بكاء بين يدي سيدة وهمية
مروان الهيتي
تمر السنين يا سيدتي
وليس سواي يكبر
موت صار موتي
وما من قبر يحتويني
كهذي الحياة
في كل وجه أرى غيابي
ومن كل قطرة ظمأ لا أرتوي
ألا منك يا سيدتي السرابية
حينما في حضرة الأوهام تأتين
بين هذين
ضاع أمسي
في غفوة لخزعبلات حسي
تلاشت أمام عماي ذات الأشياء
وحتمية وجودي
ومثالية الوهم والذات
أيتها الوهمية
لا تأتين ....
فقد حان رحيلي
وها أنا ... ألملم أشيائي
كي أفارق الحياة
فلو كنت أملك حياة أخرى
لوهبتها لمطلقات الأشياء
لو شاء الفجر
أن لا يسقط من رحم السماء
والدروب ...
لو شاءت أن لا تستطيل بلا مبررات
لاستحالت بيننا كل العناوين المستحيلة
وما تحركت الأميال فجأة
باتجاه السنة العاشرة والنصف ليلا
وأنا حائر منذ مئة سنة ليلية
أبحث عن المجهول
وعن أصل الأشياء
فأني يا سيدتي ...
مازلت أرى السماء أصغر من طائر
أفلتته يداك
وأسمع كل ظلالي خلفي
تمشي أسرع من جسدي
الواهم أنه حي
تركت تفاصيلي
على طرقات مهجورة
كي تأكلها فاكهة الرمل يا سيدتي
حين تشبع
أذن لا داعي من برهنة السراب
فميتافيزيقية الألوان
صدى آخر للصمت
والحياة ... صدقيني هي لحظة الموت
وأنا مصاب بدوار الموت والحياة
ودوائي أن أبقى في العتمة عاري الكلمات
(مروان الهيتي)