛ قام المسلمون بالمظاهرات وكذا، الآن قاموا بشيء ؟ ها؟! ما قاموا بشيء!! ما سمعنا بشيء!! الله أكبر! زبد وانطفى، غثاء!
في ذاك الوقت: أنا وجهت خطاب للمسلمين - جميع الحكومات والعلماء وكذا وكذا - أن يرجعوا إلى كتاب الله، ويعقدوا المؤتمرات لذلك، ويفعلوا . . لكن ما يسمعون، لا يسمعون. بارك الله فيكم. (1)
هذا يحتاج صيحات من العلماء الصادقين، تهب بالمسلمين أن يجِدُّوا في العودة إلى دين الله الحق.
ويجب على أصحاب المدارس غير السلفية أن يتقوا الله في أنفسهم، وفي مَن يتعلق بهم من المسلمين. لا شك أن مدارسَهم فيها خلل كبير؛ فيها مخالفات عقدية ومنهجية؛ يجب أن يُصلحوها ويُصلحوا مناهجَهم. وعلى الحكام أن يتوبوا إلى الله عز وجل، وأن يَفرضوا المناهجَ الإسلامية الصحيحة في المدارس التي يُربُّون فيها أبناءَ هذه الأمة، وأن يربوا جيوشَهم على العقيدة والأخلاق التي ربَّى عليها رسولُ الله جيوشَه. بارك الله فيكم.
خالد وأمثاله نجحوا في قمع الردة، وفي الفتوحات؛ بالقرآن والسنة، إذا ما كان بالقرآن والسنة لن يفعلوا ولا حاجة، لكن الله ينصرهم، ويقذف الرعبَ في قلوب أعدائهم: " نصرتُ بالرعبِ من مسيرةِ شهر "؛ أكبر سلاح هذا الرعب. فإذا كان الغرب ترتعد فرائصه؛ خوفًا من المسلمين؛ ما يستطيع أن يحرك ساكنًا.
وفي عهد المعتصم - وهو عامي ما هو عالم، لكن كان خليفة، وكان مخدوع بالجهمية، لكن يحترم الإسلام -، أهينت امرأة! فقالت: وا مِعتصماه !! فجهز جندًا، وذهب إلى أكبر رأس، وأكبر دولة في أوروبا، وداس كرامتَها، وانتصر للإسلام، وأخذ ثأره للإسلام.
الآن: الرسول يُهان!! ما هو امرأة!! ولا شيء!! ولا شيء!! فيه انحطاط، فيه غثائية، فيه وهَن أكثر من هذا ؟!! يقولون مليار مسلم الآن !كم ألف مليون وزيادة!! لكنهم غثاء كغثاء السيل!!
الذين فتحوا (الدنيا)؛ انطلقوا من قرية - مدينة - قال رسول الله: " إن هذه قرية تأكلُ القرى ". كان مسجد الرسول لا يمثل إلا جزءًا من خمسين جزءًا من المسجد الحالي؛ أصحاب هذا المسجد خرجوا إلى الدنيا وفتحوها كلَّها؛ بإيش؟!! لا بِكثرة عَدَد، ولا بكثرة عُدَد؛ إنما بالإيمانِ الصادق والإخلاص.
نعم، يجب أن نُعِدَ العُدَّة، العُدَّة الإيمانية قبل كلِّ شيء، واللهِ إذا توفرت هذه العدة الإيمانية، وكنا كلنا على منهج محمد؛ لجعل الله لنا فرجا ومخرجًا، ولأعطانا مِن القوة المادية والمعنوية ما ننتصرُ به على أعداءِ الله. بارك الله فيكم.
أما ونحن - يعني - ديمقراطية! وخرافات! في السياسة: الديمقراطية! وفي العبادة: قبور! وفي العقائد: تعطيل - إلا ما شاء الله - وضلال وضياع وخرافات وأساطير! التي نشأت على هذه الغثائية! فمهما تَكدستْ عندنا الأموال؛ عندنا أموال لا أول لها ولا آخر!! الغرب يحتاج إلى ما عندنا إلى الآن!! وعندنا جيوش، وعندنا وعندنا . . .، لكن امتداد لهذا الغثاء! فلن تُغْني عنا شيئا هذه الأشياء كلها.
والآن الذي عنده غيرة مسكين يصيح: ويقول لنا استنجدوا بهيئة الأمم المتحدة، والمؤسسات الفلانية؛ هذا اللي عنده مسكين! والباقي! شوف الصحف كيف تعبث!! تقدم لنا صور الممثلات، والماجنات الفنانات، ويقدموا لنا الصور هذه، والحديث عن الفنانين وعن الكرة!! في ضياع! في ضياع! حالة يُرثى لها ! بارك الله فيكم.
محمد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وُضع في كفة والأمة كلها في كفة؛ فرجَحها، وزنها - عليه الصلاة والسلام -، وصاحبه أبو بكر وزن هذه الأمة، وعمر كذلك وزنها، محمد مو سهل! مو سهل عليه الصلاة والسلام.
اللهم صلِ على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد ..
انتهى
حاشية: (1): يشير الشيخ حفظه الله إلى مقال له بعنوان:
ذكرى للمسلمين عموماً ولعلمائهم وحكامهم خصوصاً
للأمانة : منقول من نور الاسلام السلفية