الى الصديق الفنان جمال النجار
**
في الغربة ِ
تلك العاهرة ُ الجيفه ْ
ألفُ قذيفه ْ
تلهث ُ خلف حقيقة ِ أنك َ
وحدكَ تبحث ُ عن شيءٍ في اللاشيء الكائن حولكَ
في عتمة ِ هذا العبث ِ المتجهم ِ جدا ً
وحدك تبحث ُ في هذا الليل الحالك جداً
عن ثقب ٍ يتسرب ّ منه بريق ُ الأمل ِ المنشود ْ
وحدكَ .. تبحث ُ عن دندنة ٍ ضائعة ٍ في أوتار العود ْ
والعودُ كذلك يبحث ُ عن لحن ٍ مفقود ْ
والغربة ُ عاهرة ٌ جيفه ْ
ومساحات ُ الليل ِ هناك مخيفه
ْ
**
يا حاديَّ العشاق ْ .. دربُ الهوى صعبه ْ
هل ينفع الترياق ْ .. وأنت َ في الغربه ْ
**
قلبي علي قلبك ** وكلانا أغنيتان ْ
قد سطّرت دربك ** من روعة ِ الألحان
**
يا سيّدَ الأوتار ** لمّا سمى اللحن ُ
كم زقزقت أطيار ** وتراقصَ الفن ُ
**
تأخذك اللهفة ُ من إحساس العشق ِ
الكامن ِ فيك إلي زهر اللوز الطالع ِ
من دفء النبض الحالم
وترفُّ أمانيك علي هَدهدة ِ حنين الموج
على الرمل وأنت تحاول أن تستنطق صمت البحر
الصارخ في وجه ِ الريح الظالم
كم كنتَ نقيا ً ووفيا ً..
وعشيقا ً.. يستنهضُ وعيَّ حنين الزهر ِ
لرمل الوطن الساكن فيك َ وأنت الساكن ُ
في تحنان العبق ِ القادم ْ
ولأنكَ أنت العاشق ُ للثورة ِ
في كلِّ زمان ٍ ومكان
فاحمل سعفتك َ الآن ْ
واحمل قلمك .. قلبك.. سيفك.. نبضك
واحضن عودك .. وترك ..
واعزف لحنك َ.. لتقاوم ْ
**
يا لوعة َ الغيّاب ْ** كم أنت مشتاق ُ
أن يلتقي الأحباب ** بحرٌ وعُشّاق ُ
**
البحرُ أضناني ** فمتى أُلاقيه ِ
ما نفع ُ وجداني ** أن لم يكن فيهِ
**
مالي أهيمُ وقد ** جافى الهوى روحي
والهجرُ قد أوقدْ ** النار َ في جروحي
**
ولأنك أنت النغمُ المتألقُ في اللحن الوطنيِّ
القابض ِ بالقلب ِ علي جمر الثورة ِ
في درب الصفوة ِ
من عشاق ِ الرمل ِ النابض ِ بالأزهار ْ
ولأنك أنت المتفردُّ بالعزف الهادر
ِ
من لغة ِ الثوّار ْ
ولأنك ملك ُ الأوتارْ
أدري كيف تلملم من زهر بساتين العشق ِ
مشاتل أشعار ْ
وأراك تغني للوطن المتوحدِ في النبض ِ
وفي أعماق ِ الروح ِ وفي الأفكار ْ
يا مُلهمَ سيف الفارس ِ للصحو الصادق
في الدرب الصادق ِ خلف خطوط النار ْ
أين الآن خطاك تجرجر كاهلك المتعبْ
فارجع ..
للرمل .. وللبحر .. وللأشجارْ
وارجع..
يشتاق ُ إليكَ الشارع ُ والساحةُ والسمّار ْ
ارجع
فالعمرُ يئنُّ علي أرصفة ِ التيهْ
ورياحُ الهجر ِ عنيفه ْ
قاسية ٌ ومخيفه ْ
والغربة ُ عاهرة ٌ جيفه ْ
الغربة ُ..
عاهرة ٌ..
جيفه ْ
**
اللهُ كم أشتاق ْ ** لليل ِ والمزمار ْ
في واحةِ العشاق ** يتسابق السمّارْ
**
سرُّ الهوى أني ** قد ذبتُ في وطني
والسحرُ في لحني** أنّ الوطن فني
**
أني ومهما طالْ ** دربُ الحياهْ الصعبهْ
سينتهي الترحال ** وتنتهي الغربه ْ
**
\الشاعر/ خليل مكاوي
غزة - فلسطين