سأظل غاضبا
شعر عزالدين مبارك
ساظل غاضبا
ما دام في وطني
فقير واحد
لا يجد قوت يومه
وينام جائعا
على قارعة الطريق
يتوسد أرضا باردة
في العراء
ويتلحف بالسماء
وقناديله النجوم
وأحلامه الرعب
والخوف من عسس السلطان
والكلاب السائبة
سأضل غاضبا
ما دام في وطني
مظلوم واحد
يجري خلف قضيته
الأعوام الطويلة
ويبحث عن حق مفقود
بين رفوف النسيان
ولا يجد جوابا
ولا يلقى غير الجحود
سأظل غاضبا
ما دام في وطني
طفل واحد
لا يذهب للمدرسة
ويعانق الكتاب والمحفظة
ويتلو أناشيد الحياة
ويفك طلاسم الحروف
سأظل غاضبا
ما دام في وطني
بطال واحد
بلا عمل
يشحذ المصروف
وبقايا السجائر
ويخجل من الخروج
ويلعن أيام الدراسة
الضائعة
وشهادته
ويفكر في الاحتراق
والانتحار
ويلعن هذا الزمن الرديء
وقسوة الظروف
سأظل غاضبا
مادام في وطني
فاسد واحد
بدون مساءلة وحساب
يمتص دماء الأبرياء
ولا يجد أمامه
علامة قف وكفى
سأظل غاضبا
وساخطا
مادام وطني
منهوب الخيرات
يحكمه أهل الشبهات
والنفوس المريضة
وتسلط أصحاب المال
والحق فيه مسلوب
والعلم فيه منبوذ
والفقير فيه محقور
والأفواه مكممة
وسأظل غاضبا
إلى أن يأتي ما يخالف.
تونس في 16 سبتمبر 2011